أفضل الكلام وأحبه إلى الله -3-

 

 

سبحان الله (3/6)

 

(14)

سبحان الله وتبارك الله

 

عن علي بن أبي طالب رضيَ الله عنه قال:

 

علَّمني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا نزلَ بي كَرْبٌ أن أقول: "لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سُبحانَ اللهِ وتباركَ اللهُ ربُّ العرشِ العظيم، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين".

 

مسند أحمد (701) وقال الشيخ شعيب: حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، المستدرك على الصحيحين (1873) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. واللفظُ للأول.

 

قالَ الحسن البصريُّ رحمَهُ الله: أرسلَ إليَّ الحجّاج، فقلتهن، فقال: والله لقد أرسلتُ إليكَ وأنا أريدُ أن أقتلك، فلأنتَ اليومَ أحبُّ إليَّ من كذا وكذا. وزادَ في لفظ: فسَلْ حاجتك( ).

 

(15)

سبحان الله رب العرش العظيم

 

عن ابنِ عباس:

 

أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ عندَ الكربِ: "لا إلَهَ إلَّا                اللَّهُ الحليمُ الكريم،ُ سبحانَ اللَّهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، سبحانَ اللَّهِ ربِّ السَّمواتِ السَّبعِ وربِّ العرشِ الكريم". 

قالَ وَكيعٌ مرَّةً: "لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ"، فيها كُلِّها.

 

سنن ابن ماجه (3883) وصححه في صحيح سننه. وأصله في الصحيحين.

 

(16)

المعافاة

 

عن عائشةَ قالت:

 

كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول: "اللهمَّ عافِني في جسدي، وعافِني في بصري، واجعلهُ الوارثَ مني، لا إله إلا الله الحليمُ الكريم، سُبحان الله ربِّ العرشِ العظيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين".

 

مسند أبي يعلى (4690)، وذكرَ الشيخ حسين أسد أن رجالهُ ثقات.

 

اللهمَّ عافِني في جسدي وعافِني في بصري، المعنى: احفظهما من جميعِ الأسقامِ والأمراض. 

واجعلهُ الوارثَ مني، قال الجزري في النهاية: أي ابقِ البصرَ صحيحًا سليمًا إلى أن أموت. 

لا إله إلا الله الحليم: أي الذي لا يعجِّلُ بالعقوبة، فلا يعاجِلُ بنقمتهِ على من قصَّرَ في طاعته. 

الكريم: هو الجوادُ المعطي الذي لا يَنفَدُ عطاؤه، وهو الكريمُ المطلَق( ).

 

(17)

سبحان الله رب العالمين

 

عن سعد بنِ أبي وقّاص قال:

 

جاءَ أعرابيٌّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: علِّمْني كلامًا أقولُه. 

قال: "قُل: لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، سبحانَ اللهِ ربِّ العالَمِين، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العزيزِ الحكيم". 

قال: فهؤلاءِ لربِّي، فما لي؟ 

قال: "قُل: اللهمَّ اغفرْ لي وارحمْني واهدِني وارزقْني".

 

صحيح مسلم (2696).

 

قالَ ابنُ حبَّان رحمَهُ الله: كلُّ ما في هذه الأخبار: اللهم اهدني، اللهم إني أسألُكَ الهدى، وما يُشبهها من الألفاظ، إنما أُريدَ بها الثباتُ على الهدَى والزيادةُ فيه، إذ محالٌ أن يؤمنَ المؤمنُ بسؤالِ الزيادةِ وقد هداهُ الله قبلَ ذلك( ).

 

(18)

داء.. ودواء

 

عن ذكوان، عن رجلٍ من الأنصارِ قال:

 

عادَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا بهِ جُرْحٌ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "ادعُوا لهُ طبيبَ بني فلان". 

قال: فدَعَوهُ، فجاءَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، ويُغنِي الدواءُ شيئًا؟ 

فقال: "سبحانَ اللهِ! وهل أنزلَ اللهُ مِن داءٍ في الأرضِ إلّا جعلَ لهُ شفاءً"؟

 

مسند أحمد (23204)، وذكرَ الشيخ شعيب أن إسناده صحيح.

 

(19)

زيارة مريض

 

عن أنس:

 

أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عادَ رجلًا مِن المسلمينَ قد خَفَتَ فصارَ مثلَ الفَرْخِ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "هلْ كنتَ تَدعو بشيءٍ أو تَسألهُ إيَّاه"؟ 

قال: نعم، كنتُ أقول: اللهمَّ ما كنتَ مُعاقِبي به في الآخرة، فعَجِّلْهُ لي في الدُّنيا. 

فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "سبحانَ الله! لَا تُطِيقُه - أو لَا تستطيعُه -، أفلَا قلت: اللهمَّ آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ"؟ 

قال: فدعا اللهَ له، فشفاه.

 

صحيح مسلم (2688). 

 

خَفَتَ فصارَ مثلَ الفَرْخِ: أي ضعف.

وفي هذا الحديث: 

النهيُ عن الدعاءِ بتعجيلِ العقوبة. 

وفيه فضلُ الدعاءِ بـ "اللهمَّ آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا عذابَ النار". 

وفيه جوازُ التعجب، بقول: سبحان الله. 

وفيه استحبابُ عيادةِ المريضِ والدعاءِ له. 

وفيه كراهةُ تمني البلاء، لئلا يتضجرَ منه ويسخطه، وربما شكا. 

وأظهرُ الأقوالِ في تفسيرِ الحسنةِ في الدنيا: أنها العبادةُ والعافية، وفي الآخرة: الجنةُ والمغفرة. وقيل: الحسنةُ تعمُّ الدنيا والآخرة( ) .

 

(20)

بقرة تتكلم!

عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه قال:

 

صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ صلاةَ الصبح، ثم أقبَلَ على الناسِ فقال: "بَيْنَا رجلٌ يَسُوقُ بقرةً، إذ ركِبَها، فضَربَها، فقالت: إنّا لم نُخْلَقْ لهذا، إنما خُلِقْنَا للحَرْث". 

فقالَ الناسُ: سبحانَ الله! بقرةٌ تَكَلَّم؟! 

فقال: "فإني أُؤمِنُ بهذا أنا وأبو بكرٍ وعمرُ - وما هما ثَمَّ -. 

وبينما رجلٌ في غَنَمِه، إذ عدَا الذئبُ فذهَبَ منها بشاة، فطلَبَ حتى كأنهُ استَنْقَذَها منه، فقال له الذئبُ: هذا استَنْقَذْتَها مني، فمَن لها يومَ السَّبُعِ، يومَ لا راعيَ لها غيري". 

فقالَ الناسُ: سبحانَ الله! ذئبٌ يَتَكَلَّم؟! 

قال: "فإني أُؤمِنُ بهذا أنا وأبو بكرٍ وعمر". وما هما ثَمَّ.

 

صحيح البخاري (3284)، صحيح مسلم (2388) واللفظُ للبخاري.

 

استدلَّ به على أن الدوابَّ لا تُستعمَلُ إلا فيما جرتِ العادةُ باستعمالها فيه. ويحتملُ أن يكونَ قولها "إنما خُلقنا للحرث" للإشارةِ إلى معظمِ ما خُلقتْ له، ولم تُردِ الحصرَ في ذلك؛ لأنه غيرُ مرادٍ اتفاقًا؛ لأن من أجلِّ ما خُلقتْ له أنها تُذبَحُ وتُؤكَلُ بالاتفاق.

وما هما ثَمَّ: أي ليسا حاضرَين. وهو من كلامِ الراوي( ).

 

(21)

عندما يأوي إلى فراشه

 

عن أبي هريرة:

 

عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "مَن قالَ حينَ يأوي إلى فراشِه: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، له المـُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله، سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَرُ، غَفرَ اللهُ ذنوبَه، أو خطاياه - شكَّ مِسْعَرٌ - وإنْ كان مِثلَ زَبَدِ البحر".

 

صحيح ابن حبان (5528) وذكرَ الشيخ شعيب أن إسنادهُ صحيح على شرطِ مسلم.

 

 

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين