هناك عبارة شائعة تقول :: الهدم أسهل من البناء ...
وهذه الجملة تصلح أن تكون قاعدة لاطرادها وعمومها واستغراقها أفراد جنسها ، والواقع خير مثال :
فبناء منزل يحتاج شهورا وسنوات ، بل وصفت العرب البناء بأحد العذابَين لأنه ينهك المال ، أما الهدم فيحتاج ساعة وربما أقل ...
قاعدة ( الهدم أسهل من البناء ) عامة ، إلا في الزواج ...
فقد جعل الشرع الأمر فيه معكوسا ، وجعل البناء أسهل من الهدم ..
رعاية لحرمة الأعراض ...
وصيانة لأرومة النسب ...
وحياطة لاستمرار الأسرة ...
بكلمة من الخاطب ، وأخرى من وكيل المخطوبة ، وموافقتها ، صار عندنا زوجان ، وأسرة ، وحياة ، وإنجاب ومتعة ، وبيت ..
أما الهدم فيحتاج كلمة ...ويحتاج الشاب بعدها ، ثلاث دورات شهرية للمرأة ، بما يعادل ثلاثة أشهر تقريبا ، يراجع فيها نفسه ، كما تراجع الزوجة فيها نفسها ، عسى ولعل ...فإن بدا له خطؤه ، او ظهر لها خطؤها فاستعطفته ، او أحب أن يراجعها فما أسهل الأمر ...يقول لها : راجعتك ..وتعود زوجة له بلا حاجة لموافقتها ولا شهود ولا مهر ...
ما أقرّ الإسلام بناءه بكلمة خلال أقل من دقيقة ، لم يقبل بهدمه إلا خلال ثلاثة أشهر ...
أما من يطلق ثلاث طلقات في جلسة واحدة ، فهذا أحمق ، مخالف للشرع ، معتد على حدود الدين ...
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول