أفضل الكلام وأحبه إلى الله -8-

 

 

(ثانيًا)

الحمد لله (2/6)

 

(8)

سبحان الله والحمد لله 

 

عن أبي مالكٍ الأشعريِّ قال: 

 

قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "الطُّهورُ شَطرُ الإيمان، والحمدُ للهِ تملأُ الميزان، وسبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تملآنِ - أو تملأُ - ما بينَ السماواتِ والأرضِ، والصلاةُ نورٌ، والصدقةُ برهانٌ، والصبرُ ضياءٌ، والقرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليكَ. كلُّ الناسِ يَغدو، فبايعٌ نفسَهُ، فمُعتِقُها أو مُوبِقُها".

 

صحيح مسلم (223).

 

الطهورُ شطرُ الإيمان: قيل: المرادُ بالإيمانِ هنا الصلاة، كما قالَ الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [سورة البقرة: 143]. والطهارةُ شرطٌ في صحةِ الصلاة، فصارتْ كالشطر. وليس يلزمُ في الشطرِ أن يكونَ نصفًا حقيقيًّا.

والصلاةُ نور: معناهُ أنها تمنعُ من المعاصي، وتنهَى عن الفحشاءِ والمنكر، وتَهدي إلى الصواب، كما أن النورَ يُستضاء به .

والصدقةُ برهان: معناهُ الصدقةُ حجَّةٌ على إيمانِ فاعلِها.

والصبرُ ضياء: المرادُ أن الصبرَ محمود، ولا يزالُ صاحبهُ مستضيئًا، مهتديًا، مستمرًّا على الصواب( ).

 

(9)

كيف تتساقط الذنوب؟

 

عن أنس:

 

أن رسولَ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بشجرةٍ يابسةِ الورَقِ، فضرَبَها بعصاه، فتَناثرَ الورَقُ، فقال: "إن: الحمدُ للهِ، وسبحانَ اللهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، لتُسَاقِطُ مِن ذُنوبِ العبدِ كما تَسَاقَطَ وَرَقُ هذه الشجرة".

 

سنن الترمذي (3533) وقال: حديثٌ غريب. وحسَّنهُ في صحيح الجامع الصغير (1601).

 

ذكرَ الطيبي أن هذه الكلماتِ كلَّها بالنصبِ على اسمِ (إنَّ)، وخبرها "لتُساقط"( ). 

وقد ضبطتُ الكلماتِ من المصدرين السابقين.

 

(10)

سبحان الله وتبارك الله

 

عن علي بن أبي طالب رضيَ الله عنه قال:

 

علَّمني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا نزلَ بي كَرْبٌ أن أقول: "لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سُبحانَ اللهِ وتباركَ اللهُ ربُّ العرشِ العظيم، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين".

 

مسند أحمد (701) وقال الشيخ شعيب: حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، المستدرك على الصحيحين (1873) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. واللفظُ للأول.

 

قالَ الحسن البصريُّ رحمَهُ الله: أرسلَ إليَّ الحجّاج، فقلتهن، فقال: والله لقد أرسلتُ إليكَ وأنا أريدُ أن أقتلك، فلأنتَ اليومَ أحبُّ إليَّ من كذا وكذا. وزادَ في لفظ: فسَلْ حاجتك( ).

 

(11)

ما يحب وما يكره

 

عن عائشةَ قالت:

 

كانَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ إذا رأى ما يحبُّ قال: "الحمدُ لله الذي بنعمتهِ تتمُّ الصالحات"، وإذا رأى ما يَكرهُ قال: "الحمدُ لله على كلِّ حال".

 

سنن ابن ماجه (3803)، المستدرك على الصحيحين (1840) وقال: حديثٌ صحيحُ الإسنادِ ولم يخرجاه. وصححه في صحيح الجامع الصغير (4727).

 

(12)

المعافاة

 

عن عائشةَ قالت:

 

كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول: "اللهمَّ عافِني في جسدي، وعافِني في بصري، واجعلهُ الوارثَ مني، لا إله إلا الله الحليمُ الكريم، سُبحان الله ربِّ العرشِ العظيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين".

 

مسند أبي يعلى (4690)، وذكرَ الشيخ حسين أسد أن رجالهُ ثقات.

 

اللهمَّ عافِني في جسدي وعافِني في بصري، المعنى: احفظهما من جميعِ الأسقامِ والأمراض. 

واجعلهُ الوارثَ مني، قال الجزري في النهاية: أي ابقِ البصرَ صحيحًا سليمًا إلى أن أموت. 

لا إله إلا الله الحليم: أي الذي لا يعجِّلُ بالعقوبة، فلا يعاجِلُ بنقمتهِ على من قصَّرَ في طاعته. 

الكريم: هو الجوادُ المعطي الذي لا يَنفَدُ عطاؤه، وهو الكريمُ المطلَق( ).

 

(13)

سبحان الله رب العالمين

 

عن سعد بنِ أبي وقّاص قال:

 

جاءَ أعرابيٌّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: علِّمْني كلامًا أقولُه. 

قال: "قُل: لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، سبحانَ اللهِ ربِّ العالَمِين، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العزيزِ الحكيم". 

قال: فهؤلاءِ لربِّي، فما لي؟ 

قال: "قُل: اللهمَّ اغفرْ لي وارحمْني واهدِني وارزقْني".

 

صحيح مسلم (2696).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين