استشارة في الذهاب الى المسجد

نص الاستشارة :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته... انا فتاة في ال 19 من عمري لم ادخل مسجدا في حياتي و ارغب في ذلك بشدة ، اعلم ان صلاتي في منزلي خير من الصلاة في المسجد و انا حقا لا اريد ان اداوم على الصلاة فيه ، فقط مرات قليلة مقارنة بصلاتي في البيت ، كما اريد ان احضر حلقات حفظ القرآن في رمضان و ان اصلي التراويح هناك بضع مرات و التهجد كذلك ، حقا ارغب في ذلك لكن مشكلتي ان ابي يمنعني و اخواتي من الذهاب و يوبخنا بشدة عندما يلاحظ رغبتنا الشديدة بحجة ان صلواتنا في بيتنا خير و اننا ما نرغب في ذلك الا لنخرج من البيت فقط و ليس للصلاة ، لطالما تمنينا انا و اخواتي دخول المسجد ، هو بالنسبة لنا كالحلم الذي لن يتحقق الا بعد زواجنا حسب كلام والدي ، حتى ان اختي الصغرى دخلت المسجد الذي يقابل مدرستها بسبب ان عطلا كهربائيا خطيرا حدث في اجهزة تكييف مصلى المدرسة فتم اغلاقه خوفا على الطالبات و اخرجوهن جميعا للصلاة في المسجد المقابل ، حدث هذا قبل سنتين و لازالت اختي تقص هذا الحدث على اي شخص و تعيده لنا الاف المرات تعبيراً عن فرحها بدخول مسجد لاول مرة في حياتها. قبل ايام قرأت حديثا شريفا يقول فيه صلى الله عليه و سلم : " لا تمنعوا إماء الله من مساجد الله ، و ليخرجن و هن تفلات" و بالصدفة اثناء حديث أسريّ جاءت مناسبة عن المرأة في الاسلام فذكرت لأبي هذ الحديث معبرة عن رغبتي الشديدة في زيارة المسجد ، الا انه قال انّ الحديث خاص بالمتزوجات فقط اما مَن هم مثلنا فيجوز منعهن ، فهل من الخطأ ان ادخل المسجد للذكر او العلم ، و هل حقا ان كلمة "إماء الله" في الحديث الشريف مخصصة للمتزوجات فقط و يجوز لأبي منعنا؟ ارجو من حضراتكم _جزاكم الله خيراً_الاجابة على هذين السؤالين، و اسفة على الاطالة.

الاجابة

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته 

لعل هذا من أعجب ما سمعت 

أقدر حرص الأب و خوفه على بناته 

لكن أن يصل به الأمر الى المنع الكلي من ذهاب بناته الى المسجد، مع رغبتهن و حاجتهن في هذا الزمان، هذا المنع في رأيي لا يجوز ، بل إني أرى أن حاجة المرأة في هذا الزمان الى المسجد أكبر من حاجتها فيما مضى ، و بالتالي فأنا أؤكد على عدم جواز المنع المطلق و المستمر : 

وذلك لأن حديث النبي صلى الله عليه و سلم في النهي عن منع النساء من الذهاب الى المساجد عام و لا يخصص بالمتزوجات من غير دليل 

ثانيا الفتاة تخرج اليوم الى أماكن كثيرة غير المسجد فهي تذهب الى المدرسة و الجامعة و السوق فكيف تمنع من المسجد 

ثالثا قد تكون الفتاة بحاجة فعلا الى تعلم القرآن و العلوم الشرعية فإذا تعين المسجد لذلك فيجب عليه أن يأذن لها 

رابعا المحذور الذي يذكره الفقهاء هو أن يكون في ذهابها مفسدة أو فتنة فإذا احتاطت في لباسها المحتشم و امتنعت من الزينة عند خروجها فلم يعد هناك محذور من ذهابها الى المسجد ، ثم إن الفتنة التي تتعرض لها الفتاة في طريقها الى المدرسة أو السوق أعظم مما يظن أن يكون في طريق المسجد 

أخيرا أرجو ألا يكون والدك متناقضا الى هذه الدرجة يمنعك من المسجد و يسمح لك بالذهاب الى المدرسة 

والله المستعان 


التعليقات