اللسان أمره خطير، وللكلام في الشريعة آدابٌ، وأحكامٌ، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 36] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ ». رواه البخاري.
1 ـ اعلم أنه يجب عليك حفظ اللسان عن كل ما حرم الله، ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
2 ـ وإن أردت الكلام فتفكّر في كلامك، فإن كان خيرًا فقله، وإن كان شرًّا فأمسك عنه، فهو خيرٌ لك.
3 ـ ولا يكن كلامك إلا طيِّبًا، فالكلمة الطيبة صدقةٌ.
4 ـ وأقلِل من الكلام؛ لأن كثرته سببٌ للوقوع في الإثم.
5 ـ واحذر الغِيبة، والنميمة، والغِيبة ذِكرك أخاك بشيءٍ يكرهه، والنميمة نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد بينهم.
وإذا حمل إليك أحدٌ نميمةً، فلا تصدِّقه، وانهه عن ذلك، وانصحه، ولا تظن بأخيك الغائب سوءًا، ولا يحملك ما حكاه لك على أن تتجسس، وتبحث عن ذلك.
6 ـ ولا تحدِّث بكل ما سمعت، ما لم تتأكد منه.
7 ـ واحذر الكذبَ، وهو الإخبار بخلاف الواقع، واعلم أن أعظم الكذب، هو الكذب على الله، والكذب على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، والكذب على الله، يكون بتفسير كلامه بلا علمٍ، والكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون بافتراء الحديث عنه.
8 ـ واجتنب الفُحْش في القول، فلا تسبّ، ولا تشتم، ولا تقل كلامًا بذيئًا، واجتنب اللعن، فاللعّان لا يكون صدِّيقًا، وهو محرومٌ من الشفاعة، والشهادة يوم القيامة، ومن لعن شيئًا ليس له بأهل رجعت عليه، واللعنة في الدعاء يراد بها الإبعاد من رحمة الله تعالى، وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين؛ ولهذا جاء في الحديث الصحيح: « لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ ». رواه البخاري، ومسلم.
9 ـ واترك الجدل وإن كنت محقًّا.
10 ـ واحذر أن تُضحِك القوم كذبًا، ففي الحديث: « وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ، لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ ». رواه أبو داود، والترمذي.
11 ـ ولا تقاطع الآخرين أثناء حديثهم.
12 ـ وتـأنَّ في الكلام، فالعجلـة في الحـديث مظِنّة عـدم فهم الكلام على وجهه.
13 ـ واخفض صوتك، ولا ترفعه فوق الحاجة، قال تعالى: ﴿وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ﴾ [لقمان: 19].
14 ـ واجتنب ألفاظ التكفير، والتبديع، والتفسيق.
15 ـ واحذر أن تحلف بالله كاذبًا.
16 ـ واحذر أن تحلف بغير الله، ولو كنت صادقًا، فلا تحلف بالأمانة، أو الكعبة، أو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أو الطلاق.
17 ـ ولا تسبّ الدهر، فلا تقل: (هذا الزمن غدّار)، ولا نحو هذا من الكلام.
18 ـ واحذر الكلام في العلماء، والدعاة، والمصلحين.
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
ذات صلة
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول