أن أرى كلاكما ملتزما فذاك حلمي

 

أثق في الكثير من قدراتك الذكية و الأخلاقية فاصنع الحدث و لا تتردد في الإقدام إلى طرق أبواب الأمل..هي أصلا مفتوحة لك من زمان ، فلا تخشى أن يرد طرقك أحد.

حتى لو كل متنك ثم كل متنك ثم كل متنك في أن تطرق أبواب خلانك ليشاركوك فيما بنيته في مخيلتك و خططت له من سنوات ، لا تفشل و لا تترك للانتكاسة سبيلا إلى قلبك الحي 

لأنك في نظري أقوى بكثير مما أتصور..

أفتخر بك أنك مسلم و أفتخر بك أنك مسلمة ، فذاك شيمتي في الاعتزاز بانتمائك لأرقى الأديان ..أعتز بقوة شخصية كلاكما في أن كل واحد رسم طريقه على النهج الذي تركه فينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم..

و لكن ، دلائل الضياع كثيرة و صامتة و هذا ما يجعلني أخشى عليك من إتباع بريق التكنولوجيا الخادعة..لكني أثق في حنكتك انك ستأخذ ما يخدم مبادئك و ثبات القيم المغروسة فيك منذ نشأت على رغيف ساخن بطعم الحلال الطيب..

فنون الغناء و اللهو متلونة و صاخبة و هذا ما يبعث في نفسي اضطرابا في أن يشوش على حدة الرؤية في عينيك إلى كل ما يحيط بك فتتيه في التمييز بين الخلان لتنتقي الأحسن منهم  فان عزمت على ذلك ، فاختر المعين و لا تختر الساحب فيأخذك إلى مغبة النسيان من أن الأصالة كامنة بداخلك فلا تقتل فيها نبض التاصيل باختيارك الغير مورزن..

 

و استحضر قول الشاعر في ذلك :

و ليس أخوك الدائم العهد بالذي        يسوءك إن ولى و يرضيك مقبلا

و لكن أخوك النائي ما دمت آمنا       و صاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا

 

و من واجهة أخرى حيث أنواع الألبسة الحديثة و المستحدثة و لست أرى الجديد منها يوافق كيانك المسلم ، لذلك ألبس نفسك لباس الانتظام و الصرامة في انك بالإسلام تتباهى و لا ترتدي أثوابا تغير شكل الجمال فيك فتصبح في نظري إمعة ، بل اختر أو خط لنفسك ما يليق بمشيتك ووقارك في أن ترتفع و تسمو بذوقك و اختيارك و الذي لست أشك في انه أكثر من رائع ، و لكن بشرط أن  تكون بذلتك أنيقة على مقاس هويتك و تسريحة شعرك هي نفسها لم تغيرها ، و لما يكون حجابك أختي طويلا يستر الجمال فيك فتكون العفة و الحشمة عنوان التأمل في كتاباتي ، حتى و أنت تسيرين من أمامي بمشية الاتزان لا هي بالخيلاء و لا بالمائلة فذاك الوقار في بصمته..و ما أحلاك و أنا أرى فيك نموذج الحفيدات الصالحات يسرن على الخطى و بعزيمة..انه حلمي دائما بل مناي  أختي..

فأن تعتزلي مجالس اللهو و اللغو إلى قراءة كتاب أو مصحف فذاك مكسبك في أن تربحي وقتك الذي كان سيضيع هباءا في ما لا يجدي نفعا ، فاستعدي لكسب الأجر و أنت في الحافلة أو في قاعة انتظار أو في السيارة لما تتعطل حركة المرور ، فكوني في ذكائك سلسة في التسبيح و الاستغفار حتى لا تقلقي و لا تتوتري من ضغوطات الحياة...

أختي الحبيبة ، اجعلي من ضحكك ما كان مستحسنا و لا ترفعي صوتك عاليا حتى لا تلفتي الأنظار إليك فتصبحين محل مساءلة عن سبب هذا الإفراط فيما يميت القلب ..

أختي العزيزة ، كوني شعلة متقدة في العلم ، فذاك سلاحك و مصدر إلهامك في الإبداع في شتى المجالات ، فلو غدوت طبيبة ، استحسنت من بناء حواء أن تعالج عندك و إن كنت معلمة أرتاح لتلاميذنا نهج مبادئ اللغة على منهجية إصرارك في تلقين المبادئ و القيم ، و لو غدوت كاتبة ، صوني الوديعة في تبجيل ما للإسلام ينتمي..

 

خذ من الدهر ما كفى       و من العيش ما صفا

لا تلحن بالبكــــــــاء        على منزل عفـــــــا

 

لا تغضب ، ولا تغضبي لأتفه الأسباب إلا ما كان فيه مساس لثوابتك و التزامك، ثقل العقل بالنسبة لي أفضل من ثقل الجيب من المال و المحمل من الأشياء ، لأنه بدون نضج العقل لن تنفع كثرة المكاسب و النجاح و التفوق ، فالعقل إن زان شيئا زينه و الاستخفاف و التهور إن صان شيئا أفقده نكهته و جماله ، لذلك ، العقل الواعي هو الموصل للحقائق الصحيحة بصحة أقواك و أفعالك ، فذاك مكمل للآخر دون أن  يأخذك ذلك للغرور آو الاحتقار  فتفقدين ما كسبت في لحظة جنون.

إذا كنت تغضب من غير ذنب     و تعتب من غير جرم عليا

طلبت رضاك فان عزني           عددتك ميتا و إن كنت حيا

قنعت و إن كنت ذا حاجة          فأصبحت من أكثر الناس شيا

فلا تعجبن بما في يديك            فأكثر منه الذي في يديــــــا

 

هي حكايتي معك بصدق  ، فأتمنى أن تكون على قدر أهل العزم لتأتي العزائم و على قدر أهل الكرم لتأتي المكارم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يباهي بنا الأمم ، إذا فلنكن خير أمة أخرجت للناس..و لطالما كانت نيتك أن تكون كذلك ، فذالك حلمي في أن أراك منتصرا على النفس و الهوى و الشيطان و أخيرا على العدو..

بارك الله فيك و لك ، و أسعدني الله في رفقة أهل الخير لسماع الخير عنك أخي و أختي في الإسلام ...

 

من أختكم المحبة للخير ...

?

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين