الأيديولوجية وعلم الإجتماع ,, علي الوردي نموذجاً

 

يعتبر د. علي الوردي من أهم علماء الإجتماع العرب المعاصرين , وكتابه الضخم "  لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث  " من أهم من حلل الشخصية العراقية وحاول فهم طبيعتها ..

وبما أن علم الاجتماع بطبيعته مؤدلج وغير محايد ( يُنظر في ذلك " محاضرات في علم الاجتماع " تأليف د. عدنان مسلّم ص / 83 / ) فإن الوردي يقرأ الأحداث الاجتماعية بالنظارة الماركسية !! 

 

فمثلا كتابه الشهير " وعاظ السلاطين " الذي أتمه بكتابه الآخر " مهزلة العقل البشري " يحلل واقع الناس من خلال دراسة معاشهم اليومي وعاداتهم الاجتماعية وسلوكياتهم الاقتصادية .. و يطرح قضايا وإشكاليات مهمة إلا أنه يعالجها بخلفيته الماركسية, طبعا هو لا يُعلن ذلك على عادة الماركسيين !!, لكنك إن كنت تعرف القانون الماركسي الذي يقول :

//  البُنى التحتية تؤثر في البُنى الفوقية , أو التغييرات على الكم تؤثر حتما على الكيف  // .. حينها ستكتشف منهجه !  

مع ملاحظة آخرى تعتبر مشكلة علمية لأنها تتعلق بمنهجية البحث والتحليل وهي ضعف مصادره التاريخية  !!

 

وبناء على هذين الملاحظتين كان طبيعيا أن ينكر شخصية (عبد الله بن سبأ ) ويعتبرها شخصية خرافية , ولا أظن لخلفيته الشيعية دورا إنما الماركسية  , فهو يرى حتمية الصراع المادي في المجتمع , فعلي هو اليسار ومعاوية هو اليمين , إلى آخر مقولات الماركسية التي ذهبت أدراج الرياح, ولاحاجة البتة الوقوف عندها .

على العموم قد رد عليه د .سليمان العودة ( وهو غير الشيخ سلمان العودة المعروف ) في رسالته للدكتورة " عبد الله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة " .

 

في النهاية أقول : إن الوردي يسهل الرد عليه ومناقشته, لكن مايطرحه مهم يثير المياه الراكدة, ويفتح آفاقا واسعة للمعرفة والبحث , والانتباه إلى قضايا قد نغفل عنها أو لا نلقي لها بالا .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين