أحب القراءة، والقلم صديق مخلص

 

القراءة والكِتابةُ هيَ الصوتُ الجرِيءُ لكُلّ من يخجلُ من قول مشاعره

هيَ أصواتٌ ننطِقُها عبرَ أيادينا وأعيننا مِن أعماقِ قُلوبنا..!

القراءة وقود الكتابة، والعلم وقود العمل، واﻹيمان قول وعمل،

ومن لاح له فجر اﻷجر هان عليه مشقة التكليف.

القراءة نور يضئ الدروب، ضياء يشعل أغوار النفوس، أمل جديد، عمر مديد، وفاء للماضي، ثبات للحاضر، نبراس للمستقبل، تثبيت للأجيال، نفس عميق ضارب في جذور التاريخ ينشد حضارة يبكيها الطامحون وضيعها المغرضون وينصرها المخلصون.

هي مفاتيح تقفل بها أفواه وتفتح بها قلوب وتنير بها عقول ونظرة القلب أمضى من رؤية العين.

وهي مقياس الحكم على الشعوب، قيل للفيلسوف اليوناني سقراط: كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب: أسأله كم كتابًا يقرأ؟ وماذا يقرأ؟

والكتابةُ لحظة كاشفة تستغرق نواحي النفس، وجوانب القلب، وبريق العين، وفلتات اللسان، وجل التفكير، لعلها تكون نقطة بيضاء حين لقاء الله، ولا ينطق بالحق منافق أو ذليل.

الكتابة تحت تأثير الحب، سباحة في بحور الجمال، تأسر القلوب والعقول، تفاؤل وأمل بلا حدود.

الكتابة مشاعر وأحاسيس ووجدان ولولا الألم لما أبدع القلم، ولا تكاد الكلمات أن تخرج من الفم، حتى القلم جف التسطير والتسجيل، كأنما يكتب على أوراق سوداء.

اقرأ هى أول كلمة نزلت على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لما للقراءة والبحث والاطلاع من دور رائد في تشكيل بنيان الدعوة والأمة (اقرأ بسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم).

والقلم عده بعض العلماء أول ما خلق الله تعالى واستدلوا بما رواه عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: (إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَة). صحيح الترمذي

القراءة تبني الشخصية شمولها وكمالها وجمالها وانضباطها ودقتها، وتدعم العقل وتقوي البنيان وتقوّم الاعوجاج وترسم الطريق، كما يقول: فرنسيس باكون (القراءة تصنع الرجل الكامل والنقاشات تصنع الرجل الجاهز والكتابة تصنع الرجل الدقيق والمنضبط).

يقول الأديب عباس محمود العقاد (القراءة ضرورية للحياة الفكرية كالماء الذي نشرب والطعام الذي نأكل والهواء الذي نتنفس إنها غذاء العقل والفكر وهى فريضة إسلامية وليست كماليات).

(القراءة عبادة وتكريم للإنسان وسبب لامتلاك البصيرة وتهذيب النفس وباب للإبداع وتنمية العقل وتوسيع المدارك، القراءة تنمي القدرة على الاتصال الفعال مع الآخرين وقراءة أفكارهم وتحليلها ومناقشة وتبادل الآراء معهم) كتاب صناعة الثقافة.

المطالعة هي المتعة الوحيدة التي لا زيف فيها إنها تدوم عندما تتلاشى كل المتع الأخرى وبدونها يصمت التاريخ ويخرس الأدب ويتوقف العلم ويتجمد الفكر والتأمل وتضمحل أنوار الحضارة.

يقول عبدالله كنون (المكتبة هي معبد الفكر ومعتكف المفكرين وهي المعمل الذي تصنع فيه العقول وتصاغ الأذواق)

ويقول شوبنهاور (المكتبة هي الذاكرة الوحيدة المؤكدة المستمرة للفكر الإنساني)

ويقول الإمام الشاطبي: (كان العلم في صدور الرجال ثم انتقل إلى الكتب ومفاتحه بأيدي الرجال)

ويقول هنري والاس (أحياناً تكون قراءة بعض الكتب أقوى من أي معركة)

ويقول العقاد: نحن لا نشكو من ندرة الكتب الممتازة، وإنما نشكو من ندرة القراء الممتازين، وإن القارئ الجيد ليس هو الذي يقرأ كتبا كثيرة ولكنه إذا قرأ كتابا قرأه بطريقة جيدة، اقرأ كتابك جيدا ثلاث مرات فذلك أنفع لك من قراءة ثلاثة كتب غير جيدة.

يقول أبو الطيب المتنبي:

أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنَى سَرجُ سابِحٍ=وخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كتـابُ.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين