الآداب والسلوك (16) آداب الأكل والشرب

قال تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا﴾ [الأعراف: 31] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يَا غُلَامُ، سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ ». رواه البخاري، ومسلم.

إن للأكل والشرب آدابًا في الإسلام، ينبغي عليك ـ أيها الحريص على اتّباع تعاليم دِينك ـ التأدب بها، فإذا أكلت:

1 ـ فاجتنب الأكل، والشرب في آنية الذهب، والفضة.

2 ـ ولا تأكل متّكئًا، أو منبطحًا على البطن.

3 ـ وإذا أقيمت الصلاة عند حضور الطعام، وكانت نفسك متعلقة به، فابدأ بالأكل قبل الصلاة؛ لتقبل على صلاتك خاشعًا.

4 ـ واغسل يديك قبل الطعام، وبعده.

5 ـ وقل: « بسم الله » عند ابتداء الأكل والشرب، واحْمد الله تعالى بعدهما؛ لتحرِم الشيطان من مشاركتك في الأكل، وإن نسيت أن تسمِّي الله قبل الطعام، فقل أثناء الطعام: « بِسْمِ اللهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ».

ومن الأدعية التي تقال بعد الفراغ من الطعام والشراب: « الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا، وَرَزَقَنِيهِ، مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي، وَلَا قُوَّةٍ »، وقد ورد في فضل هذا الدعاء أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: « مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا، وَرَزَقَنِيهِ، مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي، وَلَا قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ». رواه الترمذي.

6 ـ ولا تأكل، ولا تشرب بشِمالك، بُعدًا عن التشبه بالشيطان، إلا إن وُجِد عذرٌ يمنعك، كالمرض، والجراحة؛ فالشِّمال للاستنجاء، ومباشرة الأنجاس.

7 ـ وكُل مما يليك، ويقرب منك؛ فالأكل من موضع أيدي الناس فيه سوء أدب، إلا إذا كان على المائدة عدة أصناف.

8 ـ ولا تأكلْ من أعلى الصحفة، وكُل من حواليها، فالبركة تنزل وسطَها.

9 ـ وكُلْ بثلاثة أصابع، والعَقْ يدَك بعد الأكل، ولا تمسحْ يدك بالمنديل حتى تلعقها؛ لأنك لا تدري هل البركة فيما أكلته، أم فيما بقي على أصابعك، أم فيما بقي في أسفل القصعة، أم في اللقمة الساقطة.

10 ـ وأمطِ الأذى عن اللقمة الساقطة، ثم كُلها، واحرم الشيطان منها؛ فقد تكون البركة فيها.

11 ـ ولا تأكلِ الطعام حتى تذهب حرارته؛ لأنه أعظم للبركة.

12 ـ ولا تعِبِ الطعام، ولا تحتقرْه؛ فالطعام خلقة الله.

13 ـ ولا تأكل، ولا تشرب قائمًا إلا لعذر.

14 ـ واشرب ثلاث دفعات، وتنفس خارج الإناء، ولا تتنفس فيه، ولا تنفخ فيه.

15 ـ ولا تشرب من فم القربة، أو السقاء، بل صُب الشراب في الإناء، ثم اشرب منه.

16 ـ وإن سقيت القوم، فكن آخرهم شربًا.

17 ـ واعلم أن الاجتماع على الطعام سببٌ لحلول البركة فيه.

18 ـ ولا تُكِثر من الطعام، فالإكثار من الطعام ممرِضٌ للجسم، ويُصيبه بالخمول، والكسل، فيثقل عن فعل الطاعات، وهو يورث القلب القسوة، كما أن الإقلال منه يضعف البدن عن فعل الطاعات، والعلاج الناجع في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ما ملأ آدميٌ وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسب ابن آدم أُكلاتٌ يقمن صُلبه، فإن كان لا محالة: فثلثٌ لطعامه، وثلثٌ لشرابه، وثلثٌ لنَفَسه ». رواه الترمذي.

19 ـ ولا تجلس على مائدة فيها خمر، أو منكر؛ لأن الجلوس مع وجود ذلك المنكر فيه إشعارٌ بالرضى، والإقرار عليه.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين