استحسانات في النشر والحوار والنقد على مواقع التواصل، وغيرها

 

  1.  يحسن بالكاتب أن يكون لديه (رسالة)، ويكون الغالب على نشره خدمة هذه الرسالة، من توعية دينية أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية .. أو تبسيط علم، أو تقريب تقنية.

 

  1.  يحسن بالناشر أن يتعهد نيته, بأن يكون الباعث هو النفع, ونشر العلم, ورغبة وصول الخير, والارتقار بالأفكار إلى الآفاق المطلوبة, والنهوض بالمجتمعات, لا التقريع وكثرة اللوم, وانتقاص الآخرين, والازدراء بهم.

 

  1.  يحسن بالكاتب أن يبتعد في كلامه عن التكلّف والتعمية والتعقيد والابهام, وألا يأتي بعبارات محتملة وغير دقيقة, ومراعاة أحوال الناس واختلاف ثقافتهم, وأن يكون الكلام سهلاً يفهمه مَن قرأه وسمعه.

 

  1.  يحسن بالكاتب ألا يخوض في موضوعٍ ليس له به دراية, وليقدم على ما يحسن, ومن خاض فيما لا يعلم نقداً وتصحيحاً وتخطئةً كان عرضة للوم, ومرمى للذم.

 

  1.  يحسن بالناشر أن يراعي في كتابته سلامة الذوق, وحسن الأدب، والتوقير, والتلطف في الوصول للمراد, فإن هذا من مفاتيح قبول الخطاب، والأخذ بالألباب. 

 

  1.  يحسن بالناشر أن يوجه نقده للأفكار والكلام, لا التشهير والطعن والتجريح بالهيئات والأشخاص, وتتبع المساوئ والسقطات. وكذا يبتعد عن اتهام النوايا والبواطن.

 

  1.  يحسن بالنّاقد البعد عن عبارات التسفيه, فليس معنى امتلاك الحقيقة أن تُلقى الكلمات جزافاً في أي صورةٍ من سخريةٍ وجفاء, بل لابدّ من حسن العرض, ومراعاة أقدار النّاس, فهذا له أثره الباقي, ويوصل للغاية المنشودة.

 

  1.  يحسن بالناقد ألا يُجرد الرأي والاجتهاد - إذا صدر من أهله - عن الحال والزمان الذي قيل فيه, فإن في ذلك تعسفاً وظلماً وهضماً, كما في الرسائل العلمية يُدْرسُ فيها عصر المؤلف من الناحية السياسية والاجتماعية و .., ومن فوائد ذلك معرفة ملابسات اختيار ما، أو قول ما ذهب له المؤلف.

 

  1.  يحسن بالكاتب النطر إلى مآل النشر بالنسبة للحال والزمان، ومعرفة جدوى النشر, بعد التثبت من الصحة والنقل, وألا يكون حاطب ليل, يكتب في كل ما يسمع, ويسرع في إبداء رأيه في كل ما ينقل, فبعض الكلام يُطوى ولا ينشر, وبعضه فيه المصلحة والخير فينشر.

 

  1.  يحسن بالكاتب أن يتروى في النوازل, ويُراعي المصالح والمفاسد, ويعرض ما سيقوله وينشره على الأكابر, ولا يصدر رأيه إلا باستكمال تصور الأمر كما هو في واقع الحال, وإلا فليمسك عن المقال, لئلا يُجانبه الصواب, ويشتت الأذهان.

 

  1.  يحسن بالكاتب ألا يستجيب للعوارض التي تعتريه, فالحوار مغلَّفٌ بعواطف وانفعالات وأهواء، وغيرها. فيمسك مثلاً وقت الغضب, لئلا يستدعي الندم يوم لا ينفع الندم, وذلك ساعة تهدأ النفس, وتستقر الحال، ويذهب الانفعال.

 

  1.  يحسن بالكاتب أن لا تطيش نفسه عند مدح المادحين. ويفتح قلبه للنقد الهادف, ويشكر الناقد, ويقدم له هدية من الثناء والعرفان, ففي ذلك رفعة قدره, ودليل سعة صدره. وبالمقابل لا يغضب من النقد الجائر.

 

  1.  يحسن بالكاتب أو الناقد ألا يحرج اخوانه، ليستخرج منهم صريح الأشخاص والدول والهيئات والتجمعات، فيراعي ما تمر به البلاد، والتضييق على الإنسان، فإن ذلك من طيب الأصل والمعدن، والحفاظ على الاخوان.

 

  1.  يحسن بالمحاور التزام الموضوعية، وعدم الخروج عنها، ومن الموضوعية عدم الخروج عن الموضوع المطروح لغيره عند الإفحام والاحراج. ومن الموضوعية: قول: لا أدري، ليس عندي معطيات لأجيبك.

 

  1.  يحسن بالمحاور ألا يلزم الخصم بما لا يلزم: كأن يرى الإنسان قولا في مسألة محتملة عن (دليل)، فنرد عليه أنت خالفت فلانا، أو التجمع الفلاني، فهل ترى نفسك أفهم منهم! أو أعلم منهم!  فلا يقول ما يجرح مسلما في قضية تحتمل، ومن قواعد أهل العلم: "لا ينكر المختلف فيه، وينكر المتفق عليه".

 

  1.  يحسن بالكاتب الابتعاد عن الارهاب الفكري للمخالف، باتهامه بالبدع، أو بالانتساب لأهل الأهواء، (أو وصفٍ ينبّه عليه أهل الاستبداد مما يعدونه من الممنوعات)، بغية التضييق عليه، فهذا ليس من شيمة أصحاب المروءات، بل يحسن بالمحاور أن يكون حريصا على الطرف الآخر، محبا لما فيه خيره، محسنا الظن به، يستمع له بنفسية الشريك المكافئ.

 

  1.  يحسن بالكاتب أن يكون عاشقاً للحقّ، مفتشاً عنه، فإذا ما اقتنصه اعتنقه، فالعبرة للتحقيق، والحكم الفصل للنّصوص.

 

  1.  يحسن بالناشر أن يبتعد عن التعالي على الناس, لأنّه يعرض بضاعة عقله على غيره، فيحتاج في ذلك لبراعة استهلال, والاحتراس لمشاعر الناس, فالناس تحب لين الجانب, وتقبل على ممن يتواضع لها, ويتحبب إليها.

 

  1.  قبل أن ننفعل في تعليقاتنا، لنتذكر قول ربنا سبحانه وتعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى). فلا تكاد تجد جماعةً أو تنظيماً أو حزباً أو كتيبةً إلا وفيها الصالح والطالح، واشتمل على إيجابيات وسلبيات، فإذا رأى الشخص موقفاً سيئاً من شخصٍ ما، فلا يمكن أن يعمّم الحكم على الجميع. ولا تخفى آثاره التعميم السّيئة على تكاتف الشّعوب وتساندها, وبخاصّةٍ أيام الأزمات والحروب والكوارث، إذ يؤدي لتنافرها، والبحث عن المثالب والمساوئ لدى الآخر، ليرد الصّاع صاعين، والكلمة كلمتين، فهو من انتصار الحر لنفسه إن لم يك يرضى بسلوك فردٍ أو موقفٍ من أفراد جماعته
    قال الله جل وعلا: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ)

وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ)

وقال: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)

 

  1.  أخيراً: لنحمل البشائر للنفوس, ولننشر التفاؤل والأمل, ولنبتعد عن إدمان لغة الإحباط, واليأس, والنقد للمخاطبين, والتقريع, والتعنيف, وسرد السلبيات. فإنّ النّفس البشرية لا تكاد تصدّق الذي حصل ويحصل فوق أرض الشّام, الشّام فقدت خلال الأعوام الماضية زهرات أبنائها، وخيرة قادتها، فالمجرمون ما تركوا بقعة من بقاع الأرض في الشام إلا وخلفوا وراءهم من المآسي ما لا يستطيع البيان نقلَه, وما يعجز القلم عن تصويره وتقريبه إلى الأذهان. النّاس تعيش مرارة تهز العمالقة من الرجال. لقد مرت عليهم أحداث لو صبت على الجبال لزلزلتها.

 

(فالجهاد السوري الآن بحاجة للطرح الحاني الذي يواسي جراحاته).

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين