أفضل الكلام وأحبه إلى الله -15-

 

ثالثًا

(لا إله إلا الله)

(3/6)

 

 

(14)

تهليل وتسبيح وتحميد

 

عن أبي هريرة:

 

أن رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: "مَن قال: لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، له الملكُ ولهُ الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، في يومٍ مائةَ مرة، كانتْ له عَدْلَ عَشرِ رقاب، وكُتِبتْ له مائةُ حسنة، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئة، وكانت له حِرزًا من الشيطانِ يومَهُ ذلك، حتى يُمسي. ولم يأتِ أحدٌ أفضلَ ممّا جاءَ به إلّا أحدٌ عملَ أكثرَ من ذلك. 

ومَن قال: سبحانَ اللهِ وبحمدِه، في يومٍ مائةَ مرة، حُطَّتْ خَطاياهُ ولو كانتْ مثلَ زَبَدِ البحر".

 

صحيح البخاري (3119)، صحيح مسلم (2691) واللفظُ له.

 

عدلَ عشرِ رقاب: أي ثوابَ عتقِ عشرِ رقاب.

حرزًا من الشيطان: أي حفظًا من غوائلهِ ووساوسه( ).

قالَ الإمامُ النووي: وظاهرُ إطلاقِ الحديثِ أنه يحصلُ هذا الأجرُ المذكورُ في هذا الحديثِ مَن قالَ هذا التهليلَ مائةَ مرةٍ في يومه، سواءٌ قالَهُ متواليةً أو متفرقةً في مجالس، أو بعضها أولَ النهارِ وبعضها آخره، لكنَّ الأفضلَ أن يأتيَ بها متواليةً في أولِ النهار، ليكونَ حرزًا له في جميعِ نهاره( ) .

 

(15)

كيف تتساقط الذنوب؟

 

عن أنس:

 

أن رسولَ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بشجرةٍ يابسةِ الورَقِ، فضرَبَها بعصاه، فتَناثرَ الورَقُ، فقال: "إن: الحمدُ للهِ، وسبحانَ اللهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، لتُسَاقِطُ مِن ذُنوبِ العبدِ كما تَسَاقَطَ وَرَقُ هذه الشجرة".

 

سنن الترمذي (3533) وقال: حديثٌ غريب. وحسَّنهُ في صحيح الجامع الصغير (1601).

 

ذكرَ الطيبي أن هذه الكلماتِ كلَّها بالنصبِ على اسمِ (إنَّ)، وخبرها "لتُساقط"( ). 

وقد ضبطتُ الكلماتِ من المصدرين السابقين.

 

(16)

سبحان الله وتبارك الله

 

عن علي بن أبي طالب رضيَ الله عنه قال:

 

علَّمني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا نزلَ بي كَرْبٌ أن أقول: "لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سُبحانَ اللهِ وتباركَ اللهُ ربُّ العرشِ العظيم، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين".

 

مسند أحمد (701) وقال الشيخ شعيب: حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، المستدرك على الصحيحين (1873) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. واللفظُ للأول.

 

قالَ الحسن البصريُّ رحمَهُ الله: أرسلَ إليَّ الحجّاج، فقلتهن، فقال: والله لقد أرسلتُ إليكَ وأنا أريدُ أن أقتلك، فلأنتَ اليومَ أحبُّ إليَّ من كذا وكذا. وزادَ في لفظ: فسَلْ حاجتك( ).

 

(17)

سبحان الله رب العرش العظيم

 

عن ابنِ عباس:

 

أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ عندَ الكربِ: "لا إلَهَ إلَّا            اللَّهُ الحليمُ الكريم،ُ سبحانَ اللَّهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، سبحانَ اللَّهِ ربِّ السَّمواتِ السَّبعِ وربِّ العرشِ الكريم". 

 

قالَ وَكيعٌ مرَّةً: "لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ"، فيها كُلِّها.

 

سنن ابن ماجه (3883) وصححه في صحيح سننه. وأصله في الصحيحين.

 

(18)

المعافاة

 

عن عائشةَ قالت:

 

كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول: "اللهمَّ عافِني في جسدي، وعافِني في بصري، واجعلهُ الوارثَ مني، لا إله إلا الله الحليمُ الكريم، سُبحان الله ربِّ العرشِ العظيم، الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين".

 

مسند أبي يعلى (4690)، وذكرَ الشيخ حسين أسد أن رجالهُ ثقات.

 

اللهمَّ عافِني في جسدي وعافِني في بصري، المعنى: احفظهما من جميعِ الأسقامِ والأمراض. 

واجعلهُ الوارثَ مني، قال الجزري في النهاية: أي ابقِ البصرَ صحيحًا سليمًا إلى أن أموت. 

لا إله إلا الله الحليم: أي الذي لا يعجِّلُ بالعقوبة، فلا يعاجِلُ بنقمتهِ على من قصَّرَ في طاعته. 

الكريم: هو الجوادُ المعطي الذي لا يَنفَدُ عطاؤه، وهو الكريمُ المطلَق( ).

 

(19)

سبحان الله رب العالمين

 

عن سعد بنِ أبي وقّاص قال:

 

جاءَ أعرابيٌّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: علِّمْني كلامًا أقولُه. 

قال: "قُل: لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، سبحانَ اللهِ ربِّ العالَمِين، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العزيزِ الحكيم". 

قال: فهؤلاءِ لربِّي، فما لي؟ 

قال: "قُل: اللهمَّ اغفرْ لي وارحمْني واهدِني وارزقْني".

 

صحيح مسلم (2696).

 

قالَ ابنُ حبَّان رحمَهُ الله: كلُّ ما في هذه الأخبار: اللهم اهدني، اللهم إني أسألُكَ الهدى، وما يُشبهها من الألفاظ، إنما أُريدَ بها الثباتُ على الهدَى والزيادةُ فيه، إذ محالٌ أن يؤمنَ المؤمنُ بسؤالِ الزيادةِ وقد هداهُ الله قبلَ ذلك( ).

 

 

 

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين