أسئلة للمهتمين بنصرة أهلنا في سوريا!!

د. هاني سبت

* يجب أن تكون قضية الشعب السوري هي الشغل الشاغل للجميع في القنوات الفضائية وفي تبادل الرسائل الإلكترونية
* لكي ننصر فعلاً الشعب السوري وننصر قضيته العادلة لا بد أن نقول: نعم لجميع الأسئلة الثمانية
* ليس ببعيد عنا ما يحدث في السودان فكيف لمعارضة مسلحة أن تمتلك هذه الترسانة الضخمة؟
د. هاني سبت*
هل نحن فعلاً مهتمون بالثورة السورية؟
هل نحن فعلاً جادون بوقف قمع النظام في سوريا للمتظاهرين والمدنيين؟
هل نحن فعلاً نريد حماية الشعب السوري؟
هل نحن نريد فعلا دعم الجيش السوري الحر؟
إذا كانت الإجابة بنعم :
فهل نحن قادرون على مواجهة الفيتو الروسي الصيني؟
هل نحن قادرون على مساعدة الأهالي والمتضررين؟
وهل نحن قادرون على تسليح الجيش السوري الحر؟
هل نحن قادرون على التدخل العسكري في سوريا؟
إذا كانت الإجابة بـ(لا) في كل ما سبق، فإذا إننا لانستحق أن نقول أننا نقول نعم للأسئلة الأربعة الأولى. ولكي ننصر فعلاً الشعب السوري وننصر قضيته العادلة في المطالبة بالحرية والكرامة لا بد أن نقول نعم لجميع الأسئلة الثمانية السابقة؟ وفيما يلي نريد أن نرى كيف يكون السبيل لتحقيق النصر على النظام المستبد في سوريا ومن غير الخوض في كثير من المبررات واستهلاك الوقت في اقناع القارئ بما يجب أن يكون.
 
المقاطعة الاقتصادية:
أثبت سلاح المقاطعة الاقتصادية بأنه سلاح فعال، فإن الصين وروسيا دعمت النظام السوري لأجل المصالح وستتخلى عنه إذا تضررت مصالحهما أيضًا، ولعل ما حدث فيما يتعلق بنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومقاطعة الدنمارك ومقاطعة البضائع الاسرائيلية والأمريكية وما كان له من أثر فعال في رد الاعتبار للمسلمين.. إذن هل نستطيع أن نقاطع المنتجات الروسية والصينية؟
بالطبع أعتقد أنه من السهل مقاطعة الأولى لأنه ببساطة ليست دولة منتجة بذاك الحد الذي يجعلنا غير قادرين على مقاطعتها، على المستوى الشعبي على الأقل ولكن روسيا لها علاقات وصداقات قوية مع بعض الدول العربية والاسلامية والتي يمكن لمصالح روسيا أن تتضرر إذا ما شعرت باهتزاز تلك العلاقات.
وأما التنين الصيني فالعجب أنه لم يصرح أحد من المتنفذين أو من الوجهاء بمقاطعة البضائع الصينية، وربما لو صرح أحد بهذا فسيقال له أن هذا ضرب من الخيال. وبنظرة سريعة على المنتجات الصينية التي أصبحت تغزو كل بيت وتأتي من كل صوب وحدب فإننا نجد أن مقاطعتها يتطلب النظر في الأمور التالية:
1) معظم البضائع الصينية هي من الكماليات مثل: الأجهزة الكهربائية وأجهزة الحاسب والجوال أو الأثاث أو الملابس والأحذية ومواد البناء، والحمد لله أنها لم تدخل إلى الحد في السيطرة على الغذاء والدواء لحد الآن.
2) وبخبرتي البسيطة أنه إلى الآن يمكن مواجهة هذا الغزو بالدعوة إلى عدم شراء ما هو غير ضروري من المنتجات الصينية وتوفير البديل، وأعتقد أنه يمكن ذلك إذا ما قسمنا المصالح الصينية حسب المستفيدين:
أولا: على المستوى الشعبي
- الدعوة لعدم الشراء من باب التجديد أو التحسين وعدم الانجراف وراء الإغراءات.
- التوقف عن الشراء لفترة من الوقت لمدة شهر أو شهرين مثلاً.
- الدعوة إلى إصلاح الجهاز قبل استبداله.
- البحث عن منتجات وصناعات بديلة للصناعات الصينية، ودعمها في الوقت الحالي.
ثانيًا: على مستوى المؤسسات: وهنا يتم دعوة المؤسسات الفردية إلى التوقف عن استيراد المنتجات الصينية والروسية والبحث عن دول بديلة تقوم بتلك الصناعات. ومطالبة الحكومات بدعم هذا التوجه بتخفيض الضرائب على المنتجات غير الصينية أو غير الروسية وزيادة الضرائب على المنتجات الصينية والروسية.
ثالثًا: على مستوى الشركات : وهنا يمكن الدعوة إلى تعليق كل المشاريع المستقبلية مع الشركات الصينية خاصة إذا علمنا أن الشركات الصينية لها مصالح كبيرة في التنقيب عن النفط في ليبيا والسودان وغيرها، وأعتقد أن تفعيل مقاطعة مثل هذه ستكون مؤثرة جدًا.
رابعًا: على مستوى الحكومات: ويمكن هنا الدعوة لمقاطعة المصالح الصينية مع الحكومات وأهمها في الناحية العسكرية وشراء المعدات والذخائر العسكرية والتي يمكن تعويض النقص فيها من بلدان كثيرة مثل تركيا وأوربا، كذلك الدعوة إلى وقف أشكال التعاون الاقتصادي والثقافي والتعليمي.
خامسًا: على مستوى الدول : الدعوة إلى إيقاف بيع النفط العربي لهاتين الدولتين، وخاصة الصين فهي أحد أكبر المستهلكين للنفط ومشتقاته.
وبتفعيل المقاطعة الاقتصادية سيكون من الممكن مواجهة الفيتو الصيني والروسي وجعلهم يتخلون عن النظام القمعي في سوريا.
 
تسليح الجيش السوري الحر:
ليس ببعيد عنا ما حدث ويحدث في السودان فكيف لمعارضة مسلحة في السودان أن تمتلك هذه الترسانة الضخمة من الأسلحة على سبيل المثال الجيش الشعبي في جنوب السودان وحركة العدل والمساواة في دار فور، ومن أين حصلوا على هذه المعدات الثقيلة من دبابات ومدرعات وناقلات جند. إن هذه الحركات لم تكن لتنجح لولا دعم دول الجوار، ورغم أن السودان لم يتورط بحرب مباشرة مع دول الجوار إلا أنه أكدت المصادر الموثوقة دعم تلك الدول لحركات التمرد وأذكر تصريحات بعض المسؤولين السودانيين التي أكدت هذا الدعم، وذلك بقيام بعض المنتفعين بعملية إنزال للمعدات الثقيلة بواسطة طائرات الهيلوكبتير في أماكن المتمردين وبالتالي لا تكون المواجهة مباشرة مع دول الجوار بل تمويل لحركات التمرد. وبنفس الطريقة يمكن دعم الجيش السوري الحر بالمعدات الثقيلة ليكون هناك ضغط فعلي على النظام للتوقف عن أعمال القتل والتعذيب التي يمارسها. وفي نفس الوقت يشجع الدول المترددة عن دعم المقاومة أو المؤيدة للنظام أن تسارع بإعادة حساباتها بدعم المقاومة أو على الأقل توقف دعمها للنظام، حيث إن هناك فعل حقيقي مؤثر للمقاومة على الأرض.
 
إيصال المعونات الإنسانية وإغاثة المتضررين:
ورغم أهمية هذا الأمر في كونه ينم عن التعاطف إلا أنه لا يعدو إلا أن يكون تفريجا للعواطف، وهو الطريق الأطول لنصرة الشعب السوري فإن هذا الأمر بدون المقاطعة وتسليح الجيش الحر لا يؤثر أبدًا في النظام وتماسكه ولا يمكن أن يكون هو الطريق لحل الأزمة السورية. فإن الأفغان لم ينتصروا على الروس بالدعم الإنساني لهم وكذلك لم يتوقف الصرب عن القتل في البوسنة بإغاثة أهل البوسنة وكذلك الحال في ليبيا والصومال وغيرها.
وأنا لا أدعو هنا لعدم تفعيل هذا الجانب ولكن أقول: إن هذا الجانب يجب البدء والانتهاء به كما هو حاصل الآن، ولكنه في المقابل هو الأسهل والذي غالبًا ما يتم استهلاك الجهد به، وأرجو أن لا يقتصر على كونه (ذر للرماد في العيون) ويعذر المسلمون أنفسهم به. ولو تم بذل نصف هذا الجهد لتفعيل جانبي المقاطعة الاقتصادية وتسليح الجيش السوري الحر لاختصرنا الزمن ولنصرنا أهلنا في سوريا..
 
الانتفاضة الشعبية العارمة:
ويجب أن يرافق كل ما ذكر انتفاضة شعبية إسلامية عارمة تمتد من المحيط شرقًا إلى المحيط الهادي غربًا (بتضمين المسلمين في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية أيضًا والمتعاطفين معهم من الشعب الأوربي والأمريكي) ويجب أن تكون قضية الشعب السوري هي الشغل الشاغل للجميع في القنوات الفضائية وفي تبادل الرسائل الالكترونية وفي مواقع الفيس بوك والتويتر، وأخص بالذكر هنا بعض القنوات التي مظهرها إسلامي وانشغلت بقضايا فرعية بعيدة كل البعد عن ما تقتضيه الضرورة الشرعية هذه الأيام، وأحيي هنا قناتي المجد ووصال والعربية (الحدث) لاهتمامهم اللحظي المتواصل بالقضية السورية وأتمنى على جميع القنوات الأخرى أن يحذو حذوهم... ولينصرن الله من ينصره،،، والله غالب على أمره.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين