استحقاق الراتب مع تغير الجهد المبذول

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله والدي رجل متقاعد في السبعينيات من عمره. انخرط منذ شبابه في العمل الجمعوي حيث أسس رفقة عدد من الاخوة جمعية لتحفيظ القرآن الكريم و تدريس علومه. كان والدي رئيسا للجمعية حيث كان يشرف فيها على الأمور التنظيمية (التواصل مع المحسنين، تنظيم اللقاءات والمحاضرات، برم الشراكات...) و التربوية ( تدريس بعض المواد كاللغة العربية، السيرة النبوية...). لاقت الجمعية صدى طيبا فقامت وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بتحويلها لمدرسة للتعليم العتيق كما قامت بتخصيص رواتب شهرية للقيمين عليها بما فيهم والدي. اتفق المتطوعون القدامى على تخصيص جزء من رواتبهم للمدرسة، فمنهم من جاد بربع الراتب، ومنهم من جاد بالنصف كأبي ومنهم من زهد فيه كله. في الآونة الأخيرة، زهاء السنة تقريبا، تعرّض أبي لوعكة صحيّة قلّلت من حركته فلم يعد حضوره قويًّا كما في الأول وعادت مهمته مقتصرة على جمع تبرعات بعض المحسنين والإمضاء فأصبح في حيرة من أمره بخصوص نصف مرتبه، هل يحل له الانتفاع منه، بحكم أنه مال حلال سيق إليه، أم هل يجب أن يزهد فيه لتراجع حضوره في المدرسة؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حفظ الله والدك وقوّاه

والعمل الذي يشتغل فيه من أعظم القربات إلى الله تعالى، وأجره يستحقه بما فرضه له المسؤولون مقابل عمله على الإجمال؛ وليس في مقابل كل عمل يؤديه يستحقّ أجرًا معيّنًا خاصًّا، ولمّا كان ما يزال يقوم بجمع الأموال وحثّ الناس على التبرع فهو في خدمة عظيمة لهذا المشروع، وكثير من الدول تفرض عطاء للمتقاعدين عن الأعمال، كما يفرض ذلك في نظام الحكم الإسلاميّ، وفي النظام الاقتصاديّ الإسلامي ما يوجب تغطية حاجات كبار السنّ وتقدير إنجازاتهم وتقديمهم للمجتمع عموما.

فعلى هذا يستحق والدك ما يأخذه من مال، ونسأل الله أن يتقبل منه بما يتبرّع به شهريا مما يأتيه.

والله أعلم


التعليقات