أحمد شوقي ينصح الأحرار

رحمك الله أيها الشاعر الكبير

يا صاحب البيان والتجارب والمواهب والإيمان...

الإيمان بالله

وبكرامة الإنسان

وحرية الأوطان

فأنت الذي قد دافعت عن الإيمان وكرامة الإنسان وحرية الأوطان

 

في واقع الحياة أزمات وحروب ومحن فرضت على الناس الطيبين وهم يكرهونها

حين ننظر إلى كثرة الضحايا

وعظم الثمن

الذي يدفعه البشر والحجر

نجنح إلى الحياة الظليلة

والعيش المدلل

ومذهب ابن آدم الأول

واللهم اجعلني عبدك المظلوم لا عبدك الظالم

وهذه الأخلاق الرفيعة

جيدة في تعزيز التعايش السلمي بين الناس

وجيدة للأفراد

ولكنها لا تنفع في الكوارث الكبرى

ولا تدفع غزوا ولا تنفع أمة عند الغزو... وذلك كالغزو التتاري المغولي...

فلا يدفع الشر إلا بمثله ( وجزاء سيئة سيئة مثلها)

ولا يفل الحديد إلا الحديد كما قالوا في الحكم

ولأهمية هذا الغرض صنع أبو تمام حماسته

وسماها بالحماسة وإن تضمنت فنونا أخرى

وكتب بعده أربعون شاعرا وأديبا حماسات يقلدونه فيها

وكان أولهم البحتري

وخلص هذا التراث كله إلى أحمد شوقي فكأنه قد لخصه في أبيات يقول فيها:

بَني سورِيَّةَ اطَّرِحوا الأَماني

وَأَلقوا عَنكُمُ الأَحلامَ أَلقوا

وَقَفتُمْ بَينَ مَوتٍ أَو حَياةٍ

فَإِن رُمتُمْ نَعيمَ الدَهرِ فَاشْقَوا

وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ

يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ

وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا

إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا

وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا

وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُ

فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ

وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ

وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ

بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ

 

الأمجاد مهرها عظيم، وقد رسم شوقي طريقها، فلله دره من شاعر، فشعره فكر وأدب وفن وهو قبل ذلك كله قاموس حياة وجدول أعمال ونفحات ألم وأمل وإشراق.

 

رحمك الله يا شاعرنا العظيم

سلام الله على الشهداء الأبطال...

سلام الله عليك يا أرض الشام

أرض المعجزات والبطولات الخالدات...

سلام الله على طلاب الأمن والحرية والحضارة والأمن والاستقلال

سلام الله على طلاب العدالة والحرية وكرامة الإنسان في كل زمان ومكان.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين