تقع تركستان الشرقية في مناطق شرق آسيا الوسطى وتعتبر هذه المنطقة هي الموطن الأصلي للأتراك والتي ترجع إليها أصولهم، تحد تركستان الشرقية من الشمال الشرقي منغوليا وتحدها من الشرق الصين وتحدها كازخستان وطاجكستان شمالًا وغربًا ومن الجنوب الهند وباكستان والتبت وكشمير، وتبلغ مساحتها 1.660(مليون كم2) إذ تشكل مساحتها خمس مساحة الصين ويقدر العدد الحالي للسكان المسلمين (18 _20) مليون نسمة منهم ما يمثل حوالي (90 _ 95) % من سكان بعض المدن التركستانية.
في أغسطس/آب الماضي أعربت الأمم المتحدة عن بالغ قلقها، من التقارير التي تتحدث عن اعتقال الصين ما يصل إلى مليون شخص من الإيغور في داخل معسكرات خاصة في شينجيانغ بغرب الصين!
وبدل من وجود دعم عربي وإسلامي لهم، نجد دول كمصر التي تعتبر أحد الدول المشتركة في مبادرة الحزام والطريق، قدمت المساعدة للصين في حملتها ضد الإيغور!
ففي صيف العام الماضي ، بحسب ما أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش، احتجزت مصر العشرات من طلاب الإيغور بلا سبب معلن، ومنعتهم من إجراء أية اتصالات بعائلاتهم أو بالمحامين، ومنعت إلتحاقهم بالأزهر الشريف لدراسة العلوم الإسلامية!
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز فقد رحّلت القاهرة – في نفس الفترة – ما لا يقل عن 12 شخصًا من الإيغور إلى الصين.
وقال بيتر إيروين وهو مدير البرامج في مؤتمر الإيغور العالمي في حديث لصحيفة بيزنس إنسايدر:
أننا “كنا ننتظر – أغلب الظن – أن نشاهد الدول المسلمة تسارع لتقديم الدعم تلقائيا للإيغور وتوجيه النقد اللصين، لكن على عكس توقعاتنا لم نشاهد أي رد فعل منها، ولم نعد ننتظره مع ما نراه من طموحات الصين الاقتصادية التي تتجلى في مبادة الحزام والطريق، بغض النظر عن نجاح المشروع أو فشله”.
وقد تمكنت الحكومة الصينية من تبرير وجود معسكرات لمحو الهوية الثقافية للإيغور وممارسة الإجراءات القمعية المختلفة بحجة وجود الإرهاب!
ومن القرارات التي صدرت أيضا بحق الإيغور بحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الصين حظرت ارتداء البرقع والنقاب، وإطلاق اللحى “بطريقة غير عادية” في إقليم ذات أغلبية مسلمة، فيما تزعم أنها “حملة ضد التطرف الديني”!
وفي هذا العام أعلنت السلطات المحلية في تركستان الشرقية أنها حظرت قائمة أسماء إسلامية، مكونة من 29 اسما، تمنع بموجبها الأسر من إطلاق أسماء مثل “محمد” و”قرآن” على أطفالهم حديثي الولادة، وأضاف البيان أن “الأطفال حديثي الولادة، والذين سيحملون هذه الأسماء، سيتم منعهم من الحصول على الرعاية الصحية الممولة من الحكومة، ومن التعليم”، وأوضح أن “الحظر شمل أسماء ترتبط بالدين الإسلامي مثل: محمد، إسلام، قرآن، جهاد، مدينة، مكة وغيرها.”
حقيقة الصراع
يرجع الفضل لله ثم للقائد الفاتح قتيبة بن مسلم الباهلي الذي فتح بعض تلك البلاد ووطّد فيها الإسلام حيث فتحت مدينة كاشغر (وهي تعتبر من أكبر مدن تركستان) وكان ذلك عام (96 للهجرة) في عهد الدولة الأموية.
وفي عام (323 للهجرة) دخل في الإسلام السلطان ستوق بوغراخان (وهو رئيس الإمبراطورية القاراخانية) فكان نتيجة ذلك أن دخل في الإسلام ما يقارب المليون نسمة تقريبا فأصبح الدين الإسلامي هو الدين السائد والرسمي لتركستان الشرقية فارتقت البلاد في النواحي الحضارية تحت هذا الحكم حيث ضربت النقود باسم هارون بوغراخان (وهو أحد أحفاد السلطان ستوق بوغراخان) [١] وكتبت اللغة التركستانية واللهجة الأيغورية لأول مرة بالحرف العربي.
وفي العام (1760 ميلادي) حدث أول احتلال للصين تركستان الشرقية وفي العام (1949 ميلادي) احتلّت الصين تركستان بعد مجازر دموية ضد المسلمين ففي عام (1952 ميلادي) أعدمت الصين 120 ألف شخص في تركستان الشرقية، معظمهم من علماء الشريعة، ذكر ذلك برهان شهيدي والي تركستان الشرقية ذلك الوقت.
ويتحدث الأستاذ أحمد سلامة عن مأساة المسلمين في تركستان الشرقية فيقول:
إن شوارع تركستان الشرقية مليئة بالجنود الصينيين يَجوبونها وفي أيديهم السلاح ومعهم الأمر بإطلاق النار، وكل يوم يتمُّ جلب ملْء قطار من الصينيين المشرَّدين بهدف توطينهم في تركستان الشرقية، والهوية التركية الإيغورية المسلمة تُناضل من أجل بقائها في وجه الضغط والظلم والخوف والآلام والمعاناة والمذابح التي تتعرَّض لها في وطنها الأصلي، وفي النهاية لقد فقد حتى الآن 60 مليون تركيٍّ مسلم حياته في تركستان الشرقية على يد الاحتلال الصيني، ذلك العدد الذي يمثل عشرة أضعاف الشهداء في البوسنة والعراق وأفغانستان والشيشان وفلسطين.
منقول بتصرف من مجموعة من التقارير
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول