أنا من حلب!!

طفل من حلب.

لا أملك إلا البكا!!

فما أنا إلا طفل! بسيط..يُحب الحلوى والَّلعٍب.

لا أعرف ما يدور حولي.أتساءل كيف ومتى وما السبب ؟

أين أمي وأبي أين أختي حبيبتي .أين عروستي أين اللُّعب!!

أين سريري أين وسادتي وأين بيتي في حلب ؟

جـــــــــــــــــائع أنا،فأين أمي لتُطعمني وتضمني بين أحضانها

كم حكت لي عن قصة ثَورٍ أبيضا أكله الأسد

لمَّا تخلى عنه إخوته ولا عجب .

أين أبي؟ كم قد حكي لي عن طفل بغداد وحماه وغزة والنقب.

وما نالهم من الأذى والكُرب.

جريـــــــــــــح أنا فأين أنت أبي لتحملني من بين الركام والترب.

فالرعب والخوف من حولي أبي. قتل ودمار وصراخ ولهب .

على الكرسي جالس انتظر. لا استطيع البكا .فما عاد لدي دمع ينسكب!

جالس في ذهول والموت من حولي! فالخطب أنساني التعب .

من أنا لكي يفعل بي هكذا ؟ أنــــــــــــــا.أنا طفل.من حلب..

نعم طفل أنا .لكن جريمتي أني لست من الغرب. ولكن من حلب.

أصبحت وحيدا.وعني تخلى المسلمون وحكام العرب.

لن أشتم أحدا، ولن أسُب .

صابرٌ هنا بألمي فأبي علمني الأدب.

أين الضمير. يا أمة المليار والآلاف أم أنَّ ضميركم قد ذهب.

تركتموني وحيدا.بين نار روسيا وجزار ألد اُحرَقُ كالحطب.

ابحث على بقايا طعام فلا أجد.إلا براميل اللهب.

طفل أنــــــــــــــــا.أنا من حلب

حقا فبطنُ البحر ارحم عندي من سكوتكم .

أمواجه تلقفتني بدلا من حضن أمي ورمتني عند المغْتَصِب.

لا تقلقوا .

فسيعطونني حلوى ولُعب.كي أنسى إسلامي وعروبتي وأغترب.

أجيبوني حتى متى ؟ وأين أمتي .أين الغضب ؟

وأين غضبة الحق في علماءها بل أين النُخب؟

طفل أنــــــــــــــــا.أنا من حلب

واثق أني ناديت ميتا فلن يحرككم صراخي ولا كل الخُطب.

فبطونكم ملئ ، تهيمون بين لهو ولعب وطرب . ولا يعيركم عرض أختي المُغْتَصّب.

فقد رضي عنكم بيتكم الأبيض!! ونال منكم كل ما طلب..

أتحسبون أنكم آمنون كلا، فالذلُ موعدكم والدور آت عليكم

أراه  نعم أراه رأي العين قد اقترب .

إلى الله المشتكي! و حسبي الله فيكم وكفى.

إن بدَّلوا دين أخي فأنتم. أنتم السبب .

طفل أنــــــــــــا .أنا من حلب

اشكوا إلى الله قلة حيلتي.وجراحَ أمةٍ جسدها الدامي قد تعب .

فيارب أحفظ علي ديني.دعوتك فلنعم المجيب أنت لطفل.من فضل جودك قد طلب .

وعن أهله وترابه وعن طفولته اغترب . لكني بإذن ربي قادم.. عائد.. قائد.

رجل أنــــــــــــــا .أنا من حلب.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين