إذا لم تستح

 

ما أعظم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أروعه وأدقه .

إن كل حديث من أحاديثه عليه الصلاة والسلام عندما يقرر أمرا ما أو يذكر حقيقة من الحقائق فإنك لن تجد على مدى القرون ما يبطل ما قاله وقرره أو يعارضه ، بل إن الأيام تؤكده وتؤيده .

 ومن كلام سيدنا رسول الله الخالد قوله : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) فهذه الجملة المدهشة تزداد ألقا مع الأيام وقليل في حقها أن تكتب بماء الذهب . وإننا في هذا العصر ندرك معناها ونرى تحققها أكثر ممن عاش قبلنا من الناس ويساعدنا على هذا ثورة الاتصالات التي تطلعنا على الفتن والمؤامرات والكيد الرخيص الذي يراد بديننا وأمتنا.

 لقد صرح عدد من قادة إيران أن ايران تبدي استعدادها لمحاربة الإرهاب وما أشد انطباق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا التصريح . أليس من الوقاحة أن يصرح قادة إيران بهذا بعد أن ملأت إيران بلادنا إرهابا سواء بأيدي أذنابها الذين يعيشون بيننا أو بأيدي من يقال عنهم الحرس الثوري الايراني . ولو كان عند قادة ايران ذرة من حياء وبعض احترام لعقول الناس لما نطقوا بهذا الهراء كيف وهم جرثومة الإرهاب ومنبعه.

فالذبح الذي نستنكره أيا كان فاعله منصوص عليه في رواياتهم لذا ندر أن ترى واحدا من أتباعهم لا يحمل سكينا أو ما يشبه السيف إضافة إلى البندقية والرشاش وغيرهما من الأسلحة الحديثة وليس هذا السلاح التقليدي القديم من أجل استخدامه عند الالتحام بل السر في حمله هو تحقيق الروايات والتلذذ بتنفيذ الذبح وكم ذبحوا من أبرياء في سورية والعراق ولا يزالون .

وحرق البشر وحرق البيوت بساكنيها نرفضه ونحرمه وقد أكثروا من الإقدام عليه في سورية كما إن الله وحده يعلم كم احرق بشار من السوريين بالسلاح الكيماوي وها هم يفعلون هذا في العراق ولا يدري أحد كم أحرقوا من بيوت السنة أثناء ما قالوا عنه ( تحرير تكريت ).

وكم هدم شيعة العراق من البيوت على رؤوس ساكنيها ولا يتفوق عليهم في هذا الا بشار الذي هدم آلاف العمارات المليئة بالنساء والأطفال والشيوخ بأسلحة إيرانية ومساعدة خبراء إيرانيين .

أما الاغتصاب فهو مما يندى له الجبين ولولا الحياء والحرص على الستر لظهر آلاف الحرائر السوريات والعراقيات على الفضائيات وتحدثن عن قذارة جنود الشيعة الذين تغذيهم إيران بالحقد والسلاح معا , وتحلل لهم ما اتفق العقلاء على تحريمه وبشاعته .

واستشهاد الألوف من السوريين والعراقيين تحت أقسى أنواع التعذيب وأفظعه أمر لم يعد خافيا على أحد ونهب بيوت السوريين والعراقيين عمل شريف في نظرهم لأن الدنيا بما فيها للإمام وقد وهبها لهؤلاء الساقطين فلا غرو أن يفرغوا البيوت من محتوياتها ويأخذوها فما هي إلا عطية الإمام لهم .

وها هم الحوثيون في اليمن يسيرون على خطى شيعة العراق وسورية . وكل هذا ما كان ليحدث لولا ايران وتسلطها على أمتنا فما هو الإرهاب إن لم يكن هذا كله إرهابا وهل بقي شيء من الإجرام والفواحش والموبقات لم ترتكبه إيران وأذنابها ثم لا تستحي بعد هذا أن تعلن استعدادها لمحاربة الإرهاب فإن لم تكن إيران إرهابية فمن هم الإرهابيون .

وما أتفه هذا العالم الذي يزعم أنه يحارب الإرهاب ثم يغمض أعينه عن إيران وبشار ومن لف لفهم ثم هل في الدنيا وقاحة تفوق هذه الوقاحة .

إن موقف العالم وعلى رأسه أمريكا من إيران أمر مدهش فقد حذفت الولاات المتحدة إيران وحزب الله من قائمة التحديات الإرهابية في خبر بثته الوكالات ونشرته جريدة السبيل في 18/3/2015 وكأن أمريكا تكافؤ إيران على ذبح أمتنا وتدميرها ولو أن إيران حاولت أن تفسد عشر ما أفسدته في بلادنا في فرنسة أو بريطانية أو الهند مثلا لحاربها العالم كله، أما وإنها تحاربنا فلا  عجب أن يؤيدها الصليبيون والصهاينة معا .

ومن العجائب أن بعض (القوميين العرب ) لا زالوا يدافعون عن إيران وعميلها بشار وإني أراهم أكثر وقاحة من إيران الصفوية وما هم من القومية العربية وما هي منهم .

فمتى يصحو حكامنا , ومتى تتوحد دولنا , لمواجهة أسوأ هجمة بربرية معادية .

ألا من يقظة وعمل جدي قبل فوات الأوان .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .

------------------------------------------------------------------------

نائب رئيس جمعية علماء حماة سابقا

عضو مؤسس في رابطة أدباء الشام

عضو مؤسس في رابطة العلماء السوريين

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين