أين الإسلام في زنجبار؟ - زنجبار بين الماضي والحاضر
أين الإسلام في زنجبار ؟
زنجبار أرض مسلمة منذ القرن الأول الهجري حكمها العرب العمانيون قرابة ألف عام ومازال الحنين بين أهل سلطنة عمان وأهل زنجبار قائما فكثيرا من عائلات الطرفين جذورهافي أرض الآخر .
وقد تم ضم الجزيرة قسرا مع منطقة تنجانيقا ليتم تشكيل ما يسمى الآنبدولة تنزانيا 1964. ولكن الآثار العمرانية الاقتصادية والإسلامية في زنجبار مازالت شاهدة على الأخوة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ بين الأرضين العمانيةوالزنجبارية كما يشهد جهل الكثير من أبناء الإسلام بتاريخ ومكان الجزيرة علىالتشرذم بين أراضى الإسلام والذي لم يعد هناك وقت للإبقاء عليه.
أين تقع زنجبار؟
تقع هذه الجزيرة المسلمة الساحرة في شرق إفريقيا على هيئة عدد من الجزر في المحيطالهندي قبالة تنزانيا وتبعد عن الشاطئ الإفريقي قرابة 35 كم وأكبر جزرها: جزيرتا "زنجبار" و"بمبا" والباقي جزر صغيرة تتوزع حول بمبا .
و من يتجول في زنجبارتتجلى له مناظرها البهيجة المزدانة بشجر القرنفل، ويرى المتجول في أريافها كأنهيتنزه في بستان جميل المنظر تتدفق المياه العذبة في جميع أرجائه.
النشاط الاقتصادي وحالة السكان:
الحرفة الأولى للسكان هي الزراعة، ومن أهم محاصيلهم:
القرنفل الذي اشتهرت بهالبلاد في كل العالم، وكان يوجد منه ما بين 3 و 4 مليون شجرة مما جعلها المركز الأولفي تصديره عالميا، وأول من أدخل زراعته فيها هو السلطان العماني سعيد بن سلطان.
-        محاصيل الجزر وجوز الهند والمانجو والذرة.
-        - يعمل أهالي زنجبار بحرفة الصيد ، ذلك لأن جزرهم تقع بكاملها في مياه المحيط الهندي.
-        - ينشط في البلاد قطاع الصناعةاعتمادا على الزراعة وخاصة صناعات الزيت والحلوى والدواء.
-        - وحاليا يزدهر قطاع السياحة بسبب شواطئ الجزيرة الطويلة بالإضافة إلى مناظرها الطبيعيةالخلابة
-        السكان:
حسب آخر إحصاء يبلغ عدد سكان زنجبار حوالي مليون شخصأغلبهم من المسلمين (98%) والبقية مسيحيون وهندوس .
وأصول المسلمين بالإضافة إلىالأصل الإفريقي تعود إلى عمان وفارس والهند وباكستان .
- كان السكان يتحدثونالعربية كلغة رسمية في العهد العماني كما كانت كذلك أغلب الدول المسلمة غير العربيةوالآن أصبحت لغة زنجبار هي الساحلية رسميا بجانب اللغة الإنجليزية التي خلفهاالاحتلال البريطاني .
-
ويعانى المسلمون في البلاد حاليا من الفقر والتخلف رغمارتفاع نسبتهم وكثرة كنوز أراضيهم ويتعرضون للتنصير وحملات المستشرقين أمام صمتعربي وإسلامي لافت ومستمر.
إسلام زنجبار وعروبتها:
تشرفت زنجبار بنور الإسلام عن طريق الهجرات العربية والشيرازية إلى شرق القارةالأفريقية في نهاية القرن الأول الهجري في عهد الدولة الأموية. وقد قام الحجاجبن يوسف الثقفي في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان بمحاولة ضم عمان إلى الدولةالأموية وكان يحكم عمان آنذاك الأخوان: سليمان وسعيد ابنا الجلندى، وقد امتنعا عنالحجاج فأرسل إلى عمان جيشا كبيرا لا حول لهما به فآثرا السلامة وخرجا بمن تبعهما منقومها إلى بر الزنج شرق أفريقيا .
وقد استدل المؤرخون على ضوء هذه الحقيقةالتاريخية على أن الوجود العربي في زنجبار سبق ظهور الإسلام لأن رحيل حاكما عمانإليها بعددهم وعتادهما لا بد أن يستند على وجود سابق له يأمنان فيه على حياتهماوأموالهما وذويهما وقبل ذلك على دينهما.
وبعد هذه الهجرة التي قام بهاحاكما عمان بدأ الوجود العماني في الجزيرة يتوطد أكثر وأكثر حتى أصبح ولاة زنجباروجزرها تابعين لحكم أئمة عمان إلى أن جاء عهد السلطان سعيد بن سلطان بن الإمام أحمدالبوسعيدي الذي فتح لزنجبار صفحة ناصعة في التاريخ بما ولاها من اهتمام غير مسبوق.
إشراقة زنجبار في عهد السلطان سعيد:
استمرت عمان مركزا لإدارة المملكة البوسعيدية حتى جاء عام 1818 حيث وجه السلطانسعيد بن سلطان بن الإمام أحمد البوسعيدى همته إلى شرق أفريقيا فسافر إليها بأسطولضخم واستقبله أهلها بالترحاب ورأى بثاقب رأيه اتخاذها عاصمة له . وكان مما أنجزه السلطان سعيد  لإعلاء شأنها:
1ـ قام ببرنامج إصلاحي يشمل العملة والرسوم الجمركية.
2ـ ادخلزراعة القرنفل واهتم بتنمية تجارته بين مسقط ومملكته في أفريقيا حتى أصبحت زنجبارفيما أول البلدان في تصديره عالميا .
3ـ اهتم بتجارة الذهب والعاج، وانتشرالرخاء بعد اكتشاف مناجم الحديد في مومباسة وتطورت صناعة الأقمشة، وأصبحت زنجبار أكبرسوق لتجارة العاج .
4ـ اهتم ببناء أسطول حربي فكان عنده 75 سفينة على ظهر كلمنها 56 مدفعا مما جعله أقوى أسطول على الساحل الممتد من رأس الرجاء الصالح إلىاليابان .
5ـ ومن أهم ما قدمه السلطان سعيد هو مكافحة تجارة الرقيق عندما وقعاتفاقية مع بريطانيا عام 1822 حيث كان شرق أفريقيا قبل هذه المعاهدة هو المصدرالأساسي لهذه التجارة مما يدحض مزاعم الغرب حول دور المسلمين في الترويج لهذهالتجارة.
مقدمات زوال الحكم العربي الإسلامي:
على الرغم مما حققه السلطان سعيد بن سلطان في تقدم وازدهار زنجبار وإعلاء شأنهافيما حولها من بلدان إلا أنه زرع بذور ضياع هذه الجزيرة الغنية الجميلة من يد العربوالحكم الإسلامي دون أن يدرى.
وذلك أن السلطان ـ وكان قد اطمأن إلى حكمه في شرقأفريقيا ـ وافق على التعاون مع عدد من الدول الغربية، ومنها أمريكا وبريطانيا معه خاصةفي المجال التجاري حيث سارعت هذه الدول إلى التقرب إليه بالهدايا والمشاريع والسلاحكعادتها في عدم ترك أي مكان غني وجميل في الدنيا دون أن يكون لها فيه نصيب .
وكان لبريطانيا النصيب الأكبر في السيطرة على اقتصاد الجزيرة أوصلهم إلىالسيطرة على أمورها سياسيا، بل ورفع علمهم عليها عام 1843 في ظل حكمه
.

وفى19أكتوبر من عام 1856 توفي السلطان سعيد على متن الباخرة فيكتوريا (لاحظ ما يوحىإليه هذا الاسم من تقارب بريطاني) ودفن في زنجبار فوقع الخلاف بين أولاده على الحكم،وبعد تقسيمه كانت الجزيرة من نصيب يرعش بن سعيد، وذلك بعد أن تدخلت بريطانيا فيتقسيم الملك بزعم فض الخلاف بين الإخوة مما أسفر عن انفصال زنجبار عن المملكةالبوسعيدية بعمان ولكن بشكل غير تام حينئذ .
وفى عهد السلطان علي بن سعيد أعلنتبريطانيا الوصاية (الاحتلال) على الجزيرة نوفمبر عام 1890 ولم يكتف الغرب بذلك، بلمدت أمريكا ذراعها هي الأخرى في إدارة البلاد .
واستمرت هذه الوصاية حوالي70 عاما، وعندما أرادت الانسحاب قامت كعادتها بترتيب خطة تستطيع بها البقاء

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين