أهمية تكرار استحضار المعاني في الذهن‎

 

 

 

 

ياسر تيسير العيتي‏

 
تكرار استحضار المعاني في الذهن يرسخها في العقل الباطن فتؤثر في تفكير الإنسان وسلوكه من حيث لا يدري، لذلك حفلت الأذكار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعانٍ تبرمجنا على إيجابية نحن في أشد الحاجة إليها هذه الأيام.
 
 من الأذكار التي يسن تكرارها كل صباح ومساء (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذبك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) يختصر هذا الدعاء الكثير مما توصلت إليه علوم النجاح والتنمية الذاتية، فـ (الهم والحزن) ينجمان عن الشعور ب(العجز) وهو ينجم عن (الكسل)، الكسل الفكري والسلوكي الذي يحجب الإنسان عن معرفة نفسه ومعرفة بيئته والعثور على صوته الذي يحقق أكبر مساحة تقاطع بين مواهبه وحاجات بيئته ونداء ضميره، هذا الفشل في اكتشاف الإنسان لذاته والعثور على صوته وتحديد غايته سيورثه (الجبن) من اقتحام المجهول فلا يقتحم المجهول إلا من عرف ذاته وغايته وشده إلى تحقيقها شوق عظيم، وسيورثه (البخل) لأن قعوده عن تطوير نفسه وموارده سيبقي هذه الموارد محدودة فيقل عطاؤه ويزداد حرصه، ومع غياب الغاية المحفّزة على اقتحام كل جديد وعدم الرغبة في العطاء بسبب محدودية الموارد التي يجددها العمل والاقتحام تنكمش الفرص المادية والمعنوية فيقع الإنسان في الفقر و(غلبة الدين)، وبسبب الضعف الذي يسببه كل ما سبق يتجرؤ عليه الآخرون وينزل به (قهر الرجال) .. اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذبك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ..


 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين