الآداب والسلوك (9) آداب المجالس

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المجادلة: 11].

1 ـ اعلم ـ أيها الرشيد ـ أن للمجالس آدابًا، بها تطيب المجالس وتزكو، فمن ذلك ذكر الله تعالى، فقد ورد الذمّ للمجلس الذي لا يذكر الله تعالى فيه، ولا يُصلَّى فيه على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم .

2 ـ واختر جليسك ـ أيها الموفق ـ ؛ فالإنسان يتأثر بجليسه؛ ولذا أرشدنا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إلى حسن اختيار الخليل بقوله: « الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ ». رواه أبو داود.

ولقد ضرب لنا مثلًا في أثر الجليس على جليسه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ». رواه البخاري، مسلم.

3 ـ واحذر مجالسة الفاسق، والمبتدع؛ فمجالستهم سمٌّ ناقِعٌ.

4 ـ وسلِّم على أهل المجلس إذا قدمت، وإذا انصرفت.

5 ـ ولا تُقِم أحدًا من مجلسه ثم تجلس فيه.

6 ـ وافسح في المجلس لإخوانك ـ فسّح الله لك ـ .

7 ـ ولا تفرّق بين اثنين إلا بإذنهما.

8 ـ واجلس حيث انتهى بك المجلس.

9 ـ وإذا كنتم ثلاثة فلا يتناجَ اثنان دون الثالث؛ لئلا يدخل الحزن على قلبه، فإذا كنتم أربعة فما فوق، فلا بأس بذلك.

10 ـ ولا تستمع إلى حديث الآخرين إلا إذا كانوا راضين، أو كان كلامهم جهرًا.

11 ـ واجتنب الجلسات المنهي عنها، كأن تضع يدك اليسرى خلف ظهرك وتتكئ على لحمة يدك اليمنى التي في أصل الإبهام.

12 ـ واجتنب الأحوال المنهي عنها، كالجلوس بين الشمس والظل؛ فذلك مجلس الشيطان، أو الجلوس بحيث تنكشف العورة.

13 ـ ولا تكثر الضحك، فقليل الضحك يبعث في النفس النشاط، ويروِّح عنها، وكثيره داءٌ يميت القلب.

14 ـ ولا تتجشأْ بحضرة الآخرين.

15 ـ واختم المجالس بكفارة المجلس، وهي: « سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ، وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ». فإن المجلس إذا كان مجلس خير وعلم، فهذا الدعاء كالطابع له، وإن كان غير ذلك، كان كفارةً له.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين