أطفال الأنابيب واختلاط الأنساب

نص الاستشارة :

‎السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا طالبة علوم طبية في انجلترا، وأودّ التخصص بعلم الاجنة والذي يتطلّب مني العمل كأخصائية أطفال أنابيب، في انجلترا مسموح للمرأة التي لديها مشاكل في البويضة أو الحيوان المنوي التابع لزوجها ان تقوم بأخذ بويضة أو حيوان منوي من متبرعين آخرين من بنك النطف والذي يقوم بتسجيل معلومات المتبرعين بالتفصيل أي أنه ليس من مجهول، وأيضا يمكن للفتاة غير المتزوجة أن تقوم بهذه العملية، هل عملي في هذا المجال في انجلترا سيكون حراما، أي أنه هل سيكون لدي يد في خلط الأنساب، علما بأن العمليات لا تقوم على مجهول بل بوجود جميع المعلومات اللازمة، أود معرفة مدى حرماني العمل كأخصائيّة أطفال أنابيب في انجلترا.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

الحفاظ على الأنساب أحد مقاصد الشريعة الإسلامية، وقد حفظت الشريعة الأنساب من أن يعتدى عليها سواء أكانت المرأة متزوجة أم لا، وسواء أكان الرجل معروفا أم لا، فكلّه اعتداء على الأعراض والأنساب، وهو غير جائز بلا خلاف.

لكن هل يكون العمل للكافر كالعمل للمسلم؟ وهل حفظ أعراض الكافرين وأنسابهم مطلوب كحفظ أعراض المسلمين؟ إن الإسلام جاء لتحقيق الأمن للبشرية، وتحقيق المصالح لها، ومن هذه المصالح التي رأت الشريعة أنها ضرورية لاستمرار الحياة الحفاظ على الأنساب والأعراض، فلا يجوز الاعتداء عليها ولا مساعدة من يعتدي عليها.

وقد أجاز العلماء المعاصرون العمل في تخصص الأطفال الأنابيب والإنجاب المخبريّ بشرط أن يكون ذلك بين الزوجين فقط، ومحافظا على خصوصياتهما، دون اعتداء على الأعراض أو الأنساب.

فعليك أن تشتغلي بما ينفع الناس ولا يضرّهم، وبما يحقق مقاصد الشريعة لحفظ البشرية وحمايتها لا بما يحقق لهم شهواتهم التي رأت الشريعة أنها ليست مقصودة بالعناية ولا مطلوبة للحياة.

والله يرعاك ويوفقك في مسعاك ويصلح حالك في دنياك وأخراكِ؛ إن أخلصت له وعملت بما يرضيه

والله أعلم


التعليقات