{ إلى التي انتظرتني طويلاً، ثم لم يُكتب لنا اللقاء }
إلى ……………………….أمي!!
طـرقـتُ بابك، لا حسُّ ولا خبرُ * ولا حـبـيب على الأشواق ينتظرُ
ولا عـيـون لـطـول البعد أرّقَها * سـهـد، ولـوَّحَ في أحداقها السهرُ
قـد كـان صـوتُكِ يأتيني، فألثمه * لـثـم البراعيم ظمأى شاقها المطرُ
مـا زلت بالباب يا أمي- أدافعهُ * ولـم يـزل فـيـه من أشواقنا أثرُ
طـفـل أنـا، لم تزل عيناه دامعةً * ولـم يـزل قـلـبه للحزن ينفطرُ
فـالذكرياتُ، وإن ناءت - تؤرقني * وتـستثير الجوى في روحي الذِّكَرُ
فـي كـل زاويـة ألـقى لها أثراً * فـي كـل أشـيـائها تبدو وتستترُ
فـي عتبة الباب في أحجار قنطرة * فـي الياسمين، وفي الحناء يزدهرُ
فـي ساحة الدار في ليمونة عبقت * بـزهـرها الأبيض الفواح ينتشرُ
في مصعد المنزل المهجور من زمنٍ, * وهـاتـفٍ, صامت يصغي، وينتظرُ
وفـي الرٌّكيعات عند الفجر ألمحها * فـصوت إبريقها يصحو كما الفجرُ
وفـي زخـارف ثوب عند مشجبها * وفـي رفـوف أوان زانها الصورُ
أمـي نـشيدي، وأمي نبض قافيتي * يـضـمها الشوق في قلبي فيستعرُ
أقـول: غابت، ستأتي مثلما وعدت * كـم ذا تـغـيب إذن؟ إني لمنتظرُ
أمي! أتيتُ، أليس اليوم- موعدنا * أم أن مـوعـدنا يا أمي- الحشرُ
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول