ازرع !! وإن انفجر الحقل !!



بقلم :  منتصر الرغبان

هو مبدأ إسلامي يحثنا على التفاؤل والعمل وترك التبعية والتشاؤم .. حتى وإن قامت القيامة ؟!! نعم حتى وإن قامت القيامة .. فقد ورد في الحديث وبعدة ألفاظ .. منها : " إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها " 
لعلنا نلقي نظرة على آراء الناس حول أوضاع ما بعد سقوط نظام الإجرام في سوريا .. ومنه سنجد المفارقات العجيبة بين آراء البشر !! فالبعض يقول : ليست المشكلة سقوط النظام . لكن ماذا بعده !! وبعضهم يقول : سترى المذابح في سوريا إذا سقط النظام !! والبعض الآخر يقول : لقد تهدم كل شيء ونحتاج 100سنة لنبني من جديد !! وآخر : ستأتي الدول العظمي لتقتسم الكعكة !! والقلة القليلة التي تنظر بعين التفاؤل والإيجابية ... لن نخوض في التفاؤل بمقالنا هذا .. حتى لا يقال : غرق في الإيجابية وابتعد عن الواقع .. لكن أريد أن ألقي الضوء على سر حديث : فليغرسها !! ولو أن كل واحد منا طبقه لما وجدنا نفسية متشائمة ولخرجنا من هذا المأزق بسهولة .. لو قامت الساعة !! فهل بعد قيام الساعة عمل أو ثمرة لعمل قبل قيامها بلحظة ؟؟ هنا مربط الفرس .. فالتفكير بتشاؤم يعني أن نقعد كالضحايا وننتظر دورنا في الذبح !! وهذا ما سيحدث إن قعدنا لا قدر الله ... إننا مأمورون بالعمل وإحسانه والجهد والتخطيط ولسنا مطالبين بالنتائج ولا بأن نرى نتائج النصر للمسلمين ... ولو كنا مطالبين بذلك لما ضحى ياسر وزوجه سمية بحياتهما .. وغيرهما ممن قتلوا في مكة قبل نصر الإسلام .. دون أن يرى أحد منهم نور الإسلام !! ولذا نقول : إنهم كانوا منارة يهتدي بها السائرون ومدرسة من مدارس التضحية يقتدي بها المقتدون .. والعمل المطلوب منا الآن :أن نقدم ونضحي بما نستطيع بدون تكلف .. والنتيجة والنصر من عند الله .. ليس شرطاً أن نرى النصر ونعيش عصر الخلافة الإسلامية .. فلتكن أرواحنا وأجسادنا جسراً لهذا النصر حتى وإن كان بعد مئات السنين ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين