أهل البيت في الحديث النبوي (16) المعنى الراجح لأهل البيت

تقدم أن المراد بأهل البيت بما يشمل أصحاب الكساء الأربعة (علي وفاطمة وابناهما الحسن والحسين رضي الله عنهما)، وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم

ونتابع اليوم في هذه الحلقة في بيان أن أهل البيت أيضًأ بعض أقاربه من المؤمنين.

ثالثًا: أقاربه صلى الله عليه وآله وسلم:

أُطْلِق على بعض ذوي قربى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقب أهل البيت صراحة، ومن هؤلاء:

1- بنو هاشم بن عبد مناف:

كتب نجدة الحروري إلى ابن عباس: يسأله عن سهم ذي القربى، لمن هو؟ قال يزيد بن هرمز: وأنا كتبت كتاب ابن عباس إلى نجدة. كتبت إليه: كتبت تسألني عن سهم ذي القربى، لمن هو؟ وهو لنا أهل البيت. وقد كان عمر دعانا إلى أن يُنْكِحَ منه أيِّمَنا، ويحذي منه عائلنا، ويقضي منه عن غارمنا. فأبَيْنا إلا أن يسلمه لنا. وأبى ذلك. فتركناه عليه.([1])

وفي مسلم عن ابن عباس يجيب نجدة الحروري: وكتبت تسألني عن ذوي القربى، مَن هم؟ وإنا زعمنا أنا هم، فأبى ذلك علينا قومنا.([2])

وفيه ردٌّ على الذين يقولون: إن مصطلح أهل البيت فضيلة لم يدعها أحد من القرابة.

ولعل هذا مما يرجِّح عدم صحة النقل أو الفهم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه من أن رأيه أن أهل البيت هم أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة. ولعله قد يرجح ما قلته سابقًا في أول هذا المبحث، حين عرض الأقوال، من أنه إنما أراد التنبيه على أن الأزواج من أهل البيت، وأنهنَّ يدخلن في مضمون الآية دخولًا أوّليًّا. ويمكن أن يحمل عليه أيضًا قول مَن وافق عبد الله بن عباس كعكرمة وغيره.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم اغرورقت عيناه وتغيَّر لونه. قال: فقلت: ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه. فقال: «إنا أهلَ بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا. وإنَّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدًا وتطريدًا، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود، فيسألون الخير فلا يعطَونه، فيقاتلون فيُنصرون، فيُعطَون ما سألوا فلا يقبلونه، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطًا، كما ملؤوها جورًا. فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوًا على الثلج».([4])

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرج إلينا مستبشرًا يعرف السرور في وجهه فما سألناه عن شيء إلا أخبرنا به، ولا سكتنا إلا ابتدأنا. حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين، فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه. فقلنا: يا رسول الله، ما نزال نرى في وجهك شيئًا نكرهه؟ فقال: «إنا أهلَ بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدًا وتشريدًا في البلاد، حتى ترتفع رايات سود من المشرق، فيسألون الحق فلا يُعطَوْنه، ثم يسألونه فلا يُعطَوْنه، ثم يسألونه فلا يُعطَوْنه، فيقاتلون فينصرون. فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي، ولو حبوًا على الثلج، فإنها رايات هدى، يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملك الأرض فيملأها قسطًا وعدلًا كما ملئت جورًا وظلمًا» ([5]).

وذهب عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، والفضل بن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطلبان منه أن يوليهما على الصدقة ليصيبا من المال ما يتزوجان به، فقال لهما صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد. إنما هي أوساخ الناس». ثم قال: «ادعوا لي مَحْمِيَة([8]) -وكان على الخمس- ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب». قال فجاءاه، فقال لمحْمِيَة: «أنكِحْ هذا الغلام ابنتك». للفضل بن عباس، فأنكَحَه. وقال لنوفل بن الحارث: «أنكِحْ هذا الغلام ابنتك». لعبد المطلب، فأنكَحَه. وقال لمحمية: «أصدِقْ عنهما من الخمس كذا وكذا».([9])

وفي رواية قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد، ولا لآل محمد».([10])

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يؤتى بالتمر عند صِرام النخل، فيجيء هذا بتمره، وهذا من تمره، حتى يصير عنده كومًا من تمر. فجعل الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بذلك التمر. فأخذ أحدهما تمرة فجعله في فيه. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخرجها من فيه، فقال: «أما علمتَ أن آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يأكلون الصدقة».([11])

وفي هذه الأحاديث حرّم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصدقة على عبد المطلب بن ربيعة والفضل بن العباس، وسماهم آله كما حرمها على الحسنين رضي الله عهنما، وعلل ذلك بنفس العلة: آل محمد لا تحل لهم الصدقة.

وهذه بمجموعها أدلة صحيحة وصريحة في دخول بني هاشم في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

2- حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأسد الله سبحانه وأسد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رأيتُ فيما يرى النائم كأني مردف كبشًا. وكأنّ ظُبَّةَ سيفي انكسرتْ، فأَوَّلتُ أني أقتل صاحب الكتيبة، وأن رجلًا من أهل بيتي يُقْتَل».([12])

وفي رواية عنه رضي الله عنه قال صلى الله عليه وآله وسلم: «رأيتُ كأني مردف كبشًا، وكأن ظبة سيفي انكسرتْ. فأوَّلتُ أني أقتل كبش القوم، وأولت ظبة سيفي قتل رجل من عترتي». فقُتِل حمزة، وقَتَل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طلحة، وكان صاحب اللواء.([13]) فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمه حمزة رضي الله عنه من عترته وأهل بيته.

3- العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

عن محمد بن كعب القرظي، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: كنا نلقى النفر من قريش وهم يتحدثون، فيقطعون حديثهم. فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «ما بال أقوام يتحدثون، فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم! والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله، ولقرابتهم مني».([14])

وأخرجه الحاكم قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا محمد بن طريف البجلي ثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي سبرة النخغي عن محمد بن كعب القرظي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: كنا نلقى النفر من قريش وهم يتحدثون، فيقطعون حديثهم. فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «ما بال أقوام يتحدثون، فإذا رأوا الرجل من أهلي قطعوا حديثهم! والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله تعالى، ولقرابتي».([15])

وقال الحاكم: هذا حديث يعرف من حديث يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس فإذا حصل هذا الشاهد من حديث ابن فضيل عن الأعمش حكمنا له بالصحة.

وأما حديث يزيد بن أبي زياد: فحدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يعلى ابن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، إذا لقي قريش بعضها بعضًا لقوا بالبشاشة، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها. قال: فغضب غضبًا شديدًا، ثم قال: «والذي نفس محمد بيده، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله».([16])

وهذه متابعة من عبد الله بن الحارث لمحمد بن كعب، مع أن فيها يزيد بن أبي زياد. وهو ضعيف.

وعن المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنه قال: جاء العباس رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكأنه سمع شيئًا، فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر فقال: «من أنا»؟ فقالوا: أنت رسول الله، عليك السلام. قال: «أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. إن الله خلق الخلق، فجعلني في خيرهم فرقة، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتًا فجعلني في خيرهم بيتًا، وخيرهم نسبًا».([19])

وعن عبد الله بن الغسيل رضي الله عنه قال كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمرَّ بالعباس، فقال: «يا عم، اتبعني ببنيك». فانطلق بستة من بنيه، الفضل وعبد الله وعبيد الله وعبد الرحمن وقثم ومعبد، فأدخلهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيتًا، وغطَّاهم بشملة له سوداء مخططة بحمرة، وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي، فاسترهم من النار كما سترتهم بهذه الشملة». قال: فما بقي في البيت مدر ولا باب إلا أمَّن.([20])

4- بنو العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم:

عن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس بن عبد المطلب: «يا أبا الفضل، لا ترُمْ منزلك أنت وبنوك غدًا حتى آتيكم». فانتظروه حتى جاء بعدما أضحى، فدخل عليهم، فقال: «السلام عليكم». قال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. قال: «كيف أصبحتم»؟ قال: بخير، أحمد الله. فقال: «تقاربوا تقاربوا تقاربوا، يزحف بعضكم إلى بعض». حتى إذا أمكنوه، اشتمل عليهم بملاءته، ثم قال: «يا رب، هذا عمي وصنو أبي، وهؤلاء أهل بيتي، فاسترهم من النار، كستري إياهم بملاءتي هذه».

قال: فأمَّنت أسكفة الباب، وحوائط البيت، فقالت: آمين آمين آمين.([22])

ففي هذا الحديث: اشتمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على العباس وأولاده بملاءته ودعا لهم، كما فعل مع أهل الكساء. وقال فيهم: «هؤلاء أهل بيتي وعترتي».([23])

فهؤلاء ممن يصح أن يقال فيهم إنهم أصحاب كساء، وإنهم من عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضًا.

5- أمامة بنت أبي العاص بن الربيع([24]) رضي الله عنهما:

عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أُهديتْ له هدية فيها قلادة من جزع، فقال: «لأدفعنها إلى أحب أهلي إلي». فقالت النساء: ذهبت بها ابنة أبي قحافة.

فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمامة بنت زينب، فعلَّقها في عنقها.([25])

وعند أبي يعلى، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لأدفعنها إلى أحب أهل البيت إلي».([26])

وفي رواية الطبراني، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «والله لأضعنها في رقبة أحب أهل البيت إلي».([27])

فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمامة من أهله وأهل بيته.

6- بنو المطلب بن عبد مناف:

عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمفقلنا: يا رسول الله, أعطيت بني المطلب وتركتنا، ونحن وهم منك بمنزلة واحدة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد».

قال الليث: حدثني يونس وزاد قال جبير: ولم يقسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل.

وقال ابن إسحاق: عبد شمس وهاشم والمطلب إخوة لأم، وأمهم عاتكة بنت مرة، وكان نوفل أخاهم لأبيهم.([30]) وعنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام، وإنما نحن وهم شيء واحد». وشبك بين أصابعه.([31]) ولم يميز بين بني هاشم وبني المطلب في النسبة إليه، ولا في العطاء.

والذي نريده من سرد كل هذه الروايات التأكيد على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يحصر مفهوم أهل البيت بأصحاب الكساء، بل إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صرَّح بإدخال غيرهم في أهل البيت.

وقد اختلف الفقهاء في دخول بني المطلب في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وسأفصل الكلام في ذلك حين الكلام على الخمس كحقٍّ من حقوق أهل البيت، إن شاء الله تعالى، منعًا للتكرار.

وأما ما ورد في موالي وأتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من غير قرابته، فإنه يحمل على الاتباع وتأليف القلوب والثناء على الفعل أو فاعله، كما ورد في:

1- مارية القبطية رضي الله عنها([32]):

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كثر على مارية أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قبطي ابن عم لها، كان يزورها ويختلف إليها. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لي: «خذ هذا السيف فانطلِقْ إليه، فإن وجدتَه عندها فاقتله». فقلت: يا رسول الله، أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة لا يثنيني شيء حتى أمضي لما أرسلتني به، أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب. قال: «بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب». فأقبلتُ متوشحًا السيف، فوجدتُه عندها، فاخترطتُ السيف، فلما أقبلتُ نحوه عرف أني أريده. فأتى نخلة فرقى فيها، ثم رمى بنفسه على قفاه وشغر برجليه، فإذا هو أجبُّ أمسح، ما لَه ما للرجال قليل ولا كثير. فأغمدتُ سيفي، ثم أتيتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرتُه. فقال: «الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت».([33])

وأصل القصة عند مسلم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلًا كان يُتَّهم بأم ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: «اذهب فاضرب عنقه». فأتاه علي فإذا هو في رَكِيّ يتبرد فيها، فقال له علي: اخرج. فناوله يده فأخرجه، فإذا هو مجبوب، ليس له ذَكَرٌ. فكف علي عنه. ثم أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إنه لمجبوب، ما له ذَكَرٌ. ([34])

2- ثوبان([35]) رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا لأهله فذكر عليًّا وفاطمة وغيرهما. فقلت: يا رسول الله، من أهل البيت أنا؟ قال: «نعم، ما لم تقم على باب سدة أو تأتي أميرًا تسأله».([36])

وقال الحاكم: ومن موالي قريش ثوبان بن بجدد، أصابه السبي فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال له: «ثوبان، إن شئتَ أن تلحق مَن أنت منه فأنت منهم. وإن شئتَ أن تثْبُتَ -وأنت منا أهل البيت- على ولاء رسول الله». قال: بل أثبت على ولاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.([37])

3- واثلة بن الأسقع رضي الله عنه:

عن واثلة بن الأسقع قال: سألت عن علي في منزله. فقيل لي: ذهب يأتي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. إذ جاء. فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ودخلتُ. فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الفراش، وأجلس فاطمة عن يمينه، وعليًّا عن يساره، وحسنًا وحسينًا بين يديه، وقال: «﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب:33] اللهم هؤلاء أهلي».

قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا يا رسول الله من أهلك ؟ قال: وأنت من أهلي.

قال واثلة رضي الله عنه: إنها لمن أرجى ما أرتجي.([38])

وعنه رضي الله عنه قال: جئت أريد عليًّا رضي الله عنه فلم أجده. فقالت فاطمة رضي الله عنها: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوه. فاجلس. قال: فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فدخلا. فدخلتُ معهما. قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسنًا وحسينًا، فأجلس كل واحد منهما على فخذه، وأدنى فاطمة من حجره وزوجها، ثم لف عليهم ثوبه. وأنا منتبذ. فقال: «﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾، اللهم هؤلاء أهلي، اللهم أهلي أحق». قال واثلة: قلت: يا رسول الله، وأنا من أهلك؟ قال: «وأنت من أهلي».

قال واثلة رضي الله عنه: إنها لمن أرجى ما أرجو.([39])

وعنه رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم هؤلاء أهل بيتي».

قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا يا رسول الله من أهلك؟ قال: «وأنت من أهلي».([40])

وعنه رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا». فقلت: يا رسول الله وأنا؟ قال: وأنت.([41])

4- سلمان الفارسي رضي الله عنه:

عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده([43]): أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خَطَّ الخندق عام حرب الأحزاب حتى بلغ المذاحج، فقطع لكل عشرة أربعين ذراعًا. فاحتج المهاجرون: سلمان منا. وقالت الأنصار: سلمان منا.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سلمان منَّا أهلَ البيت».([44])

ذلك لأن سلمان رضي الله عنه كان رجلًا قويًا، فطمع كل منهم أن يكون معه.

وعن الحسين بن علي رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد! إنَّ الله يحب من أصحابك ثلاثةً، فأحِبَّهم: علي بن أبي طالب وأبو ذر والمقداد بن الأسود.

قال فأتاه جبريل فقال له: يا محمد، إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك.

وعنده أنس بن مالك فرجا أن يكون لبعض الأنصار. قال: فأراد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنهم، فهابه. فخرج فلقي أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، إني كنتُ عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آنفًا، فأتاه جبريل، فقال: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك. فرجوت أن يكون لبعض الأنصار، فهبتُه أن أسأله. فهل لك أن تدخل على نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم فتسأله؟ فقال: إني أخاف أن أسأله فلا أكون منهم، ويشمت بي قومي. ثم لقيني عمر بن الخطاب، فقال له مثل قول أبي بكر. قال: فلقي عليًّا، فقال له علي: نعم، إن كنتُ منهم فأحمد الله، وإن لم أكن منهم فحمدت الله. فدخل على نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: إن أنسًا حدثني أنه كان عندك آنفًا، وإن جبريل أتاك، فقال: يا محمد، إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك. قال: فمن هم يا نبي الله؟ قال: «أنت منهم يا علي، وعمار بن ياسر، وسيشهد معك مشاهد بيِّنٌ فضلها عظيم خيرها، وسلمان وهو منا أهل البيت، وهو ناصح، فاتخذه لنفسك».([48])

وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لسلمان الفارسي رضي الله عنه: «يا سلمان، أنت منا أهل البيت، وقد آتاك الله العلم الأول والعلم الآخِر، والكتاب الأول والكتاب الآخِر».([49])

ومختصر القول: أن الحديث ضعيف جدًا. وقد ورد من طرق أن عليًّا رضي الله عنه سئل عن سلمان رضي الله عنه، فقال علي: أدرك العلم الأول، والعلم الآخر، بحر لا ينزح قعره، هو منا أهل البيت.([50]) موقوفًا.

وورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان».([51])مختصرًا.

5- جرير بن عبد الله البجلي([52]) رضي الله عنه:

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «جرير منا أهل البيت، ظهرًا لبطن». قالها ثلاثًا.([53])

وكان كلما أعجبه صلى الله عليه وآله وسلم شخص أو خلق أو عمل أثنى وشجع عليه وقال: هو مني، أو نحو ذلك.

كما روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم».([54])

ولما استُشْهِد جُليبيب رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وآله وسلم فيه: «هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه».([55])

وفي مجلسه صلى الله عليه وآله وسلم كان كل أصحابه يرى أنه أقرب المقربين إليه، كما روى الحسن بن علي عن أبيه رضي الله عنهما في وصف أحوال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان مما قال: يعطي كل جلسائه بنصيبه، لا يحسب جليسه أنّ أحدًا أكرم عليه منه.([56]) لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان ((يعطي كل واحد من جلسائه حظه اللائق به من البِشر وطلاقة الوجه، والحفاوة والتكريم، حتى إن جليسه ليظن أنه لا أحد أكرم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منه، وذلك لما يجد من اللطف، ولين الجانب)).([57])

وأمثال ذلك كثير في سيرته صلى الله عليه وآله وسلم، يؤلف القلوب، وينشر المحبة والثقة بين الناس.

وهؤلاء المذكورون من غير قرابته صلى الله عليه وآله وسلم كلهم ليسوا من أهل البيت حقيقة، وإنما هو على التشبيه والمجاز، أو بمعنى أنهم يتخلقون بأخلاقهم.

والحقيقة أنه يمكن أن يقال: إنه لا يوجد خلاف حقيقي بين الأقوال الأول والثاني والرابع وبين القول الخامس، إذا حملنا القول الأول على إرادة المجاز والعموم، والقول الثاني والرابع على أنه للتمثيل، دون إرادة الحصر بهم.

والناظر في النصوص الواردة في حقِّ أهل البيت يجد فرقًا بين مَن كان منتسبًا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنسب وعَصَبة وأصل -مع تفاوتهم أيضًا في درجة القرابة كأصحاب الكساء وبني هاشم، وبين مَن كان منتسبًا له صلى الله عليه وآله وسلم بسبب طارئ كالأزواج باعتبار أنهن أهل بيت السكنى، فدخولهنَّ ضمن الآل ليس أصالة بل بسبب الزواج وما ترتب عليه من حقوق وواجبات، ولولا ذلك ما اعتبرن من آله، فإن كل واحدة منهن قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تُنسب إلى قومها، وعليها ما على عموم المسلمات من الأحكام، ولكن بعد زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهن تعلق بهن أحكام خاصة فتميزن عن غيرهن من النساء بسبب هذا الزواج، ومن الأسباب الطارئة عقد الولاء، فموالي أهل البيت تحرم الصدقة عليهم، كما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي رافع: «يا أبا رافع، إن الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد، إن مولى القوم من أنفسهم».([58]) وذلك حين أراد أبو رافع صلى الله عليه وآله وسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يخرج مع عمال الصدقة ليصيب ما يصيبون من الأجرة. فهل يقال إن أبا رافع من عموم أو خصوص آل البيت؟ لا، ولكن حُرِّمت عليه الصدقة بِسبب طارئ، وهو كونه مولى لأهل البيت الذين حرمت عليهم الصدقة. وبين مَن كانت نسبته إليه تشريفًا وجبرًا للقلوب كواثلة رضي الله عنه والمتقين من أمته صلى الله عليه وآله وسلم.

والموجب لهذا التفريق أن لفظة الآل جاءت في أكثر من موضع تفيد معنى يتناسب والسياق الذي وردت فيه. فتارة يقصد بالآل الشخص نفسه، وتُطلق ويُراد بها مَن حرمت عليه الصدقة، وتُطلق ويراد بها الزوجات، وغير ذلك.

والنسبة إلى أهل البيت قد تكون دائمة بالنسب، وقد تكون عارضة بالزواج، الذي قد ينتهي بالطلاق مثلًا. باستثناء أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن علاقة الزوجية بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه خاصة ودون سائر الناس تمتاز بالدوام، لأنهن يحرم عليهن الزواج بعده صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك فإنهن من أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد مماته صلى الله عليه وآله وسلم.

ويستفاد من كل ما سبق أنَّ آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينهم عموم وخصوص حسب ما اقتضته الأدلة، وأن المنتسبين إليه صلى الله عليه وآله وسلم متفاوتون بالفضل والحقوق بتفاوت القرابة منه صلى الله عليه وآله وسلم فالخصوص شاركوا العموم في الفضل والحقوق، وانفرد الخصوص من آله صلى الله عليه وآله وسلم بأشياء كثيرة فضَّلهم المولى سبحانه بها، والله ذو الفضل العظيم.

قال الفخر الرازي: آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكلّ مَن كان أمرهم إليه أشدّ وأكمل كانوا هم الآل، ولا شكّ أنّ فاطمة وعليًّا والحسن والحسين رضي الله عهنما كان التعلّق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشدّ التعلّقات. ولذلك كيف حملنا المراد بالآل وجب أن يكونوا هم أولى الناس بهذا اللقب. فإن حملنا المراد بالآل على القرابة فهم الأوْلى، وإن حملناه على الأمّة الذين قبلوا دعوته فهم أيضًا الأوْلى. فثبت على جميع التقديرات أنّهم الآل، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التّعظيم. وأمّا غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل، فمختلف فيه.([60])

وبناء على ذلك كله نجد أن الراجح أن أهل البيت يشمل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والأربعة أصحاب الكساء، وأقاربه النسبيين الصلبيين من بني هاشم على قول الأكثر من جمهور العلماء، ويضاف إليهم بنو المطلب على قول بعضهم، كما سنبين ذلك حين الكلام على حق أهل البيت في الخمس.

بقي أن نتساءل الآن عن معرفة أفراد أهل البيت اليوم؟ فنقول:

أما أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد توفين كلهن رضي الله عنهن، ولا ينقلن هذا الشرف لذريتهن.

وأما النسب إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو باق إلى قيام الساعة، وذلك يشمل ذريَّة بني هاشم، واختُلِف في ذريَّة بني المطلب، كما سنبين في مبحث الخمس من هذا البحث.

فكل مَن ثبت نسبُه إلى الذين حرمت عليهم الصدقة فهو من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا يمنعه فضائل هذا النسب الشريف المشرِّف إلا الكفر الصريح.

قال الألوسي: ((ينبغي القول بأن نفْع نسبه صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو بالنسبة للمؤمنين الذين تشرفوا به، وأما الكافر -والعياذ بالله تعالى- فلا نفع له بذلك أصلًا)).([62])

ويشهد لاستمرار شمول اسم أهل البيت لذريَّة الصحابة من أهل البيت قول زيد بن أرقم رضي الله عنه وقد سئل عن أهل البيت، فقال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس.([63])

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُحَذِّر تحذيرًا شديدًا كل مَن تسوِّل له نفسه الانتساب باطلًا إلى غير نسبه الحقيقي، عن سعد بن أبي وقاص وأبي بكرة قالا: سمعنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَن ادعى إلى غير أبيه -وهو يعلم- فالجنة عليه حرام».([64])

الحلقة السابقة هـــنا

 

([1]) النسائي: كتاب قسم الفيء:7/129، رقم:4134. ورواته ثقات، فهو عن: عمرو بن علي [ابن بحر، ثقة حافظ. مات سنة 249هـ. الثقات:8/487، تقريب التهذيب:1/741] عن يزيد بن هارون [ثقة متقن. مات سنة 206هـ. الثقات:7/632، تقريب التهذيب:2/333] عن محمد بن إسحاق [ابن يسار، إمام المغازي. صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر. مات سنة خمسين ومائة، ويقال بعدها. تقريب التهذيب:2/54] عن محمد بن علي [هو الباقر ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. ثقة فاضل. مات سنة مئة وبضع عشرة. الثقات:5/348، تقريب التهذيب:2/114] والزهري [محمد بن مسلم ابن شهاب الزهري. إمام متفق على جلالته وإتقانه. مات سنة 125هـ. الثقات:5/349، تقريب التهذيب:2/133] عن يزيد بن هرمز [ثقة. مات على رأس المئة الأولى. الثقات:5/531، تقريب التهذيب:2/333]

قوله: أيمنا: الأيم في الأصل التي لا زوج لها، بكرًا كانت أم ثيبًا، مطلقة كانت أو متوفى عنها. ويقال للرجل أيضًا أيم كالمرأة. النهاية في غريب الحديث:1/86. قوله: عائلنا: العائل:الفقير. النهاية في غريب الحديث:3/323.

قوله: غارمنا: الغارم: الذي يلتزم ما ضمنه وتكفل به ويؤديه. النهاية في غريب الحديث:3/363

([2]) مسلم، سبق تخريجه، ص90.

([4]) ابن ماجه:كتاب الفتن، باب خروج المهدي:2/1366، رقم:4082. إسناده ضعيف، فيه: يزيد بن أبي زياد الكوفي. ضعيف. سبقت ترجمته، ص55. وقد تابعه عمارة بن القعقاع عند الطبراني في الكبير:10/88 بلفظ: «إن أهل بيتي هؤلاء اختار الله لهم الآخرة، ولم يختر لهم الدنيا». وعمارة بن القعقاع: ثقة. تقريب التهذيب:1/711. وإسناده حسن. فيه: محمد بن فضيل: صدوق عارف، رمي بالتشيع. مات سنة 195هـ. تهذيب التهذيب:9/359، تقريب التهذيب:2/124

وأخرجه الطبراني في الأوسط:6/29، وفيه: صباح بن يحيى المزني: متروك متهم بالوضع. ضعفاء العقيلي:2/212، ميزان الاعتدال:2/306

وأخرجه الطبراني في الكبير:10/85، وفيه: داهر بن يحيى الرازي: متروك الحديث، ميزان الاعتدال:2/3، لسان الميزان:2/413. وابنه عبد الله بن داهر: متهم بالكذب، ميزان الاعتدال:2/416، لسان الميزان:3/282، و: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ضعيف. تهذيب التهذيب:9/268، قال في تقريب التهذيب:2/105: صدوق سيء الحفظ جدًا.

والطبراني في الكبير:10/88: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمر به الفتية من أهل بيته، فيتغير لذاك لونه. فمر به يومًا فتية من أهل بيته، فتغير لذلك لونه. فقلنا: يا رسول الله! ما نزال نرى منك ما يشق علينا، الفتية من أهل بيتك يمرون بك فيتغير لذلك لونك؟ فقال: «إن أهل بيتي هؤلاء اختار الله لهم الآخرة، ولم يختر لهم الدنيا».

([5]) الحاكم:4/511، رقم:8434، تعليق الذهبي قي التلخيص: هذا موضوع. فيه: أحمد بن محمد الرافضي: كذاب. ميزان الاعتدال:1/139، لسان الميزان:1/268.

قوله: «يواطئ»: المواطأة: الموافقة. وحقيقته كأن كلًّا منهما وطئ ما وطئه الآخر. النهاية في غريب الحديث:5/202.

ولقائل أن يقول: إنه صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك لوجود الحسن والحسين بين الفتية. على فرض صحته.

([8]) مَحْمِيّة بن جَزْء بن عبد يغوث الزبيدي رضي الله عنه، حليف بني سهم بن عمرو. قديم الإسلام من مهاجرة الحبشة، وتأخر إيابه منها. أول مشاهده المريسيع. استعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الخمس. الاستيعاب:4/1463، أسد الغابة:5/123، الإصابة:6/24

([9]) مسلم: كتاب الزكاة، باب ترك استعمال آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الصدقة:2/756، رقم:1072

([10]) مسلم، الموضع السابق.

([11]) البخاري، سبق تخريجه.

([12]) أحمد، سبق تخريجه.

([13]) الحاكم والطبراني، سبق تخريجه.

([14]) ابن ماجه: افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، فضل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه:1/50، رقم:140، وقال في مصباح الزجاجة 1/21: ((رجال إسناده ثقات. إلا أن محمد بن كعب روايته عن العباس يقال مرسلة)). محمد بن كعب القرظي: ثقة عالم. ولد سنة 40 هـ. تقريب التهذيب:2/128. فلم يلق العباس رضي الله عنه. ومما يدعم هذه الرواية رواية الحاكم الآتية، وما أخرجه أحمد في فضائل الصحابة:2/934، رقم:1793، و:2/937، رقم:1803.

([15]) الحاكم: 4/85، رقم:6960، وصحَّح إسناده.

([16]) الحاكم: 4/85، رقم:6961

([19]) الترمذي: كتاب الدعوات:5/543، رقم:3532، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.

([20]) الطبراني في الأوسط، ضعيف، سبق تخريجه، ص101، ولكنه قد يتقوى بالحديث التالي له.

([22]) الطبراني في الكبير:19/263، قال الهيثمي في مجمع الزوائد:9/438، رقم:15479: رواه الطبراني، وإسناده حسن.

قوله: «صنو»: أي: مِثْل. فتح الباري:8/374. قوله: أسكفة الباب: أي: عتبَتُه. النهاية في غريب الحديث:3/174

([23]) الطبراني في الأوسط، ضعيف، سبق تخريجه، ص101. وهو المذكور في الهامش الأول من هذه الصفحة.

([24]) أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، أمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، رضي الله عهنما. ولدت على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحبها، وربما حملها على عنقه في الصلاة. [البخاري: أبواب سترة المصلي، باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة:1/193، رقم:494، مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جواز حمل الصبيان في الصلاة:1/385، رقم:543] تزوجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة الزهراء. فلما استشهد تزوجت المغيرة بن نوفل، فولدت له يحيى، وقيل: إنها لم تلد لعلي ولا للمغيرة. توفيت عند المغيرة. الاستيعاب:4/1788، أسد الغابة:7/25، الإصابة:7/501

([25]) أحمد:6/101، رقم:24748، و:6/261، رقم:26292. وفيه: علي بن زيد، ضعيف.

قوله: جزع: الجزع: خرز فيه سواد وبياض، الواحد جزعة. النهاية في غريب الحديث:1/260، عون المعبود:1/351

([26]) أبو يعلى:7/446، رقم:4471، وحديث أبي يعلى وأحمد: ضعَّفه في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري:7/94، لضعف علي بن زيد بن جدعان، وقد سبقت ترجمته، ص58.

([27]) الطبراني في الكبير:22/442، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:9/411، رقم:15391: رواه الطبراني وأحمد باختصار وأبو يعلى، وإسناد أحمد وأبي يعلى: حسن.

وفي إسناد الطبراني: عبد الله بن محمد بن يحيى الزبيري، قال فيه أبو حاتم في الجرح والتعديل:5/158: متروك الحديث، ضعيف الحديث جدًا. وانظر: لسان الميزان:3/331.

([30]) البخاري: كتاب الخمس، باب ومن الدليل على أن الخمس للإمام:3/1143، رقم:2971

([31]) أبو داود: كتاب الخراج، باب في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى:2/162، رقم:2980، النسائي: كتاب قسم الفيء:7/130، رقم:4134. بسند كلهم ثقات، إلا محمد بن إسحاق بن يسار، إمام المغازي، فإنه صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر. مات سنة خمسين ومائة، ويقال بعدها. تقريب التهذيب:2/54

([32]) مارية بنت شمعون القبطية رضي الله عنها. مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأم ولده إبراهيم. أهداها المقوقس القبطي صاحب مصر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. توفيت سنة 16للهجرة، ودفنت في البقيع. الاستيعاب:4/1912، أسد الغابة:7/282، الإصابة:8/111

([33]) حلية الأولياء:3/177، وقال: هذا غريب لا يعرف مسندًا بهذا السياق إلا من حديث محمد بن إسحاق. كنز العمال:4/454، رقم:13593، وقال ابن حجر: إسناده حسن. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 4/602، رقم:7732، رواه البزار:2/237، رقم:634، وفيه: ابن إسحاق، وهو مدلس ولكنه ثقة، وبقية رجاله ثقات. وقد أخرجه الضياء:2/353، رقم:735، في أحاديثه المختارة على الصحيح. السلسلة الصحيحة للألباني:4/403: ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في التاريخ الكبير:1/177، وصرح البخاري بتحديث ابن إسحاق، فزالت شبهة تدليسه، وسائر رجاله ثقات، فهو إسناد متصل جيد.

قوله: شغر: يقال شغر الكلب إذا رفع رجله ليبول. شرح مسلم للنووي:9/200

([34]) مسلم: كتاب التوبة، باب براءة حرم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الريبة:4/2139، رقم:2771.

قوله: ركي: أي: بئر. شرح مسلم للنووي:17/118

([35]) ثوبان بن بَجْدُد مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أصابه سبي فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأعتقه. لازم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى وفاته. ثم خرج إلى الشام إلى أن توفي في حمص، سنة 54هـ. عن ثوبان قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن تكفَّل لي أن لا يسأل الناس شيئًا، وأتكفل له بالجنة». فقال ثوبان: أنا. فكان لا يسأل أحدًا شيئًا. [أبو داود: كتاب الزكاة، باب كراهية المسألة:1/516، رقم:1643]. الاستيعاب:1/218، أسد الغابة:1/366، الإصابة:1/413. وفي تاريخ دمشق:11/174: قال معمر: وبلغني أن عائشة كانت تقول: تعاهدوا ثوبان، فإنه لا يسأل أحدًا شيئًا. فكان يسقط منه العصا والسوط فما يسأل أحدًا أن يناوله إياه حتى ينزل فيأخذه.

([36]) أحمد في فضائل الصحابة:2/634، رقم:1080، وحلية الأولياء:1/180، والطبراني في الأوسط:3/98. قال الهيثمي في مجمع الزوائد:9/273، رقم:15018: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات. تاريخ دمشق:11/172

([37]) الحاكم:3/547، رقم:6036، بإسناد معضل، تاريخ دمشق:11/171.

([38]) صحيح ابن حبان:15/432، رقم:6976، بإسناد كله ثقات، وصححه البيهقي، كما في الرواية التالية.

([39]) الطبراني في الكبير:22/66، السنن الكبرى للبيهقي:2/152، وقال: هذا إسناد صحيح.

([40]) موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان:7/203، رقم:2245، كنز العمال:13/603، رقم:37544، ونسبه لابن أبي شيبة.

([41]) الطبراني في الكبير:3/55.

([43]) عمرو بن عوف بن زيد، أبو عبد الله المزني رضي الله عنه. قديم الإسلام، يقال: إنه قدم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة. ويقال: إن أول مشاهده الخندق. أحد البكائين في غزوة تبوك. توفي بالمدينة آخر خلافة معاوية. الاستيعاب:3/1196، أسد الغابة:42/275، الإصابة:4/666

([44]) الحاكم: 3/692، رقم:6541، تعليق الذهبي في التلخيص: سنده ضعيف. الطبراني في الكبير:6/212، طبقات ابن سعد:4/82، ابن عساكر:21/408. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 6/189، رقم:10137، فيه: كثير بن عبد الله المزني، ضعَّفه الجمهور، وحسَّن الترمذي حديثه، وبقية رجاله ثقات. قال في تقريب التهذيب:1/460: ضعيف، أفرط مَن نسبه إلى الكذب.

([48]) أبو يعلى:12/142، رقم:6772. وقال في مجمع الزوائد:9/154، رقم:14688، و 9/155، رقم:14689: فيه: النضر بن حميد الكندي: متروك. ميزان الاعتدال:4/256، لسان الميزان:6/159. وفيه: سعد الإسكاف، وهو ابن طريف: متروك. قال ابن حبان في المجروحين:1/357: كان يضع الحديث على الفور. ميزان الاعتدال:2/122، تقريب التهذيب:1/344

([49]) الطبراني في الكبير:5/220، فيه: عبد المؤمن بن عباد بن عمرو العبدي، ضعَّفه ابن حبان. وقال البخاري: لا يتابع على حديثه. ميزان الاعتدال:2/670، الضعفاء للذهبي:1/401. وفيه: رجل من قريش، مبهم. وفيه: يزيد بن معن، مجهول الحال. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:9/238، رقم: 14925، وقال: رواه الطبراني والبزار. وفي إسنادهما مَن لم أعرفهم. وكنز العمال:9/167، رقم:25555: قال السيوطي: هذا الحديث أخرجه جماعة من الأئمة كالبغوي، والطبراني في معجميهما، والباوردي في المعرفة، وابن عدي، وكان في نفسي شيء ثم رأيت أبا أحمد الحاكم في الكنى نقل عن البخاري أنه قال حدثنا حسان بن حسان حدثنا إبراهيم بن بشير أبو عمرو عن يحيى بن معن حدثني إبراهيم القرشي عن سعد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى به وقال هذا إسناد مجهول لا يتابع عليه ولا يعرف سماع بعضهم من بعض. وحكم عليه الذهبي في سير أعلام النبلاء:1/142 بأنه موضوع.

([50]) نسبة علي لسلمان أنه من أهل البيت رضي الله عهنما جميعًا، ذكرها كثيرون منهم: ابن أبي شيبة في مصنفه:12/148، رقم:32996، الطبراني في الكبير: 5/220، و:6/213، طبقات ابن سعد:2/346، تاريخ دمشق:21/413، و:32/61، كنز العمال:13/160، رقم:36492، و:13/254، رقم:36754، الضياء:2/22، رقم:494.

([51]) الترمذي: كتاب المناقب، باب مناقب سلمان الفارسي رضي الله عنه:5/667، رقم:3797، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح. وفيه: سفيان بن وكيع بن الجراح، كان صدوقًا إلا أنه ابتلي بورَّاقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنُصِح، فلم يَقبل، فسقط حديثه. تقريب التهذيب:1/372.

وفيه: أبو ربيعة الإيادي، مقبول. قيل: اسمه: عمر بن ربيعة. تقريب التهذيب:2/397. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، الجرح والتعديل:6/109، ميزان الاعتدال:3/196

([52]) جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه. أسلم في العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال: ما حجبني النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ أسلمتُ، ولا رآني إلا تبسَّمَ في وجهي. ولقد شكوتُ إليه أني لا أثبتُ على الخيل، فضرب بيده في صدري، وقال: «اللهم ثبِّتْه، واجعله هاديًا ومهديًّا». [البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب مَن لا يثبت على الخيل:3/1104، رقم:2871، مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل جرير بن عبد الله رضي الله عنه:4/1925، رقم:2475]. بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليهدم بعض الأصنام في اليمن. توفي سنة أربع وخمسين، وقيل: إحدى وخمسين للهجرة. الاستيعاب:1/336، أسد الغابة:1/409، الإصابة:1/475

([53]) الطبراني في الكبير:2/291، الآحاد والمثاني، لابن أبي عاصم:4/358، رقم:2524، ابن عدي في الكامل:1/388، وقال: وأبان هذا عزيز الحديث عزيز الروايات، ولم أجد له حديثا منكر المتن فأذكره، وأرجو أنه لا بأس به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:9/623، رقم:16000: رواه الطبراني، وأبو بكر بن حفص لم يدرك عليًّا، وسليمان بن إبراهيم بن جرير لم أجد مَن وثقه، وبقية رجاله ثقات.

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:2/534: هذا منكر. وصوابه من قول علي رضي الله عنه.

([54]) البخاري: كتاب الشركة، باب الشركة في الطعام والنهد والعروض:2/880، رقم: 2354، مسلم: فضائل الصحابة، باب فضائل الأشعريين:4/1944، رقم:2500.

قوله: «أرملوا»: أي: نفد زادهم، كأنهم لصقوا بالرمل من القلة. فتح الباري:5/130.

قوله: «فهم مني وأنا منهم» كقوله الآتي: «هذا مني وأنا منه»: معناه: المبالغة في اتحاد طريقتهما واتفاقهما في طاعة الله تعالى. شرح مسلم للنووي:16/26

([55]) مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل جليبيب رضي الله عنه:4/1918، رقم:2472 وفيه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد انتهاء

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين