ابن خلكان - صاحب وفيات الأعيان
ابن خلِّكان
صاحب وفيات الأعيان
608ـ681
بقلم: خالد البيطار
هو أحمد بن خلِّكان، ولد في أربيل سنة ستمائه وثمان للهجرة، وأربيل كانت موئل العلماء والفقهاء في عهده، حيث اعتنى بها أحد رجال عماد الدين زنكي عندما أصبح والياً عليها وخلفه ابنه في الولاية فتابع في إنعاشها وبنائها وفتح المدارس والمستشفيات ، فقصدها الناس من كل مكان، ومن هؤلاء الذين قصدوها الفقيه والد ابن خلِّكان فأكرمه الوالي وقرَّبه، وولد أحمد في ذلك الوقت فنشأ على العلم والفقه عند والده، وعندما توفي والده تابع الوالي في رعاية الولد حتى بلغ الولد وصار من العلماء ، وتابع هو طلبه للعلم واتصاله بالعلماء ، فرحل إلى الموصل وحلب والتقى بابن الأثير في حلب وتتلمذ على يديه ، ثم زار دمشق ، وأقام فيها مدة طويلة، ثم ذهب إلى مصر ، وعندما وصل إلى مصر وُلِّيَ على القضاء .
وعندما استلم الملك الظاهر بيبرس مصر والشام وَلِيَ ابن خلِّكان القضاءَ في بلاد الشام والإشراف على المدارس فيها... ثم عُزل عن القضاء سنة (669هـ) فرجع إلى مصر، وباشر بتأليف كتابه (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان) وقد قال هو عن الكتاب :«لم أقصر هذا المختصر على طائفة مخصوصة مثل العلماء أو الملوك أو الأمراء ، أو الوزراء ، أو الشعراء ، بل كل مَنْ له شهرةٌ بين الناس ، ويقع السؤال عنه ذكرته ، وأتيت من أحواله بما وقفت عليه مع الإيجاز كي لا يطول الكتاب ، وأثبتُّ وفاته ومولده إن قدرت عليه . ورفعت نسبه ما ظفرتُ به».
وقد رتَّب هذا المعجم على حروف الهجاء حيث وجده أيسر من ترتيبه على السنين، ولم يكتب عن أحد من الصحابة أو التابعين أو الخلفاء ،وعلل ذلك بأن ما كُتب عنهم كثير، ويمكن الرجوع إليه عند الحاجة، والتزم أيضاً أن لا يطيل الحديث عن أي شخصية ليبقى الكتاب مقبولاً في حجمه وتداوله.
ويلاحظ أن ابن خلِّكان كان موثوقاً فيما كتب وترجم لأنه كان كثير التحري ، وكان أميناً نزيهاً فيما حكم ، وكان يبتعد عن ذكر السيئات والغمْز واللمز.
أمضى في مصر مدةً طويلة ثم أعيد إلى قضاء بلاد الشام، واستمر ثلاث سنوات في القضاء، ثم عُزِل مرة أخرى سنة (680هـ) ،عندئذ توجه إلى التدريس في إحدى المدارس ، ولم تطل حياته إذ توفي بعد سنةٍ من عزله، أي في سنة (681هـ) عن ثلاثة وسبعين عاماً ودفن في دمشق.
من كتاب : رجال القيادة والريادة من أعلام المسلمين.
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين