الآداب والسلوك (25) آداب الدعاء

قال تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ﴾ [النمل: 62] ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « لَا يَرُدُّ القَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلَّا البِرُّ ». رواه الترمذي.

اعلم ـ جعلنا الله وإياك الله من أهل الفردوس الأعلى ـ أن الدعاء عبادة، فمن لم يدعُ الله، أو دعا غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، فهو مستكبرٌ عن عبادته.

1 ـ وكن بارًّا بوالديك، فبِرُّهما من أسباب إجابة الدعاء.

2 ـ وقدِّم أعمالًا صالحة قبل أن تدعو، كالإكثار من نوافل العبادات بعد الفرائض.

3 ـ واستقبل القبلة عند الدعاء، وارفع يديك.

4 ـ وأسرَّ الدعاء، قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55] ، فالإسرار أبلغ في التضرع، والخشوع، والإخلاص.

5 ـ وكن حاضر القلب، فالله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ.

6 ـ وكرِّرْ الدعاء، وألحّ فيه، فمن أكثَرَ طَرْق الباب يوشك أن يفتح له.

7 ـ واجزم بطلبك عند الدعاء، ولا تعلِّقْه على المشيئة، وكن موقِنًا بالإجابة.

8 ـ وابدأ دعاءك بحمد الله، والثناء عليه، ثم صلِّ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

9 ـ وتوسلْ بأعمالك الصالحة عند الدعاء، فذلك من أسباب إجابته.

10 ـ وادعُ بجوامع الدعاء، وأجمع الدعاء ما كان في القرآن، والسنة، ومن الأدعية القرآنية: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201] ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23] ، ومن الأدعية النبوية قوله صلى الله عليه وآله وسلم : « يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَـبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ».

11 ـ وتوسل بما يناسب طلبك من أسماء الله الحسنى، فاطلب العفو من العفوّ، والرحمة من الرحيم، والرزق من الرزاق الوهاب، وهكذا.

12 ـ وادعُ عند صياح الديك؛ لرجاء تأمين الملائكة على الدعاء.

13 ـ ولا تعتدِ في الدعاء، فلا تسأل ما لا يجوز لك سؤاله، ولا تبالغ في رفع صوتك.

14 ـ ولا تتكلف السجع في الدعاء، والسجع هو الكلام المقفّى.

15 ـ ولا تدعُ بإثمٍ، أو قطيعة رحِمٍ، فعن أبي سعيد (رضي الله عنه) أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا »، قالوا: إذن نكثر، قال: « الله أكثر ». رواه أحمد.

16 ـ ولا تتعجل الإجابة، فقد تتأخر إجابة الدعاء لحكمةٍ يعلمها الله، وتخفى عليك، واعلم أن اختيار الله لك خيرٌ من اختيارك لنفسك، فإذا دعوتَ الله، وألححتَ، وتضرعتَ في الدعاء، واجتنبتَ ما يمنع الإجابة، فلا تجزعْ من تأخّر الإجابة.

17 ـ واجتنبْ أكل المال الحرام، فذلك مانع من إجابة الدعاء.

18 ـ واغتنم الأحوال، والأوقات الفاضلة، كثلث الليل الآخر، والسجود، وبعد التشهد الأخير في الصلاة، وبين الأذان والإقامة، والساعة المستجابة يوم الجمعة ـ ووقتها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة، وآخر ساعة من يوم الجمعة ـ ، وعند الفطر من الصيام، والسفر، والأذان، ونزول المطر.

19 ـ واتقِ دعوة المظلوم، ولا تدعُ على نفسك، ولا مالك، ولا أولادك.

20 ـ وإذا أصابك كرْبٌ، فأكثر من دعوة ذي النُّون: ﴿أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: 87].

21 ـ واغتنم عشية عرفة إذا كنتَ في الحج، وعند الصفا والمروة، وبعد رمي الجمرة الصغرى، والوسطى.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين