الأزمات والشباب -3-

 

في الأزماتِ سرعان ما تقفزُ عندَ الشّباب أسئلةُ العقدة الكبرى (من أين؟ ولماذا؟ وإلى أين؟) وما يتفرّع عنها من أسئلة القلق، والكارثةُ الكبرى أن يجدَ الشّبابَ أنفسَهم وحدَهم وسط أمواج عاتية، يزيدُها تلاطمًا تفجُّرُ هذه الأسئلةِ دونَ إجاباتٍ شافية.

 

برامجُ التّزكيةِ وتهذيبُ النَّفسِ تغدو ضربًا من التَّرف عندَ الشّبابِ الذي يسألُ: أينَ الله؟ وأينَ العدلُ الإلهيّ من هذا الظلم الموحل؟! 

فأشدّ ما يحتاجُه الشّبابُ عندَ اهتزازِ ثوابتِه الإيمانيّةِ هو ضربُ جذورِه عميقًا في تُربةِ الإيمان من جديدٍ من خلالِ معرفةِ أصلِ وجودِه، والغايةِ منه، ومآلِه؛ وإلَّا فكلُّ ما يقالُ له عن الخُلُق القويمِ والهمَّة العالية لن يعدو كونَه طلاءً برَّاقًا لفروعٍ اجتثَّت من فوق الأرضِ ما لَها من قرار.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين