الأزمات والشباب -1-

 

الأزماتُ تُحدِثُ عادةً تغيّراتٍ في المفاهيمِ والأفكار تنعكسُ على سلوكِ شرائحِ المجتمع كافة لا سيما الشباب؛ الذين هم أكثر الشرائح تعرّضًا للاهتزازات العنيفةِ والعميقةِ التي تُحدثها الأزمات على مستواهم الفكريّ والسلوكيّ، ولذا سأشرعُ اليومَ وفيما هو قادمٌ من الأيّام ـ بإذن الله تعالى ـ في مناقشةِ ما يتعرّض له الشّباب من صدماتٍ وجوديّة وما يقفز في أذهانهم من تساؤلاتٍ كبيرةٍ في ظلّ الأزمات العاصفة، وذلك على هاشتاغ

 

 في الأزمات يصطدمُ الشّبابُ بمواقفَ اختبارٍ لما تلقّوه من أفكارٍ ومبادئ في تربيتهم المنزليّة والمسجديّة والإيمانيّة، فيرَونَ الانفصام الهائلَ بين ما تلقّوه وما عاينوه من سلوكٍ من المربّي والمتلقّي على حدٍّ سواء، فيبرزُ سؤالٌ كبيرٌ يقول:

هل المشكلةُ فيما تعلّمناه وتلقّيناهُ أم المشكلةُ فيمَن علَّمَنا وتلقّينا عنه؟!!!

فتكونُ ردّةُ الفعلِ العنيفةِ على قدرِ الصّدمةِ متمثّلةً في رفضِ الفكرةِ ومَن يدعو لها معًا، والبدءُ بالبحثِ في تيهٍ سرابيٍّ يحسبُه الظمآنُ ماءً حتَّى إذا جاءَه لم يجدهُ شيئًا ولم يجد الله عنده!!

 

الهدوء النّفسيّ وامتصاص الصّدمةِ، ثمَّ فصلُ الفكرةِ عن حاملِها أوَّلُ خطواتِ الصّوابِ في التّعاملِ مع هذا السّؤال الكبير، ثمّ فهمُ معنى التّمحيص والتّمايز الذي تنطوي عليه الأزمات يكون من خلال جرعاتٍ معرفيّةٍ مكثّفةٍ ومركّزة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين