أسباب عملية  لنيل المغفرة الربانية

 

في سبيل السعي للراحة نرسم خطوات لنيلها ، في السلسلة الصحيحة  " تُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُونَ مِنْهَا وَيُمَازِحُونَهَا، فَقالْت عَائِشَةٌ –رضي الله عنها: اسْتَرَاحَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ»[1] وإضافة إلى الاستغفار القولي المشار إليه بقوله تعالي في النساء"وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً"[2]

 

وفي الأنفال "وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"[3] من الأسباب العملية لنيل المغفرة الربانية من النصوص النبوية الصحيحة :

 

1-دعاء الآذان عند مسلم : «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ»[4]

 

2-اتباع الذكر وخشية الرحمن بالغيب:" إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ"[5]  "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"[6]  وفي صحيح البخاري" إِنَّ رَجُلًا حَضَرَهُ المَوْتُ، لَمَّا أَيِسَ مِنَ الحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ: إِذَا مُتُّ فَاجْمَعُوا لِي حَطَبًا كَثِيرًا، ثُمَّ أَوْرُوا نَارًا، حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ لَحْمِي، وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِي، فَخُذُوهَا فَاطْحَنُوهَا فَذَرُّونِي فِي اليَمِّ فِي يَوْمٍ حَارٍّ، أَوْ رَاحٍ، فَجَمَعَهُ اللَّهُ فَقَالَ؟ لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتَكَ، فَغَفَرَ لَهُ "[7]

 

3-إسباغ الوضوء وأداء الصلاة المكتوبة جماعةفي صحيح التَّرْغِيبِ " مَنْ تَوَضَّأَ لِلصَلَاةِ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ , ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ , فَصَلَّاهَا مَعَ النَّاسِ , أَوْ مَعَ الْجَمَاعَةِ , أَوْ فِي الْمَسْجِدِ غَفَرَ اللهُ لَهُ ذُنُوبَهُ "[8]

 

4-ركعتان لا تحدث فيهما نفسكفي صحيح البخاري : عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ توضأ ،ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، وَقَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»[9]

 

5-التسبيح والتهليل والحوقلة والتكبير عند الإيواء إلى الفراشفي السلسلة الصحيحة : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَوْ خَطَايَاهُ - شَكَّ مِسْعَرٌ - وَإِنْ كَانَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ"[10]

 

6-كلمات بقولك لها يغفر لكفي صحيح الجامع : علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَلا أُعَلِّمُك كلماتٍ إِذا قُلْتَهُنَّ غفرَ اللهُ لكَ وإِنْ كُنتَ مغفوراً لَكَ، قل: لا إِلَهَ إِلا اللهُ العليُّ العظيمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيم»[11] .

 

7-القرب من الصالحينفي صحيح البخاري : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا، ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ، فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ: هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لاَ، فَقَتَلَهُ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا، فَأَدْرَكَهُ المَوْتُ، فَنَاءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ العَذَابِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي، وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي، وَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا، فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ، فَغُفِرَ لَهُ "[12]

 

8-المسلمان المتصافحان قبل افتراقهما في صحيح الجامع : البراء بن عازب - رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا التَقى المسلِمَان فَتصَافَحا، وحَمِدا الله، واستَغْفَرَاه، غُفِر لهما» وفي رواية قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من مسلمين يلتقيان. فيتصافحان، إلا غُفِرَ لهما قَبْلَ أن يَتَفَرَّقا»[13]

 

9-المغفرة بالتخفيف عن المعسر والتجاوز عن الموسرفي صحيح البخاري قَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَاتَ رَجُلٌ، فَقِيلَ لَهُ، قَالَ: كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، فَأَتَجَوَّزُ عَنِ المُوسِرِ، وَأُخَفِّفُ عَنِ المُعْسِرِ، فَغُفِرَ لَهُ "[14]

 

10-تنحية غصن شوك من الطريقفي الصحيحين: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ»[15]

 

11-المغفرة بسقيا كلب : في الصحيحين: " بَيْنَا رَجُلٌ  يَمْشِي، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ العَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْرًا، فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي البَهَائِمِ أَجْرًا؟ قَالَ: «فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ»[16]) هذا وبالله التوفيق وللحديث صلة بحول الله وقوته.

 

 

 

 

[1] في السلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (4/ 286)

[2] النساء: 110 مدنية

[3] الأنفال: 33 مدنية

[4] صحيح مسلم (1/ 290) 4 - كِتَابُ الصَّلَاةِ7 - بَابُ الْقَوْلِ مِثْلَ قَوْلِ الْمُؤَذِّنِ لِمَنْ سَمِعَهُ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَسْأَلُ لهُ الْوَسِيلَةَ

[5] يس: 11 مكية

[6] الملك: 12 مكية

[7] صحيح البخاري (4/ 176) 60 - كِتَابُ أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ بَابُ حَدِيثِ الغَارِ

[8] صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 300 , 407

[9] صحيح البخاري (1/ 44) 4 - كِتَابُ الوُضُوءِ بَابُ المَضْمَضَةِ فِي الوُضُوءِ مجالس الذكر

[10] (رقم طبعة با وزير: 5503) , (حب) 5528 [قال الألباني]: صحيح - " الصحيحة" (3414).

[11] [حكم الألباني] (صحيح) انظر حديث رقم: 2621 في صحيح الجامع

[12] صحيح البخاري (4/ 174) 60 - كِتَابُ أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ بَابُ حَدِيثِ الغَارِ أخرجه مسلم في التوبة باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله

[13] (حسن) انظر حديث رقم: 5777 في صحيح الجامع

[14] صحيح البخاري (3/ 116) 43 - كِتَاب فِي الِاسْتِقْرَاضِ وَأَدَاءِ الدُّيُونِ وَالحَجْرِ وَالتَّفْلِيسِ بَابُ حُسْنِ التَّقَاضِي

[15] صحيح البخاري (1/ 132) 10 - كِتَابُ الأَذَانِ بابُ فَضْلِ التَّهْجِيرِ إِلَى الظُّهْرِ أخرجه مسلم في الإمارة باب بيان الشهداء. وفي البر والصلة باب فضل إزالة الأذى عن الطريق

[16] صحيح البخاري (3/  42 - كِتَاب المُسَاقَاةِ بَابُ فَضْلِ سَقْيِ المَاءِ أخرجه مسلم في السلام باب فضل 111

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين