إطراقه فهم في أحوال أمتي

 

هو السكون لما يلقي بسدائله حولي.. لا أعرف أين أقع اثناء اقباله رداءا أرتديه من برد المشاعر ..ربما أجد نفسي على مكتبي اكتب ابداعا  كالعادة.. ربما مستلقية على اريكتي أسبح كعادتي الأبدية ..ربما على نافذتي اطل على طيوري و ازهاري و على كل من الف اطلالتي في سكون مني انا الأخرى. هل للحظات التفكر شروط خاصة ليكتمل فيها نصاب الفهم الجيد لقضايانا الكثيرة و المتشعبة؟ ، هل لأن التفكير في امور الدين و الدنيا يحتاج للسكون  و التخمين المطول لفهم ما يحدث حولنا؟ أم ان الجو هو من يفرض نفسه علينا ليس لأننا نكتب لنحلل و لنناقش بل لأن الانسانية ذاقت ذرعا من كل شيء.. هي متعبة هذه الانسانية و لها كل الحق في ذلك ، فتفاعلنا الايجابي مع ما يحيط بنا يشترط فينا التأقلم السريع و العطاء الجيد تجاه امور تقلقنا و تزعج صفاء أذهاننا ، و لذلك كان للإنسانية ذاك التألم على واقع يمضي فيه الوقت سريعا و تتفكك فيه أواصر الانسان بسهولة  و بيسر و تختلط فيه المكبوتات مرارا  ، ثم ما كان يحسب له حساب في الماضي أصبح الآن غير مرئي بل و غير معاش و لا ملموس ، هل هو خطا في التحليلات و الاستنتاجات ؟ ، هل هو تسرع منا في تمني الكثير من الأمنيات التي ربما لم نكن  في المستوى الجيد من الآداء لنضمن نتائجا ترضي فينا تلك الرغبة في النهضة و الانبعاث الحضاري و البناء و التجديد و الغاء بنود الفساد في كل شيء. .نعم تمنينا كثيرا لإزالة تلك الحدود من المحدودية و تلك المعوقات من التثبيط و الانكسار و الفشل و من ثم اليأس لكننا لن نحقق تلك الامنيات ، على الرغم من أن شعوبا انتفضت و أرادت و عبرت عن تلك الارادة  بثورات في أوطان عربية فلم تكتمل تلك النتائج بل البعض منها انحرف عن جادة الصواب ، هل هذا الانحراف و التغيير في المسار سببه عدم الأخذ أصلا بالأسباب الحقيقية لمثل تلك الانتفاضات أم ان اليأس حينما يتخلل مسيرة ما في المنتصف يشل باقي الحركة فتتوقف  و لا يتكمل لها مسار بسبب ما ظهر من نتائج سلبية دمرت الانسانية في موتها باغتيال أرواح بشرية نادت بالحق و طالبت بالكرامة و هجرت المنازل و الأكل و الراحة بحثا عن تحقيق امنية العيش السعيد تحت لواء الحرية و العدل و الكرامة و من الشعوب من نادت بأكلة عيش من حلال ، فكان المطلب حقا مشروعا و بريئا في كل جوانبه و في أصل مضمونه ، لكنه قهر و حورب و توقف النفس فيه  حتى لا يستمر النداء بعدالة قانونية و اجتماعية و سلمية و طنية تحت مراقبة دولية كان الواجب عليها التدخل و في الوقت المناسب لوقف سفك الدماء و الحفاظ على انسانية الانسان العربي من الموت ..لكنها لم تتدخل و لها من ولاء المنظمات و المؤسسات الدويلة المنادية بضرورة حماية حقوق الانسان  من يخول لها التدخل لكنها لم تفعل ،  حتى خيم الحزن اللحظة على عبراتي و عبرات كل من يحب وطنه  لأن ما كن في التمني رحل الى بعيد ..فهل العيب فينا كعرب لم نجد التخطيط الجيد و المحكم الأواصر من منطلقه الى نهايته ؟ هل هو الانطلاق الفوضوي في العقيدة التي لم نحافظ على نبض القوة في ارادتنا فانهزم الجمع و انكسر الخاطر و تفتت شمل الانسانية الى قطع صغيرة و لم تكن على الأقل كتلا تستطيع لم بعضها البعض لوضوح الحجم فيها ..ام لأن  قوة الرجال بدت في حب السلطة و الموت لأجل السلطة و التزين لأجل السلطة ،و هل هذه السلطة  كالمرأة الفائقة الجمال كان لابد من الظفر بها لمن يتسلط و يظلم   ويسيطر على ارادة الشعب ؟؟هل السلطة هي المبتغى و انتهى ؟ أليس النداء كان لأجل حماية حقوق الانسان و صون الانسانية من كل اشكال الرعب و الاغتيال ، ثم ان كان لهذه السلطة سلطة على الأبرياء و العزل و الأتقياء بهذه الطريقة من القهر  فلا داعي للوصول اليها.

لقد نال التعب من عقولنا حظا اوفرا و اخشى أن لا نركز على عدد الركعات في صلاتنا من هول الضعف الذي تغلغل فينا ، و قد كنا قديما اصحاب قوة و نفوذ فتقهقر الوضع و انحدرنا  الى اسفل سافلين ، ربما لأن النوايا تبدلت و ربما لان كرهنا لبعضنا البعض خدر الارادة فينا فأصبحت لا تصحو و لا تستيقظ من سباتها  الا للأكل و المشرب بقدر البقاء على قيد الحياة ، و بالمقابل نرى  مخطط القوة يرتفع حينما يتعلق الأمر بالانتقام فترى فوجا يرقب فوجا آخر من نفس الانتماء و العقيدة ليقتله و يخرب المساجد التي يصلي فيها  و يسفك الماء و يحرق الأخضر و اليابس و يشتت  العائلات و يجر كل خير فيه الى بوتقة الفناء، يا الله لو ان هذه القوة لمت أواصرها و منطلقها و صوبت هدفها باتجاه العدو الحقيقي الذي حرم الانسانية المسلمة من الاستقلال ،استقلال الأرض و الروح ، استقلال الضمير و الكيان و الفكر.. هل كان لزاما ان يقتل المسلم أخاه المسلم ليبدو قويا ؟، و هل كان مهر تلك السلطة الفاتنة  كره و حسد و بغض لتنال التشريف بمن يقتل أكثر و يسفد اكثر و ينهب أكثر لينال رفعة السلطة ؟؟، و حتى ان تحققت تلك السلطة و ظفر بها المنافسون ، يا ترى فيمن سيحكمون و على من سيولون امورهم ، هل على شعب مقهور نفسيا و اولاد مصدومون بسبب فقدانهم لأولياءهم و ايامى مفجوعات بسبب حرق شجر الزيتون و العطاء الجميل ، لك أيتها السطلة الآن بعد هذا الدمار  ان تحكمي في فراغ و لو أنك تلمحين شعوبا تنظر اليك انك انتصرت عن غدر لكنك حقيقة لن تجدي فين تحكمين و الأرواح معذبة و النفوس متعبة لا و ذوق للحياة بعد اليوم...

لقد كنا كعرب في أجندة  مخططات التفرقة و الكراهية و ها هي المخططات قد نجحت فمن يعيدنا الى اتجاه بوصلتنا الحقيقية ، الى قبلة الصلاة الأكيدة التي بقيت لنا الأمل الوحيد بعد فشل ذريع و خراب كبير في قوامتنا كمسلمين ، لم يبق لنا الا اتجاهنا الى القبلة للصلاة و طلب العفو من الله لتقصيرنا و لكره بعضنا البعض و لتخلينا علن سنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم التي اوصى باتباعها، لذلك لا نسأل غيرنا لما نجحوا في مخططاتهم بل لنسأل أنفسنا لما سلمنا لهم مفاتيح قوتنا و مكنونات عقيدتنا فعرفوا نقاط الضعف فينا و نالوا ما أرادوا  بفضل التشتت و الانقسام و الطائفية المفرقة لوحدتنا ليصبح الدم رخيسا و الانسانية في خبر كان لم يعد لها وجود من الاعراب الا اذا عادت في خبر يكون ، عل و عسى تقوم لنا قائمة...

 ما اتعبها من مواضيع ترهق فكري و تسكب الكثير من مداد قلمي و أكثره على جمل غير مفيدة حينما اخطأ في وصف العلة او المرض و حينما اتيه في ايجاد الدواء المناسب لها ، فعلى الأقل مهنة الطب ليست علما أكيدا لكنها تسعى بمحاولات ماهريها من الأطباء لإيجاد الأدواء لأعقد الأمراض ، اما داء امتنا فمعقد حقيقة و صعب فك شفرة التعقيد فيه ، لان العلة الحقيقية هي أننا رضينا بالهوان و لم نعد نطمح للهمم العالية ، على الرغم من ان امجاد الماضي سيرهم حافلة بالبطولات  و الانتصارات العظيمة و لم تكن لديهم العدة الكافية بل كانت فيهم  النية صادقة كثيرا مع الله تعالى فصدقوه  فصدقهم و شربوا من ماء النصر حتى ارتوا و سعدوا و عاشوا حياة السعداء على اقلية امكانياتهم و ممتلكاتهم ، و 

 

ربما كانت رغبتهم وقتها انهم اختاروا السطلة في ذلك الوقت وسيلة دعوة لا وسيلة شخصية مستبدة  ،فكان الهدف أسمى و هو  تبليغ  الرسالة النبيلة ، رسالة الله و لم يكن همهم لا بطونهم و لا كراسي يسترخون فيها على ثقل أجسادهم ، بل كانوا حفاة عطشى  زهاد  أصفياء ، انقياء و اطهارا  و الأكثر من ذلك أن قلوبهم كانت  ملئى بحب الله و حب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فحققوا المنى وأدركوا الأمنيات كل بحسب مطلبه ، فمنهم من طلب الشهادة بأمنية صادقة فنالها و منهم من طلب السلطة لأجل تمام الرسالة و لأنه تتوفر فيه مقومات العدل و الحق فنالها و نال تشريف الانسانية في ذاك الوقت فصان الاعراض و مجد الانتماء و شرف الأمة ، و على اتحادهم و توحدهم  أصبحت سيرهم فخرا لكل قارىء يقرأ بطولاتهم العطرة، و الآن ماذا حل بالمسلمين ،لما الخراب يطرق البيوت و الفقر ينخر العقول و الكره يستولي على القلوب ؟ ، هل تغير شيء جوهري ام أشياء؟ ، و ان كان ذلك فلن تقوم لنا قائمة الا بالعودة صدقا الى كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلنترك العولمة و التكنولولجيا و مغرياتها   جانبا و لنسعى لفهم  ديننا جيدا ولنبادر بالصلح و التسامح و التراحم عل الله سيتجيب للصادقين منا ، و عسى  تقوم لنا القائمة من جديد و الا أبتلينا بأكثر من هذا ربما هو الفناء الحقيقي لأوطاننا...فلنتدارك الوضع قبل فوات الأوان و لنراجع أخطائنا و هفواتنا و لنبادر بالتصحيح و عقد العزم مع الله من جديد بهمة عالية و الله موفق لكل مسعى بل للنوايا الصادقة التي تضع في اولى الأوليات نصر الدين و تمكينه على الأرض.

اللهم يا ناظرا لقلوبنا قو عزيمتنا و تجاوز عن زلاتنا ووحد صفوفنا و الف بين قلوبنا، يا رب اشتد الظلم فيما بيننا و كثر الشتات بين عناصرنا و ازداد الفساد زحفا الى أوطاننا فيا رب خفف عنا هذا البلاء و الطف بنا و لا تسلط علينا غضبك ، نرجو رحمتك  فيا قادر اعدنا  الى سابق عصورنا قوة و مجدا و تقدما و حضارة و الهمنا الأسباب الحقيقية لتحقيق هذا المراد و انت من قلت و قولك الحق :" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى? لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ? يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ? وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَ?لِكَ فَأُولَ?ئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" سورة النور الآية 55.

                      

                                                                             

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين