إصلاحات النظام الأسدي

                        الدكتور عثمان قدري مكانسي

روسيا تريد من النظام إصلاحات وتستخدم كل قنواتها وبهمة لدى النظام الأسدي وتطالبه بإلحاح أن يسرع بإصلاحاته . هذا ما أعلنه أمس ديمتري مدفيدف الرئيس الروسي . ويطالب بعد ذلك من النظام إن كان عاجزاً عن الإصلاحات أن يرحل. وتتعهد حكومة النظام السوري أن تجري إصلاحات ديموقراطية !! ..
ونتساءل : أبعد مرور سبعة أشهر على ثورة الشعب السوري واستشهاد الآلاف من خيرة أبنائه على يد أمن النظام وجيشه وشبيحته المصنوعة على عينه والمستوردة مِن سَقط الجوار ومن رفاق دربه الموتورين .. ماتزال القيادة الروسية تأمل أن يقوم النظام الدموي بإصلاحات؟!!
وماهي الإصلاحات الديموقراطية التي يعد بها هذا النظام الدموي الذي أثبت وحشيته وبوهيميته للعالم أجمع أكثر من إنزال جيشه الطائفي الذي لم يطلق رصاصة واحدة على العدو المحتل لأرضه بينما يصوّب جيش الوطن السلاح ويحرك الآليات التي دفع ثمنها الشعب ليقتله بها ، يعينه على وحشيته فروعُ أمن النظامِ ومرتزقته المتهالكة الفارغة من كل قيم سماوية وأرضية؟!
إن إصلاحات النظام تتمثل في :
1- سرقة المال العام وخزنه في البنوك الخارجية لحساب الأسرة المتنفذة وحواشيها .
2- قتل كلمة الحرية وقطع ألسنة المطالبين بها وقطع حناجر المتغنين بها.
3- استباحة كل المحرمات الدينية والأخلاقية للاحتفاظ بالحكم والاستئثار به دون أصحابه .
4- اصطياد الناشطين وتحرير المدن من المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام المتسلط وطرد اللصوص الذين تربعوا على صدور الأمة عشرات السنين .
5- الاعتداء على أعراض النساء وتقطيع أوصالهن وتعذيب الأطفال والتمثيل بهم وسفك دمائهم .
6- تهجير الناس بمتابعتهم وتمشيط بيوتهم وتدمير ممتلكاتهم وقتل شبابهم واعتقال رجالهم. وذبح شيوخهم وعجائزهم. والقتل الجماعي في القرى والمدن والبلدات وتعذيب المعتقلين وقتل الكثير منهم.
7- تجييش الإعلام الكاذب وتغيير الحقائق والاستعانة بالدجالين والمشعوذين من أزلام السلطة وكلابها .
وما يزال الغرب والشرق يظهر لافتات عدم الرضا عما يفعله النظام من انتهاك حقوق الإنسان إلا أنه يملي للنظام ويطيل في عمره ويتغاضى في حقيقة الأمر عن مخازيه أملاً في القضاء على الثورة لأنه لا يجد نظاماً يخدم مصالحه أفضل من نظام الإرهاب الأسدي . إن الغرب يعلن بكلمات خجولة عن وجوب تقديم إصلاحات هلامية لا يريد النظام فعلها لأنه ستسقطه لا ريب وهو -الغرب - موقن أن خادمه الأسدي لا يرغب بتحقيقها .. ويحاول أن يؤخر له في الأجل المضروب لسقوطه المحتوم بإذن الله أياماً وأسابيع أملاً بأن يتعافى النظام ! ويجهز على الثورة ، ثم يكون لكل حادث حديث.
والثورة تتعاظم كل يوم وتبدد للنظام وصانعيه آمالهم. وسيأتي اليوم الذي تتبدد هذه الآمال قريباً وتسطع شمس الحرية ويسقط الظلم وأهله في حفرة النهاية . وما هذه التضحيات الكثيرة التي يقدمها الشعب إلا عزم وتصميم على بلوغ الهدف المنشود في الحرية والكرامة .
إن الدول التي تبحث عن مصالحها وتحترم نفسها هي التي تصادق الشعوب لا الأنظمة المستبدة ، فالشعوب باقية والأنظمة منتهية . فهل يعي الشرق والغرب وحكام العرب هذه الحقيقة أم يتعامون عنها ليجدوا النار تشب في أنظمتهم نفسها وتقتلعهم من أساساتهم حيث لا يفيد الندم ولا ينفع الاسترحام؟!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين