اخترت من السوسن..عطرا لقدسي

كانت أرجوحة هادئة ، بعد أن ضبطتها على الاتزان..كنت متعبة و من التعب ما جعلني اختار من الأرجوحة أريكة لأتعابي ، من هموم أمتي ليس إلا.. فلست ممن يحمل هموم البشر في ذاكرة الأفق إلى ما وراء بحار بلدي..الجزائر..الحبيبة..وعبر أريج هذا البلد  لكم ألف تحية بداية..

كانت المقادير مرتبة كما يريدها الله عز وجل  ، لا كما أردتها أنا.. كانت لي برامج على إيقاع التحدي بوتر الخطى ما بعدها خطى لحين إسراع نغمات الأمل..من أني قد افشل..قد أضعف ،لكن هيهات لهذا اللكن أن تدق بكنفها على  عزيمة دفي ، أردت منه دقات تثير حالة استنفار في كل مكان ..فيثير حالة يقظة من أن برامج البطولة هي على أتم الاستعداد للانجاز..كان اليأس ينتابني مع كل اصطدام بعراقيل هي في حقيقتها سراب ليس إلا..لكن بعقيدة أن لا شيء صعب و حتى أن الصعب في خبر من السهل موجود...بالمرة للسهل بطولة أقدار مع صعوبة القوة ..

كنت اختار لكل شيء إيقاعه المميز، لأني من غير إيقاع لن اضبط خطواتي،فانسجام حركتي هي في انسياب لحني في المضي للأمام..اخبروني في طريقي أن فيه دروب وعرة المسالك يعلوها ثلج  و مطر..و حتى ظلام..قلت شكرا  تنبيهكم وصل..لكن كنت على موعد من أن صلاة التسابيح ستقام هناك..قلت أين بالضبط..قال لي حراس دروب النجاح من مكانها المقدس في بيت المقدس..

كان لوقع دفي صداه على امتداد مسافة الأمام ..فطبول الحرية لا تدق إلا في باحة تليق بها صلاة التحرر من صهيونية غاشمة ..

لا داعي أن أصفها هي ، لأنها لا تستحق أن تأخذ من وقتي و تفكيري ، بل أصف صخرة القدس في لون القداسة..من أن الإشارة لا تعطى إلا بإذن الله في تحرير القدس...

..أؤكد لكم أن أحسن الحاني تغنيت بها للقدس كانت و أنا على أرجوحة الرضى و الطمأنينة بعد طول عياء.. لكني تعبت عمدا...لأني و أنا على طيش الصبا رددت لحن حب القدس..و مع عنفوان الشباب كان التأكيد حكاية أن هناك جدال بيننا و بين اليهود..لن ينفع لوم آو عتاب..بل سنتكلم كلاما بلغة لن يفهمها بنو صهيون..فيها صلاة و تسبيح و جهاد و طلقات رصاص الغضب من انه لا ديمومة لأقدام ستتعب إن هي أرادت تسلق أشجار الزيتون  هربا  و ليس للبطولة..

ثم لا ديمومة لسواعد لا يكفي امتداد طولها للتشبث بمدافع جياشة..لن تزيدنا إلا سرد نكت زمان و نحن صغار.. كنا بالأمس نضحك لهندام الضعف الذي لا يسع أجسادا هي كوصف الحمقى أقرب..ثم لما كبرنا ميزنا بين العدو و الصديق أحسن و أحسن بكثير ...

سنكون هناك على موعد مع صلاة التسابيح و التي قال عنها العلماء هي مستحبة و لو مرة في العام..لكننا سنصليها كل يوم حمدا و شكرا لرب العزة الذي منحنا عزة الريادة.

 

لم نسجل يوما ما خذلانا أو هزيمة..فالرحال ستشد مرة أخرى إلى هناك و زحفنا سيكون كزحف خيبر..فيا قدمي دوسي على الهم و اغرسي يا أناملي شجرة الزيتون شارة أننا وصلنا و استقر بنا الرحل إلى هنا حيث لا هناك إلا هنا مقر إقامتنا..

لأنه في الغد سيصحو الأبطال  باكرا بعد أن يصلوا الفجر جماعة  ليرقصوا دبكة النجاح و التي لا يتقنها سوى أبنائها من العروبة و الإسلام..

دبكة هي للبنانيين و السوريين و الأردنيين وشم أصالتهم..لكن لا تخشوا على الغير من العرب لأن دف الحرية سيعلمهم وتر رقصة الدبكة و بامتياز و على لحن الالتزام طبعا ..فهل سيفهم بنو صهيون لغة دبكة القوة و لأن من القوة ما داست على الجدار الفاصل فهوى على وقع أقدام أبناء فروا من  الرهان الصعب..

فيا عالم إن كنت تسمع صوتي فلك كل التحية..و إن كان صدى تحيتي لا يصل إلى مسامعك..سيكون لوقع أقدامي مسامع فوق مسامع من لا يعرف سلالة الحرية..فقط سيكون منك انحناءة التقدير لمن لم تلدهم القدس لكنهم ولدوا من أرحام الانتفاضة الحرة على آهات أن يا الله..يا غالب ويا قادر و يا مقتدر..فهل فوق الصخرة تاج غير تاج العروبة عنوانا للشموخ...؟

لأجل ذلك اخترت من السوسن لونا و عطرا لدقات دفي..في لحظة عتاب لدماء الأبرياء في سوريا...لكن السوسن أقدر و أطيب و أنقى فوق كل اللحظات ،لأن العتاب لن يضيف شيئا إلى التحدي..التحدي مولود ولد على فطرة صنعتها أبجديات الصراعات و لا دخل للحظات العتاب في رنة آلام المخاض..

سلو سوسني عن مجد الأبطال ..فلكل حضارة صناعها و أرجو منكم قرائي بل إخواني و أخواتي أن لا تخلطوا بين عطر السوسن و نسيم العتاب..فللسوسن مفهوم للحكمة و التقوى لأبطال التقى.

كانت الشهادة رايتنا ترفرف عنوة وعمدا و قوة فوق الصخرة لأنها حقنا و ملكنا ووطننا ..نحن لها و هي لنا...ثم صناع الحضارة لم ينسوا أن يعدوا العدة..بعد كل هذا الكلام ، لا أظن انه بغير إخواني و أخواتي يوجد دخيل واحد، و إن وجد فله أن يغادر حبوا من على ارض المقدس..لهم كل العمد  في أن ينشدوا لحن الاستسلام أمام جيل صلاح الدين الذي سيتكرر... و للسوسن فيح في أريحا و غزة..و كل فلسطين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين