أفضل الكلام وأحبه إلى الله -4-

 

سبحان الله (4/6)

 

 

(22)

دعاء مقبول

 

عن عُبادةَ بنِ الصامت:

 

عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "مَن تَعَارَّ مِن الليلِ فقال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ المـُلْكُ ولهُ الحمدُ، وهو على كلِّ شيٍء قديرٌ، الحمدُ للهِ، وسُبحانَ اللهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، ثم قال: اللهمَّ اغفرْ لي، أو دعا، استُجِيبَ له، فإنْ توضَّأَ وصلَّى، قُبِلَتْ صلاتُه".

 

صحيح البخاري (1103).

 

تعارَّ من الليل: استيقظ، ولا يكونُ إلا يقظةً مع كلام( ).

أي: انتبهَ بصوتٍ من استغفارٍ أو تسبيحٍ أو غيرهما. وقوله: فقال حين يستيقظ: لا إله إلا الله، الخ: تفسيرٌ له. وإنما يوجدُ ذلك لمن تعوَّدَ الذكرَ حتى صارَ حديثَ نفسه، في نومهِ ويقظته( ).

 

(23)

المؤمن لا ينجس

 

عن أبي هريرةَ قال:

 

لقِيَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا جُنُب، فأخذَ بيدي، فمَشَيتُ معه حتى قعد، فانسَلَلتُ، فأتيتُ الرَّحْلَ، فاغتسَلتُ، ثم جئتُ وهو قاعدٌ، فقال: "أين كنتَ يا أبا هِرّ"؟ فقلتُ له، فقال: "سُبحانَ اللهِ يا أبا هِرّ! إنَّ المؤمنَ لا يَنجُس".

 

صحيح البخاري (281) واللفظُ له، صحيح مسلم (371).

 

انسلَّ: ذهبَ في خفية.

ذكرَ الإمامُ النوويُّ أن هذا الحديثَ أصلٌ عظيمٌ في طهارةِ المسلم، حيًّا وميِّتًا، وأن حكمَ الكافرِ في الطهارةِ والنجاسةِ حكمُ المسلم.

 وفي الحديثِ استحبابُ احترامِ أهلِ الفضل، وأن يوقِّرَهم جليسُهم ومُصاحِبُهم، فيكونُ على أكملِ الهيئاتِ وأحسنِ الصفات.

وفيه أيضًا من الآداب: أن العالمَ إذا رأى مِن تابعهِ أمرًا يخافُ عليه فيه خلافُ الصواب، سألَهُ عنه، وقالَ له صوابه، وبيَّنَ له حكمه. والله أعلم( ).

 

(24)

تطهر المرأة

 

عن عائشة:

 

أن امرأةً سألتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن غُسلِها مِنَ المـَحيض، فأمرها كيف تَغتَسِل، قال: "خُذي فِرصَةً مِن مِسْكٍ فتَطَهَّري بها". 

قالت: كيف أتَطَهَّرُ؟ 

قال: "تَطَهَّري بها". 

قالت: كيف؟ 

قال: "سُبحانَ اللَّه! تَطَهَّري". 

فاجتَبَذتُها إليَّ، فقلتُ : تَتَبَّعي بها أثَرَ الدَّم.

 

صحيح البخاري (308) واللفظُ له، صحيح مسلم (332).

 

فِرصةً مِن مِسك: أي قطعةً من مِسك، وهو الطِّيبُ المعروف. ذكرَ الإمامُ النوويُّ أن هذا هو الصحيحُ المختارُ الذي رواهُ وقالَهُ المحقِّقون، وعليه الفقهاءُ وغيرهم من أهلِ العلوم. وقيل: مَسْك، بفتحِ الميم، وهو الجِلد، أي: قطعةُ جلدٍ فيه شعر( ).

 

(25)

أول القيام

 

عن شَرِيق الهَوْزَني قال:

 

دخلتُ على عائشةَ رضيَ الله عنها، فسألتُها: بمَ كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يفتتحُ إذا هبَّ من الليل؟

فقالت: لقد سألتَني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ قبلك. كان إذا هبَّ مِن الليلِ كبَّرَ عشرًا، وحَمِدَ عشرًا، وقال: "سبحانَ اللهِ وبحمدِه" عشرًا، وقال: "سبحانَ الـمَلِكِ القُدُّوسِ" عشرًا، واستغفرَ عشرًا، وهلَّلَ عشرًا، ثم قال: "اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من ضِيْقِ الدنيا وضِيْقِ يومِ القيامةِ" عشرًا. ثم يَفتتحُ الصلاةَ.

 

سنن أبي داود (5085) وذكرَ في صحيح سننه أنه حسن صحيح.

 

هلَّل: قال: لا إله إلا الله.

ضيقُ يومِ القيامة: شدائدها وأهوالها.

 

(26)

استفتاح الصلاة

 

عن جُبير بنُ مُطعم قال:

 

رأيتُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين دخَل الصَّلاةَ قال: "اللهُ أكبَرُ كبيرًا، اللهُ أكبَرُ كبيرًا، اللهُ أكبَرُ كبيرًا. الحمدُ للهِ كثيرًا، الحمدُ للهِ كثيرًا، الحمدُ للهِ كثيرًا. سُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا، سُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا، سُبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا. اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن الشَّيطان، مِن هَمْزهِ ونَفْثِهِ ونَفْخِه". 

قال عمرو [بنُ مرَّة]: ، وهَمْزُه: المـَوْتَة، ونَفْخُه: الكِبْر، ونَفْثُه: الشِّعرُ.

 

صحيح ابن حبان (1780) وصححه الشيخ شعيب على شرطهما، ورقم (2601) وذكرَ أن إسنادَهُ حسنٌ على شرطِ مسلم. ولفظهُ من الموضعِ الأخير.

 

الموتة: المرادُ بها هنا الجنون.

وفسَّرَ النفخَ بالكِبْر؛ لأن المتكبِّرَ يتعاظم، لا سيَّما إذا مُدِح.

وإنما كان الشعرُ من نَفثِ الشيطان؛ لأنه يدعو الشعراءَ المدّاحين الهجّائين، المعظِّمين المحقِّرين، إلى ذلك. وقيل: المرادُ شياطينُ الإنس، وهم الشعراءُ الذين يختلقون كلامًا لا حقيقةَ له( ).

 

(27)

سبحان ربِّ العالمين

 

عن ربيعة بن كعب الأسلمي:

 

كنتُ أَبِيتُ عندَ حُجرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكنتُ أسمعهُ إذا قامَ مِن اللَّيلِ قال: "سُبحانَ ربِّ العالَمينَ" الهَوِيَّ، ثمَّ يقول: "سُبحانَ اللهِ وبحمدِه" الهَوِيَّ.

 

صحيح ابن حبان (2595) وصححه الشيخ شعيب على شرط البخاري، سنن النسائي الصغرى (1618) وصححه له في صحيح سننه، سنن ابن ماجه (3879) وصححه له كذلك.

 

الهَويُّ من الليل: الحينُ الطويلُ من الزمان( ).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين