أسبوع نصرة سوريا


 

 

 
 
بسم الله الرّحمن الرّحيم

 

 

 
أمل وألم:

أسبوع (نصرة سوريا) في الفترة (27/5) إلى الفترة (3/6)
د. بلال مصطفى علوان
الحمد لله معزّ الإسلام بنصره, الحمد لله معزّ الإسلام بنصره, والصّلاة والسّلام على إمام المجاهدين قائد الغرّ الميامين.
أما الأمل: عندما نرى الجهاد الشّاميّ خارقًا لكلّ القواعد والقوانين العسكرية, مخالفًا لكلّ التقديرات والتّصورات الإنسانية والمنطقية, نظامٌ بأساطيله الجوية والبرية بل والبحرية لا يدع شيئاً من المبيدات الإنسانية من قذائف أو صواريخ أو راجمات أو مدافع, طائرات الميج والسوخوي -المقاتلة- والهليوكبتر, ومع ذلك ترى أُسودُ الشَّرى فوق الذُّرى خلف رشاشاتهم يتابعون الطّائرات بنيرانهم, شامخي الرؤوس, عزيزي النّفوس يتحركون بين فكي تنين الموت.
الكلاشنكوف يقاتل طائرات الميج والدبابات.
أحيانا في السير والمغازي نواجه قصصًا من البطولات الفذة التي يحسبها القارئ ضرباً من تهويلات المؤرخين المشدوهين بإشراقة هذه الفترة الفذّة من التّاريخ، وأحياناً (يميل جانبه) لا يريد أن يلقي بأذن صاغيةٍ لهذه القصص التي يظنّها البعض ضرباً من الأساطير نسجه خيال المؤلفين.
ولكنّ المجاهدين في الشّام فسروا ما أعجم في كثير من أحداث السيرة, وأعادوا إلى مخيلتنا بطولات أولئك السلف الذين يمثلهم الحديث الشّريف– "خير النّاس رجلٌ آخذ بعنان فرسه يطير على متنه كلما سمع هيعةً أو فزعةً طار إليها يبتغي الموت مظانّه" (ابن ماجه: صحيح).
همُّهُ كلُّه نصرة هذا الدّين.
قلبه مشغولٌ بعزّة سيد المرسلين صلّى الله عليه وسلّم.
صدورهم كالمراجل تغلي حرقةً على هذا الدّين.
عيونهم لا تجفّ عبرتها حزناً على حال المسلمين.
 انطلقوا متخففين من حطام الدّنيا لعلهم ينصرون هذا الدّين ويكفّ الله بهم بأس الكافرين.
هؤلاء الذين حفظ الله بهم شجرة الدّين.
وإنْ لم يحتفل بهم أهل الأرض فقد ابتهج بهم الملأ الأعلى واستبشرت الملائكة بأرواحهم: "اهتز عرش الرّحمن لموت سعد واستبشرت الملائكة بروحه".
 

 

 
أما الألم:

فإنّ النّفس البشرية لا تكاد تصدّق ما يتحمله الإسلام فوق أرض الشّام, ولكنه الصّبر الذي يلقيه الله في القلوب بقدر البلاء الذي يتصبّب عليها.
النّصيرية الحاقدة بمباركة كلاب الضاحية والروس والمجوس تبدأ المذابح, ووراءها الجرافات التي تدفن الجثث وبقايا الأحياء, وآلت على نفسها ألا تُبقي أطلالاً خربةً ولا منازل مهدمةً, حتى لا يُقال في المستقبل هنا كان يسكن مسلمون موحدون.
الشّام فقدت خلال العامين الماضيين ـ زهرات أبنائها، وخيرة قادتها، وذلك لشراسة المعارك، ولهول اللقاءات والاشتباكات.
المجرمون ما تركوا بقعةً من بقاع الأرض في الشّام إلا وخلّفوا وراءهم من المآسي ما لا يستطيع البيان نقلَه, وما يعجز القلم عن تصويره وتقريبه إلى الأذهان.
النّاس في الشّام تعيش مرارةً تهزّ العمالقة من الرّجال.
لقد مرت عليهم أحداث لو صبّت على الجبال لزلزلتها.
إنّ قصّةً من قصصهم ترمضُ جوانحك أسى، وتضرم أنفاسك حزناً, وتمزّق أحشاءك غمّاً، وتجعل منك إنساناً يتقلب على الجمر، ويعالج برحاء الهموم.
الجهاد السّوري الآن بحاجة إلى اليد الحانية التي تواسي جراحاته.
والنّفس الكريمة ذات الهمّة الشّماء التي تجود حتى بأرواحها فضلاً عن مالها.
أناسٌ جراحهم تنزف دماً، فقد أباه, وفقد أمه، وفقد عمّه, وابنته مشوهة، وأخوه مقطوع اليد، وأخته مشلولة,
مَن لدين الله أنْ يرفعه إذا تخلينا؟
النّاس يعيشون في أنصاف بيوت، البيت مهدم، نصفه مهدوم وباقي قليل منه، يعيش تحت هذا القسم وتحت الشّجرة، ومع ذلك عندما تكلمه، يقول : نحن ما قدّمنا شيئاً.
يصنعون التاريخ بدمائهم، ويبنون مجده بجماجمهم، كم من النّاس ماتوا تحت أنقاض البيوت
تذكروا بيوتها المدمرة
وأطفالها المشوهة
تذكروا أنّات الثكالى
وزفرات الأيامى
وحسرات اليتامى
هل من كلمةٍ رحمة نواسي بها جراح هؤلاء الأسود؟
جاهد بمالك، جهز غازياً، اخلف غازياً في أهله بالنفقة على مَن يعول تكن-إن شاء الله -ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصّحيح: "مَن جهّز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومَن خلف غازياً في أهله بخيرٍ فقد غزا".
الأزمة اليوم في الشّام هي اختبار لأمّة الإسلام.
إنّ الله جوادٌ يحبّ الجود
إنّ الله كريمٌ يحبّ الكرم
عبدي أنفق أُنفق عليك
هذا وقت الوقوف مع إخوانكم
نستنهض هممكم لا تخذلونا لا خذلكم الله
أروا الله من أنفسكم خيراً
شاركوا في الجهاد
كونوا سبباً في نصرة إخوانكم
أقرضوا الله
أعيدوا أمجاد الأمّة :
أين أبو بكر يقول: مالي لله
أين عمر يقول: نصف مالي لله
أين عثمان يقول: بعتها لله
أين أبو طلحة يقول: أحبّ أموالي لله
 
أنتم ما قصرتم ولم تقصروا ولكنّ المصاب جلل
(هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ).


 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين