إخواننا خطباء المساجد والشعراء والمنشدون الثورة بحاجة إليكم

 

 
د. عامر أبو سلامة

يا خطباء المساجد الأفاضل:
إخوننا الكرام وشيوخنا الأفاضل...... التحية لكم خطباء وعلماء ودعاة على طول الساحة السورية, وعلى اختلاف مشاربكم, نناديكم من أجل الوطن الذي كما ترون يذبح من الوريد إلى الوريد, نخاطبكم من أجل الإنسان الذي تنتهك حرماته, نرجوكم من أجل الأمهات الثكالى, والنساء الأرامل,والشباب الذين يذبحون, والشيوخ الذين يداسون, والعلماء الذين يهانون ويعتقلون ويهددون, من جل القيم التي خلقنا الله لأجلها, والمباديء التي سيحاسبنا الله عنها يوم لقائه.
نناديكم وأنتم شيوخنا, وملح البلد, والمعول عليكم في شؤون الأمة, الخاصة والعامة, ولقد تعودنا من شيوخنا الكرام أن يكونوا في المقدمة, في كل الأمور التي تتعلق في الصالح العام, آمرين بالمعروف,ناهين عن المنكر,مقاومين للطغيان, محاربين للشر, بكل صوره وأشكاله.
ياشيوخنا الكرام, ويا خطبائناالأفاضل.....الأمة تنتظر منكم الكثير, وأنتم أهل لهذه المهمة العظيمة, وتعلمون وتعلمونا, أن دور خطبة الجمعة دور عظيم, وما شرع هذا الدرس الأسبوعي إلا لحكم جليلة, وأسرارعظيمة, لعل منها: أن يكون الخطيب ‑ من خلال الخطبة‑ موجهاً للناس في الأمور التي يعيشونها في حياتهم اليومية, ويرشدهم في القضايا التي تلامس حياتهم, وأظن ان من أعظم الأشياء التي يعيشها شعبنا السوري في الوقت الحالي ما يعانيثه من بطش السلطة وظلمها وعدوانها,وهذا يتطلب منكم الموقف الرباني الذي عودتمونا عليه, وألفناه منكم.
كما علمتمونا ياشيوخنا الكرام, أن الخطيب الناجح هو ذلك الخطيب الذي يعيش عصره, ويعرف هموم أمته, ويفقه الواقع, ويدرك فرض الوقت, ويرتب الأولويات ترتيباً شرعياً, يبنى عليه مايتحصل من نواتج ومآلات, وفرض الوقت يتقتضي ان نعيش الحدث بفقه صحيح, وفهم سليم.
فلا يتصور ان خطيب الجمعة يحدثنا عن أحكام الحيض والنفاس ‑على أهمية الحديث عن هذه الأحكام‑ في الوقت الذي تذبح فيه الحائضات والطاهرات...... فالله ..الله... في شعبكم وأمتكم كونوا لهم قادة وقدوة, وهذا هو الظن بكم ياأيها الشيوخ الكرام.
يا شعرائنا الكرام:
 لكل أمة من أمم الأرض شعراؤها الذين يعبرون عنها, في السلم والحرب, وهم لسان حالها في الأمور كلها, وبنفس الوقت يعبرون عن همومها, ومن ثم شاعت مقولة: (ان الشاعر مرآة مجتمعه وقومه).
بل كل تجمع بشري له شعراؤه حتى على مستوى القبيلة, لذا كان في المجتمع العربي ذلك الأثر الكبير للشعراء.
كل هذا لما للشعراء من أ ثر في الحياة, فهم جزء مهم غاية الأهمية في توجيه دفة الحياة.
من هنا لابد لنا من استثارة همم إخواننا الشعراء, ليقوموا بواجبهم تجاه هذه الثورة الشعبية في سورية, ان الحاجة للشاعر لاتقل أهمية عن الحاجة إلى الساسة والإعلاميين, فإن من الشعر لحكمة كما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقول لشاعره سيدنا حسان رضي الله عنه: اهجهم وروح القدس معك.
كل هذا تعبيرا عن عظيم الدور الذي يمكن أن يقوم به الشاعر.
أيها الإخوة الشعراء, الثورة بحاجة ماسة إلى شعركم, فنرجوا منكم ان تأخذوا مكانكم الطبيعي في هذه الثورة.
نريد القصيدة المغناة, ونحتاج الى قصيدة الشعارات وعبروا عن مباديء الثورة, من خلال قصائدكم, اعكسوا صورة مايجري في بلدنا من قمع وطغيان وإرهاب دولة, تحدثوا عن جرائم النظام في اجتياح المدن وانتهاك الحرمات, وإراقة الدماء, اين قصائدنا عن الشهداء؟؟أسفل النموذج
يا منشدينا الأحباب:
 قالوا قديماً: في الإنشاد إرشاد، وحقاً ان ذلك كذلك, كيف لا والمنشد يلقي على مسامع الناس درر الكلام, ومحاسن الكلم, وأروع الحكم, بذلك الأداء القالبي الممتاز, والأصوات الشجية, والألحان التي تأخذ بالألباب, فتشنف الآذان, وتحرك المشاعر.
من هنا تترك هذه الأناشيد في النفوس أعظم الآثار, وأكبر المعاني النبيلة التي تسوق نحو الخير والفضل, وهذا أمر معروف ومعلوم قديماً وحديثاً, لذلك تجد الأمم تعتني بهذا الجانب عناية فائقة لجملة من الاعتبارات منها ماذكرته آنفاً.
  وشعبناالآن في ثورة, وهذا يتطلب منا أن نسخر كل إمكاناتنا ووسائلنا لإنجاح هذه الثورة حتى تحقق أهدافها.
ومن الوسائل النافعة الأناشيد, فنريد من منشدينا ان يصنعوا لنا الأناشيد التي تخدم أفكار الثورة, نريد أناشيد عن الشهيد, وأخر عن أهداف الثورة, وبعضها عن الثبات والحث على التضحية........... وهكذا.
فإن الأنشودة سلاح مهم من أسلحة الثورة, لايجوز أن نهمله, أو أن نستهين به, على أن تختار لها الكلمات المنضبطة, والألحان الجذابة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين