إذا تمنيتَ الولدَ فتمنى أنْ يكونَ صالحًا

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}. سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 38

تأمل دعاء زكريا عليه السلام: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً}، لتعلم أن مجرد الذرية ليست نعمة، إنما النعمة أن تكون الذرية طيبة.

لذلك لم يسأل إبراهيم عليه السلام مجردَ الذريةِ، إنما سألَ ذريةً صالحةً؛ فقَالَ: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}. سُورَةُ الصَّافَّاتِ: الآية/ 100

والولدُ الصالحُ هو الذي يَمْلَأُ السمعَ والبصرَ، ويأمنُ والداه منه الضَّرَرَ، وهو الذي يُرْجَى عند الكبرِ خَيرُهُ، ويُؤمَنُ عندَ النَّوائِبِ شَرُّهُ، ويأملُ والدَاهُ مِنْهُ بِرَّهُ، ويَتَأَتَى منه النَّفعُ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». رواه مسلم

سُئل عمر بن ذر: ما بلغ من بر ابنك بك؟

فقال: ما مشى معي بنهار قط إلا قدمني، ولا بليل إلا تقدمني، ولا رقي سطحًا وأنا تحته.

وإذا لم يكن الولدُ صالحًا كان لوالديه عدوًا وَغَيْظًا؛ قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}. سُورَةُ التَّغَابُنِ: الْآيَةَ/ 14

فإذا سألت الله تعالى الذُرِّيَّةَ، فاسأله الذُرِّيَّةَ الطَيِّبَةَ، وإذا تمنيت الولد فتمنى أن يكون صالحًا.

اللهم أَوْزِعْنَا أَنْ نَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَينا، وأَصْلِحْ لنَا فِي ذُرِّيَّاتِنَا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين