الآداب والسلوك (17) آداب عيادة المريض

عيادة المريض من حقوق المسلم على أخيه، فعن البراء بن عازب (ضي الله عنه) قال: أمرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسبع، ونهانا عن سبع: « أمرنا باتِّباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، ورد السلام، وتشميت العاطس، ونهانا عن آنية الفضة، وخاتم الذهب، والحرير، والدِّيباج، والقَسِّي، والإستبرق ». رواه البخاري، ومسلم. والدِّيباج، والقَسِّي، والإستبرق أنواع من الحرير.

1 ـ اعلم ـ وفقك الله ـ أن عائد المريض لا يزال في خُرْفة الجنة (أي: ثمارها)، حتى يرجع، وإن عاد المريض صباحًا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده مساءً صلّى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يصبح، ومن فضائل عيادة المريض ما في حديث أبي هريرة (ضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إِنَّ اللهَ (عزّ وجلّ) يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا بْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَعُودُكَ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ!؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ ». رواه مسلم.

وفي عيادة المريض تطييب لقلبه، واستعراض لحوائجه، واتّعاظ بحاله.

2 ـ والصبي يُعادُ إذا مرض، كما يُعاد الرجال.

3 ـ ويجوز للنساء عيادة الرجال، بشرط أمن الفتنة، والتستر، وانتفاء الخلوة.

4 ـ وعُد المريض ولو لم يعلم بك، ففي زيارته جبرٌ لخاطر أهله، ورجاء بركة الدعاء.

5 ـ وعُدِ الكافر إن رجوتَ إسلامه.

6 ـ وتختلف أوقات العيادة باختلاف الزمان، والمكان، وعادات الناس.

7 ـ ولا تطلِ المكوث عند المريض؛ لأن ذلك ربما يشق عليه، إلا إذا كان المريض يُحب طول مقامك عنده، وتكرار زيارته، فالأولى لك الاستجابة.

8 ـ واجلس عند رأس المريض، ففي ذلك إيناس له، واسأله عن حاله، ونفِّس له في أجله، كأن تقول له: لا بأس عليك، ستشفى بإذن الله.

9 ـ ولا ينبغي للمريض الشكوى على سبيل التضجر، والجزع، بل يرضى بقضاء الله.

10 ـ ولا تقل عند العيادة إلا خيرًا؛ لأن الملائكة تؤمِّن على الدعاء، وادعُ للمريض بالرحمة، والتطهير من الذنوب، والسلامة، والعافية، ومن الأدعية: « لَا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللهُ ». ومنها: « أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ » سبع مرات.

11 ـ وضَعْ يدَك على جسد المريض، وادعُ له.

12 ـ وارقِ المريض بالمعوذات، وبـفاتحة الكتاب، وبـقولك: « أَذْهِبِ الْبَأسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا »؛ فهذا أنفع له.

13 ـ ولقِّنِ المريضَ الذي حضر أجله الشهادة برِفق، فإذا تشهد فلا تُعِدها عليه حتى يتكلم، فإن تكلم فلقّنه مرة أخرى، وذكِّره برحمة الله الواسعة، وأغمضْ عينيه بعد موته، وادعُ له إذا مات، ومن الأدعية: « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِفلَانٍ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ ».

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين