من كمال الشريعة أنها لم تترك أمرًا يحتاجه المسلم إلا بينته له؛ حتى قضاء الحاجة، فعن سلمان (رضي الله عنه) قال: قال لنا المشركون: إني أرى صاحبكم، يُعلمكم حتى يعلمكم الخِراءَة، قال: أجل، إنه نهانا أن يستنجي أحدنا بيمينه، أو يستقبل القبلة، ونهى عن الرَّوث، والعَظْم، وقال: « لَا يَسْتَنْجِي أَحَدُكُمْ بِدُونِ ثَلاثَةِ أَحْجَارٍ ». رواه مسلم.
1 ـ اعلم ـ أيها الحريص على اتّباع سنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم ـ أنه يجب عليك اجتناب قضاء الحاجة في طريق الناس، أو في ظلهم الذي يجلسون فيه، أو المكان الذي يتشمّسون فيه أيام الشتاء، أو الطرق إلى الماء، أو قارعة الطريق، أو في الماء الراكد الدائم.
2 ـ ولا تدخل مكان قضاء الحاجة بشيءٍ فيه ذكر الله، وخاصةً المصحف؛ فذلك حرامٌ.
3 ـ ولا تستقبل القبلة، ولا تستدبرها في الخلاء، فإن كنت في البنيان، فالأمر أيسر.
4 ـ وقدِّم رِجْلك اليسرى إذا دخلت الخلاء، وقل: « بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبُثِ، وَالْخَبَائِثِ ». واعلم أنك بهذا الدعاء تتعوذ من كل نفسٍ شريرةٍ، وتتعوذ من ذكور الشياطين، وإناثهم.
5 ـ وقدِّم رِجْلك اليمنى إذا خرجت من الخلاء، وقل: « غُفْرَانَكَ ».
وإذا كنتَ في الصحراء، فقل ذِكْر الدخول قبل دخول مكان قضاء الحاجة، وقل ذِكر الخروج إذا فرغت وخرجت.
6 ـ وإن كنت في الصحراء، فلا ترفع ثوبك قبل أن تدنو من الأرض.
7 ـ ولا تبُل قائمًا؛ إن خشيت تلوثَ بدنك وثوبك، إلا إن دعتك الحاجة للبول واقفًا، وأمنت التلوث، وأمنت الناظر، فلا بأس.
8 ـ ولا تستخدم يدك اليمنى في قضاء الحاجة.
9 ـ واعلم أنه يشرع لك إزالة النجاسة بالماء، ويسمى الاستنجاء، أو بالأحجار، ونحوها، كالأوراق، والمناديل، ويسمى الاستجمار.
10 ـ ولا تستنجِ بالعظم، والروث؛ لأنهما من طعام الجن، ولا تستنجِ بطعام الآدميين، ولا بالأوراق المحترمة، ككتب علوم الشريعة، وما فيه لفظ الجلالة، ونحوه.
11 ـ وإن استجمرت فليكن استجمارك وِترًا، وأقله ثلاث مسحات، تعم المحل، فإن حصل الإنقاء بأقل من ثلاث مسحات، فيجب تكميلها إلى ثلاثٍ.
12 ـ ولا تتكلم في الخلاء إلا لضرورةٍ، أو حاجةٍ.
13 ـ واحترز من رشاش البول أن يعود على بدنك، أو ملابسك.
14 ـ واغسل يدك بعد قضاء الحاجة بالصابون، أو بما يزيل الرائحة.
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
ذات صلة
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول