تكثر الأمور المرعبة في المجتمعات
المسلمة وخاصة عند الشرود عن أحكام الله تعالى، فتجد مثل هذه الأمور تنتشر دون
نكير وكأنها لا علاقة بالشرع ولا بالدين.
فمن هذه الأمور أمران ظاهران وصارا
يسيران في الناس مسير الأمثال دون أن يتوقف عندهما عموم الناس بله أهل العلم، وصار
هذان الأمران عادة عند الناس يزاولنهما من غير نكير ظاهر.
الأمر الأول: جاء في كتاب الله
تعالى: (إذا
نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) (الجمعة: 9)
فهذا نص صريح على وجوب الذهاب لأداء هذه الصلاة وعدم الانشغال بأي شيء في هذا
الوقت.
وهذه الآية صريحة في بيان حرمة
البيع والشراء عند أذان الجمعة "الأذان الثاني" وإن تعجب فعجب ما تراه
في كثير من بلدان المسلمين، حيث ترى الناس وقت خطبة الجمعة يتبايعون وكأنهم في غير
الجمعة، وترى الناس في سياراتهم يطوفون بها دون مراعاة لصلاة الجمعة، فأين أحكام
القرآن عن عموم الناس، والله لكأن أحكام القرآن في غاية البعد عن الناس، وأنها من
قبيل المعلومات الثقافية التي لا تلزم الناس بشيء سوى العلم بها للأسف.
والأمر الثاني: ما نجده في كثير من
مجتمعات المسلمين، حين يذهبون بالأموات إلى المساجد للصلاة عليهم، فيدخل كثير من
الناس للصلاة ويقف بعض الناس خصوصا من أقارب الموتى على باب المسجد ولا يدخلون
لصلاة الفريضة ولا لصلاة الجنازة، والموت هو الواعظ الصامت الذي سماه الله تعالى
مصيبة، ومع كل هذا ترى مثل هذا الفعل القبيح، فإذا كان الموت لم يعظ هؤلاء الناس
فبأي شيء يوعظون، تلك مصيبة فوق المصائب التي تعاني منها مجتمعات المسلمين.
وكل ما سبق سببه غفلة الناس عن فريضة غائبة عنهم وفي كل حياتهم، تلك الفريضة هي تدبر القرآن، هذه الفريضة التي فرضها الله على المسلمين جميعا تكاد تغيب عنهم جميعا، لأن هذه الفريضة يترتب عليها عمل الناس، والناس تريد أن تتنصل منها، لأنها تريد دينا بلا تكاليف، دينا أشبه بما يجري في الكنائس والمعابد، ذلك الدين الذي لا يتدخل في حياة الناس، فمتى نفيق من هذا البلاء الذي أوقعنا في هذه المصائب.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول