أيا عمرَ المعالي

 

حضرت الحفل الجميل الذي أقامته في مدينة الرياض مدارس نجد لتهنئة أبنائها المتخرِّجين وتكريم المتفوقين منهم، ومنهم حفيدي الألمعي عمر معاذ الغدير. كنت بجوار أخيه سعد وهو ألمعيٌّ أيضاً.

وبكينا من الفرح مرَّتين. الأولى: حين رتّل عمر آيات من القرآن الكريم إيذاناً ببدء الحفل وهو من شرّفه الله عزّ وجلّ بحفظ كتابه العزيز كاملاً، والثانية حين نودي لاستلام جائزة التفوُّق.

 

رأيتك في طلاب المجد مُهْرا=وفي الأجبال(1) ترقاهنَّ صقرا

تنام وعزمك الميمون صاحٍ=وعقلُك جائل برّاً وبحرا

وحفظك للكتاب حباك صفواً=يلوح وضاءةً ويضوع عِطراً

"وما نيل المطالب بالتمنّي"(2)=ولكنْ نِلتها ثقةً وصبرا

وعزماً في التوقُّد شمّرياً(3)=به نِلتَ الرغاب الشُمَّ قهرا

لذلك كان مدحي لا يُغالي=وكنتَ به وبالأمجاد أحرى

وشهماً يبصر العجز انتحاراً=وإِلْفَ العجزِ لا الإقدام كفرا

دعا أبواك في أملٍ وخوفٍ=فكان دُعاهما فتحاً ونصرا

وحين دعوتُ في سرّي وجهري=وفي دمعي رأيتك زدتَ قدرا

وفضل الله أكرم ما نُرجِّي=ورحمتُه بنا أحفى وأدرى

إذا ما جاء نُبصره عياناً=مواكب كالهتونِ السكبِ تترى

كتبتُ قصيدتي بِدمي ودمعي=وقد ينهلُّ دمع العين شكرا

وسعد فارح، والسعد فيه=وفيَّ يفيض أفراحاً وبشرى

تبشِّرُني أيا عُمَرَ المعالي=بأنَّك سابقٌ دُنيا وأُخرى

(1) الأجبال: جمع جبل.  (2) شوقي. (3) تنتمي أسرة الغدير إلى قبيلة شمّر.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين