اعدلوا هو أقرب للتقوى

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى(

لو أردت أن أضع قاعدة عامة للتعامل مع الناس عامة بأشخاصهم وآرائهم لن أجد أعظم من قوله تعالى (اعدلوا...) بل إن القرآن جعل العدل أقرب طريق للتقوى...فالمسألة أخلاقية ودينية ..فيها إنصاف للآخرين وما قدموه من جهد وعمل أو فكر ودعوة أو إنجازات علمية أو معنوية...وما أضر على الأخلاق وعلى التدين من العصبية أو إهدار حقوق الآخرين والتنكر لجهودهم..ولا يعني العدل أن نوافق الآخرين في كل ما قالوه أو أن نستسلم لفكرهم ومنطقهم في كل شيء بل أن لا نحرم أنفسنا من جميل صنعهم وصحيح فكرهم...فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذ بها..ومن عظيم فضل الله تعالى وحكمته أنه لم يجعل العصمة لبشر إلا للأنبياء ..فنقرأ للمؤمن ولغيره وللصوفي والسلفي والأشعري والمعتزلي وللأصولي والحداثي والسني والشيعي وللماديين والمؤمنين والمسلمين والمسيحيين واليهود..فقد تجد في كلامهم ما يزيدك ثقة بعلمك وسندا لرأيك ..فما نراه من بعض الشباب أو المتصدرين للمشهد الدعوي من حصر الحكمة في جانب دون جانب أو مدرسة دون غيرها فيه تضييق لأبواب الحكمة وحرمان من جهود الآخرين..فكم سمعت بأن فلانا ضال لا تقرأ له وفلاناً صوفي لا تقترب منه وفلاناً حداثي لا تشتري كتبه وفلاناً سلفي...أو..أو...فهل ذلك من العدل أو الحكمة التي نريدها للمسلم الواعي ...اختلف مع كل من تقرأ له لكن لا تحرم نفسك والآخرين من الحكمة...لا يكن همك هدم وردم كل كتاب أو عالم ..فلو فكر علماؤنا السابقون بتلك الطريقة التي يفكر بها بعض إخوتنا لما وصلتنا مقالات السابقين وآراؤهم ..وكتب الحكمة والفلسفة...والفرق والمذاهب...

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين