(إنّما بُعثتُ معلّماً)

قال نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه:(إنّما بعثتُ معلّماً)

نعم حباني الله تعالى بهذه الوظيفة النبيلة المباركة فامتهنت العمل التربوي ما يقارب ال٤٠ سنة ولله الحمد والفضل فخلال وجودي في تلك الوظيفة النبيلة لم أفقد العزيمة ولاالصمود و لم أتذمر ولم أتأفف مما يعترضني من مشاكل وصعوبات بل كنت أتجاوزها بثبات وأتحداها بشجاعة وأعلّم القيم والأخلاق الحميدة والفضيلة الرائدة لأنّها الأجدر والأقوم والأفضل للأجيال الناشئة من أي علم آخر فحرصت على صناعة جيل يتحلى بالمبادئ والمواقف.

لا أريد من الطالب أن يكون خزّان معلومات فقط (كمبيوتر متحرك) بل أريد منه أن يحيا رجلاً بمواقفه، ومبادئه وأن يغدو قائداً يقود الأمة نحو مستقبل أفضل ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بالأخلاق الحميدة والمبادئ الرائدة والعزيمة الثابتة ولن تنهض الأمَّة إلا بقادة عظام تربّوا التربية السليمة والصحيحة ففاقد الشيء لا يعطيه.

والخطأ الفادح أنّ المناهج التربوية يتغلب بها الهدف المعرفي أو العلمي على أهداف القيمة فتجد في الحصة الدرسية الواحدة سبع أهداف علمية وهدف واحد (قيمة) وهنا الطامة الكبرى

وفي غالب الأحيان يتناساه المعلّم ويعتبره غير مهم ورويداً رويداً تموت القيم ويندثر أثرها.

وإليكم (ملحة الختام) أصدقائي الكرام

اطلعت البارحة على حصة محادثة في كتاب القراءة للصف الأول الإبتدائي وإذ أجد في الدرس صوراً للهر توم وللفأر جيري وجيري يسأل توماً ماذا ترسم؟

_الهر توم يرسم بقرة

_جيري وماذا تعطي البقرة

ويظهر الفأر جيري وهو يشرب الحليب في صحن ملوّن جميل واسمحوا لي أصدقائي الأعزاء

أن أهمس في مسامعكم هذه الملاحظة:

ففي هذا الدرس طمسنا (هدف القيمة) لأن الفأرة من الفواسق السبعة

التي ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف وواجبنا قتلها في الحلّ والحرم فكيف نجعل منها حيواناً لطيفاً وديعاً تشرب الحليب في صحن ملوّن جميل وفي أمن وسلام وكأننا نقول: لذلك الطفل عليك أن تحترم الفأرة ولا تأذيها أبد فهي مخلوق تستحق منك كلّ خير ففي عقيدتنا الإسلامية هذا (خطأ تربوي) لا يغتفر وفقنا الله وإياكم لما يحبّ ويرضى

والسلام عليكم ورحمة وبركاته

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين