إلى أين يا مصر؟!

 

في واقع لم تشهده مصر من قبل، بعد ما فعله الفاجر الباغي فيها ،انقلب على الشرعية وحارب  الله ونشر الفجور وأحرق المساجد، وقسم نسيج مصر وقتل وسجن أهل العلم والإيمان وحارب القيم، وسلط الروبيضة من إعلامي الانقلاب وشعب السيسي وليس شعب مصر الذي عرفناه  فوجدنا من يكره الحق ويحب أهل النفاق ومن يدعون إلى الإلحاد، ويتطاول على الأنبياء ويدافع عن العدو المحتل ويحافظ على أمنه وجدنا من يكره إخواننا المحاصرين في غزة ويمتدحون تشريد أهلينا في سيناء. فتوالت الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية في مصر خلال ما يقرب من عامين ونصف  منذ الانقلاب الفاشي الغادر الذي تزعمه السيسي

 

ففي حديث لصحيفة "لويوا" الفرنسية بشأن مصر، مفاده أن الأوضاع في مصر مرشحة للتدهور وربما يتطور الأمر إلى اندلاع حرب أهلية، وأضافت الصحيفة في مقال لها في 16 نوفمبر إلى أن الاستقرار في مصر هو أمر ضروري لعودة الاستقرار للشرق الأوسط بأكمله،إلا أن التدهور الاقتصادي الحادث الآن في مصر ينذر بكارثة. وان استمرار التدهور الاقتصادي في مصر قد يجعل البلاد على شفا الفشل قريبا، خاصة في ظل تزايد العمليات الإرهابية والتصعيد في سيناء .

وبعيدا عن الجدل والتنظير نتساءل إلى أين مصر هي ذاهبة؟ فنحن أمام حقيقة مرة تكشف إلى أي مدى كان الاستخفاف الذي تعرض له فئات عريضة من شعب مصر عندما كان يتحدث أعلام مخابرات السيسي أيام رئيس مصر د. مرسي عن "الرئيس الدكر" الذي تحتاجه مصر ليحسم الأمور ويضبط الشارع  وينقذ البلاد  ولما جاء المنقذ (بتاع  بكرة تشوفوا مصر ومصر أد الدنيا ومفيش ومقدرش أديك  ولازم نكون كده وأخيرا ميصحش كده ) حدث ما حدث في مصر من انهيار.فلم يأت لإنقاذ مصر ولكن جاء لأداء دور اخطر ما يكون على مصر والمأمور به من قبل أسيادة وها هو يسير بخطى حثيثة مثل جزار سوريا وطالح اليمن ليدخل مصر في ملف الفوضى. فقتل وحرق واغتصب البنات وسجن الشرفاء وسرق الأموال واستفز أهل سيناء بعد أن شردهم من ديارهم وبرغم كل هذا الإجرام  باء مخطط صناعة الفوضى بالفشل.ولن يقف ذلك الأرعن المجنون عن مخططه فلدية مجموعات تخريب ورعاع وبلطجية  يستخدمهم  أينما  أحب كما فعل من قبل عند انقلابه. لذا فمن الممكن أن يستغل الأزمات التي يصنعها في مصر سواء اقتصادية أو أمنية أو سيادية حتى تصل هذه الأزمات إلى ذروتها ويكون هناك مبرر لاحتدام الموقف. واعتقد أنة لن يتظاهر إلا القليل الثائر، كما هو الوضع الآن بعد هذه القبضة الأمنية وامتلاء السجون بشرفاء مصر.وفي لحظة ما يعطي الأمر لبلطجيته بعد أخذ الموافقة ممن يحركونه وضمان تأمين الجارة المدللة إسرائيل. والعازل المائي وتفجير الأنفاق جزء من هذا المخطط . فيطلق الرعاع المدججين بالسلاح في الشوارع ويسميهم الدواعش فيكون عنده المبرر ليطلق دباباته وطائراته وقواته المعدة سالفا لهذا المشهد لإحداث فوضى عارمة في مصر فتبدأ عندها الشرارة التي ينتظرها هو وأزلامه لتضيع مصر. وما يحدث حولنا من سيناريوهات خير شاهد بعد حادث الطائرة الروسية  في سيناء وأحداث فرنسا الأخيرة بسبب الدواعش.والتي ستضع مصر والمنطقة تحت ضغط وتدخلات أجنبية قادمة لملاحقة الدواعش بما  يُعد خرقا لسيادة مصر على أراضيها ووصولا لتدخلات كبرى وسيطرة على سيناء تحت إدارة أجنبية وإدارة اقتصادية أيضا على مصر بدعوى زيادة مديونيتها بعد فشلها  وعدم قدرتها على إدارة الممر المائي الدولي( قناة السويس) وأيضا عدم قدرتها على محاربة الإرهاب .ولقد اتضح بعد توجيهات وخطاب بوتين بمجرد العثور على المسؤولين عن الحادث، سيتم عقابهم أينما كانوا، مما يعني أن روسيا قد تمنح لنفسها الحق في التدخل في سيناء دون الرجوع للإدارة المصرية (إن كانت توجد إدارة بالفعل ) !.

إن الحالة  المصرية  وما تعانيه من ارتباك وضعف من خلال ردود فعل الانقلابي الغادر بالسماح بالتدخل في أي حماية وتحقيق داخل الأراضي المصرية، قد تغري عواصم قوية بممارسة ابتزاز سياسي وأمني يزيد من إرهاق مصر أو احتلالها من جديد بشكل أو بآخر.

- لقد ذهبت العراق وذهبت سوريا وها هي اليمن وليبيا.ومن قبل قسمت السودان تحت وطأة الحروب الأهلية وتخطيط الغرب واللوبي الصهيوني، ليبقي الدور على  مصر، وكل ذلك بتخطيط وصناعة من يديرون المنطقة كرقعة شطرنج ولا شك أن كل ذلك له علاقة بتأمين الاحتلال الإسرائيلي . فها هي وزيرة خارجية السويد (اوجوت وولستروم) وهي تواجه هجمة شرسة من اللوبي الصهيوني وحلفائه في أوروبا حين أطلقت صرخة حق في واقع الأكاذيب المصطنعة فتقول (أن الاحتلال والاضطهاد الإسرائيلي هو سبب التطرف وكل ما يجري في المنطقة ) فقامت الدنيا ولم تقعد، وتلك هي الحقيقة ، فمنذ صناعة ما يسمى ب 11 سبتمبر 2001  وأنا أدعي ذلك، تحت مبرر القضاء على الإرهاب الممثل في تنظيم القاعدة ( صناعتهم )  ومازال سيناريو الشرق الأوسط الجديد الذي صرحت به  وزيرة الخارجية الأمريكية كوندا ليزا ريس عام 2006 يطل علينا بسيناريو جديد يُعد في مطبخ من يدير العالم في المكتب الكبير لحلفاء اللوبي الصهيوني لوردات العالم الخمس ، وبحجة القضاء على داعش ( صناعتهم ) وذلك  وصولا إلى سيكس بيكو-2 وتقسيم المنطقة من جديد بعد مائة عام من سيكس بيكو-1 عام 1916 وكل هذا يتم على مسمع ومرأى من الحكام العرب. رضوا أو لم يرضوا فقلد أعطوهم دروسا في السمع والطاعة ونماذج لمن لم يسمع ويطيع كصدام حين ضحوا به في عيد الأضحى والقذافي حين تركوه يقتل في المجاري وأعطوا درسا لمن سمع وأطاع كمبارك وعائلة الأسد وزين العابدين وصالح وآخرهم السيسي برغم ما فعلوه بشعوبهم ، فبقائهم مقابل شعوبهم وأوطانهم لهو أمر سهل ويسير ولا عزاء لملايين المقتولين والمسجونين والمشردين .لذا فلم ولن يكون لهم أي قرار حول ما يدور في الساحة العربية والإسلامية، مقابل الحفاظ على كراسيهم .

- لقد أصبحنا الآن أمام حقيقة مسلمه، بأن إدارة الدولة الانقلابية آخذةٌ مصر إلى الفشل بل والأخطر من ذلك ربما إلى الحرب الأهلية. فهل ستذهب مصر إلى  هذا المصير على يد المخططين لتقسيم المنطقة وتحقيق دولة إسرائيل الكبرى  من النيل إلى الفرات فها هو طريق الشام أصبح ممهد وها هي السودان قسمت والتضييق على المياه من خلال سد النهضة بأثيوبيا  مستمر ليحين الدور على مصر. فأين العقلاء وأين أهل الحل والعقد وأين السياسيون والغيورون على مصر المسروقة من العسكر. لذا نناشدهم (الحقوا مصر)، فلقد سقطت في براثن خونة (الحقوا مصر) قبل أن تسقط الدولة أمنيا واقتصاديا وعسكريا واجتماعيا كما ذهبت وانهارت جيرانها وإذا حدث ذلك فقل على الأمة السلام،

فماذا نتوقع أن يحدث بمصر بعد هذا القتل والحرق والسجن والاغتصاب والتشريد وعلى مرأى ومسمع  ورضا من شعب السيسي.فإلى أين يا مصر؟. قال تعالى (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده) فهل نستحق الفتح أم إن أمر الله نافذ ، قال تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) فهل نرجع للحق ونوحد الصف ونجمع الكلمة ونعد العدة لنسقط هذا الأرعن المنقلب ونبادِر قبل أن نُبَادَر.أم نحن مقبلين على الفوضى .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين