ارجع يا صاحب العلم والفخامة، فإن المظلومين يرفعون الظلامة

 

تعلمنا من السنة والكتاب، ومن العلماء الأخيار، أهل الحذق والإتقان، أن نتأدب مع العلماء، ونعرف فضلهم، فهم وراث الأنبياء، وحملة الكتاب، هداة الأمم، ومنارة الأمل.

 

ونعت الله سبحانه من تسمى بالعلم، واتبع الهوى بالحمار والكلب، نعم فقول ربنا معروف، نتلوه على مر الدهور، في قصة بلعام، واليهود الأحبار.

 

لا بد من هذه المقدمة لئلا أتهم بقلة الفهم، وإساءة الأدب، كما هو رد من إذا ناقشته أرعد وأزبد، ووصف بسوء الأدب!

اعترض ونهر، وقال إن خروجكم من إحدى الكبر، دمرتم البلد، ويتمتم الولد، وخلفتم قتلى، وتركتم جرحى، وباءت بإثمكم ثكلى، خرجتم على حاكم شرعي! كما يدعي  ...، وغيره ممن يوصف بالعلم، أو يتسمى بالألقاب الشرعية، ممن اصطف كأباريق الجامع كما يقول أهل حمص أهل المكارم، يجددون البيعة على أن يكونوا قطيع، يسوقه ثلة من الذئاب والحمير   ...

لم يكتفوا بذلك إنما وصفوا المجاهدين بالمكاره، والمعايب، والباطل، بما يستحي القلم رسمه، والبيان وصفه.

 

سأفترض (جدلا) أنه حصل خطأ، وخروج الشباب غلط، وبشار أبو البلد، كما وصفه بذلك أحد قليلي الناموس والأدب.

 

طيب تفضلوا وصوبوا الخطأ، وقوموا الغلط، وهذا ليس معرة، بل شرع وسنة، لكي لا تتراكم الأخطاء، وتذهب التضحيات.

 

لكنكم طبقتم قانون: (ترى القشة في عين الآخرين، ولا ترى الخشبة في عينك)، بحيث سكتم عن الجرائم الكبيرة السياسية منها، والاقتصادية، والدينية، والاجتماعية، التي تدمر الأمة وهويتها، وطاردتم الأخطاء والهفوات! وتحدثتم عن خطأ الخروج، وجيرتم النصوص، ولويتم أعناق الأحكام الفقهية، والمصطلحات الشرعية، لواقع لا يمت للإسلام بصلة، ولا يهتدي له بقرابة، وتحدثتم عن خطأ الموحدين، دون الكلام عن سلسلة جرائم الطغاة المعتدين!

 

أوما سمعتم وأنتم هزيزي المنابر، وأصحاب الحناجر، بخبر سرية عبد الله بن جحش، خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم باجتهاد، وقتل من الكفار في الشهر الحرام!

فماذا أنزل الله؟ وكيف عولجت المشكلة من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

 

- استنكر الكفار لسلوك المسلمين، من القتال في الشهر الحرام، واستغلوا ذلك وضخموه، وأذاعوه ونشروه، ليغطوا على سلسلة جرائمهم وفظاعاتهم بالمؤمنين، التي لا حصر لها ولا عد، (يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ)؟!

 

- (قل قتال فيه كبير) اعتراف بالخطأ جدير، والمسلم يخطئ، أخطأ المسلمون بالقتل في الشهر الحرام، (ولك أن تقول أخطأ الأخيار في الخروج على الطاغية بشار، هذا مجرد افتراض لمجاراة الأشياخ خدام بشار).

 

- لكن المنهج الرباني يعلمنا الإنصاف مع الموحدين، ماهي قيمة هذا الخطأ وأثره إذا ما قيس بمن أهلك الحرث والنسل، وعاث فسادا في الأرض، انظر: (قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون)َ [البقرة:217].

 

- ما قيمة خروج الناس امام الصد عن الحق، وممارسة الاضطهاد الفكري، والتعسف السياسي!

ان سلسلة جرائم النظام  هي أكبر عند الله (فمالكم كيف تحكمون)

 

- استهزأتم بالموحدين، وولغتم بألسنتكم بأعراض المؤمنين، ولم تسيروا على منهج رب العالمين، عودوا ليس لحضن الوطن، إنما لربكم، ودينكم، وقومكم، وربعكم، وتحلوا بالانصاف، واكتبوا باعتدال.

 

ارجعوا، أو نكلكم لمن ينزل بكم قوارعه، فالمظلومون يرفعون الظلامة يا أصحاب العلم والفخامة. ارجعوا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين