أثر الإسلام في إحراز النصر – 2 –


اللواء الركن: محمود شيت خطاب

 

تحدثنا في مقالنا السابق عن الصفات التي يرى الإسلام ضرورة إعداد الجندي المسلم عليها من أجل النصر الذي وعد الله به عباده المؤمنين.

فكيف ربى الإسلام جيش المسلمين، بعد أن ربى كل فرد من أفراد هذا الجيش؟

عمل الإسلام على تقوية معنويات المجاهدين، قال تعالى:[يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ] {الأنفال:65}.

وحث الإسلام على الاهتمام بإعداد القوة المادية، قال تعالى:[ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً] {النساء:102}. وقال تعالى:[وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ] {الأنفال:60}.

كما حث الإسلام على إنشاء المعامل الحربية لصنع الأسلحة، وذكر بالحديد بصورة خاصة للاستفادة منه للأغراض العسكرية:[ وَأَنْزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ] {الحديد:25}.

وأعد الإسلام تنظيمات عملية للإعفاء من الجندية، وإعلان الحرب، والدعوة إلى الجهاد، وتطهير الجيش وأساليب القتال وقضايا الكتمان، والهدنة والصلح، والأسرى والمحافظة على العهود.

فقد حصر الإسلام أسباب الإعفاء من الجندية في الضعف ويشمل، المرض والعجز والشيخوخة وعدم القدرة على الإنفاق، قال تعالى:[لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى المَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا للهِ وَرَسُولِهِ] {التوبة:91}.  وقد نصت الآية على عدم القدرة على الانفاق لأن الجندي كان يلتزم حينذاك بنفقته وأدوات حربه، وقد زال هذا السبب الآن.

وحذر القرآن الكريم من انتهاز غفلة العدو المعاهد وأخذه على غرة غدراً، قال تعالى:[وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الخَائِنِينَ] {الأنفال:58}. فتطلب الآية الكريمة طرح العهد عند توجس الشر من العدو، وتطلب أن يكون هذا النبذ صريحاً.

وحذَّر الإسلام من التباطؤ في تلبية داعي الجهاد والتثاقل عنه، قال تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ(38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(39) ]. {التوبة}..

وأمر بتطهير الجيش من عناصر الفتنة والخذلان، ومن الذين يختلفون عن أفراده بالعقيدة، حتى يكون الجيش كله مؤمناً بعقيدة واحدة، يعمل لتحقيقها، ويبذل كل ما يملكه في سبيلها، وبذلك يستطيع الفوز في الحرب، قال تعالى:[ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا] {الأحزاب:20}.[وَلَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ] {التوبة:47}.

ونظَّم الإسلام المواضع الدفاعية موزعاً المقاتلين على تلك المواضع: [وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ] {آل عمران:121}. وابتكر الإسلام أسلوباً جديداً في القتال لم تكن العرب تعرفه من قبل هو أسلوب الصف، إذ كانت تقاتل بأسلوب الكرّ والفرّ:[إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا] {الصَّف:4}. ويطلق اسم هذا الأسلوب من القتال على سورة من سور الذكر الحكيم، هي سورة الصف.

ويحذر الإسلام من إذاعة الأسرار العسكرية، ويجعل إذاعتها من شأن المنافقين، و يطالب المؤمنين بالرجوع إلى القيادة العامة، كما يطالبهم بالتثبت مما يصلهم من أنباء قبل الركون إليها والعمل بها:[لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا] {الأحزاب:60}. وقال تعالى:[وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ] {النساء:83}.

وأمر الإسلام بتلبية دعوة المسلم ووقف الحرب إذا جنح إليها الأعداء، وظهرت منهم علامات الصدق والوفاء، قال تعالى:[وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ] {الأنفال:62}.

وخيَّر الإسلام القائد بين أن يمن على الأسرى ويطلقهم من غير فدية، أو مقابل، أو يأخذ منهم الفدية من مال ورجال وذلك حسب اقتضاء المصلحة، قال تعالى:[فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً] {محمد:4}.

وحثَّ الإسلام بصورة خاصة على المحافظة على العهود، وأوجب الوفاء بها، وحرم الخيانة فيها، والعمل على نقضها، وأرشد إلى أن القصد منها إحلال الأمن والسلم، محل الاضطراب والحرب، وحذَّر أن تكون وسيلة للاحتيال على سلب الحقوق والوقيعة بالضعفاء، قال تعالى:[وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ] {النحل:92} .

هذا غيض من فيض مما جاء في القرآن الكريم من آيات كريمة لتربية الجندي فرداً ولتربية الجيش جماعات.

ومما ذكرنا يتضح أن الجندي المسلم لا يكذب ولا يسرق ولا يزني ولا يخون ولا يغش ولا يتجسس على جيشه ن يخلص لواجبه أعظم الإخلاص، وينسى نفسه في سبيل المصلحة العليا للمسلمين، يتحلى بالضبط المتين، فيطيع الأوامر وينفذها بأمانة وإخلاص واندفاع، يصبر في البأساء والضراء وحين البأس، ويتحمل المشاق العسكرية صابراً محتسباً، يتصف بالشجاعة والإقدام، ويثبت في الميدان ولا يفر أبداً، ولا يولي يوم الزحف، حذراً يقظاً، لا يستهين بعدوه، يجاهد بماله وروحه في سبيل الله، ولا يتخلف عن الجهاد مطلقاً.

هذا الجندي المسلم، بهذه الصفات الرائعة، هو بالتأكيد عنصر مفيد في جيش له تعاليمه المتينة الرصينة في التنظيم وفي التجنيد وفي الدعوة إلى الجهاد. في جيش نقي من الدخلاء والملوثين، لا يغدر ولا يخون ولا يجور على أحد له تعاليمه القوية في القتال وفي الإسلام، وفي التمسك بالعهود والمواثيق، وفي معاملة الأسرى معاملة إنسانية رفيعة.

هذا الجيش الذي يعد كل متطلبات القتال سلاحاً و عتاداً، وقضايا إدارية ومعامل عسكرية، لا يمكن أن يغلب أبداً.

وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم، والفتح الإسلامي العظيم، خير شاهد على ما نقول.

لقد انتصر المسلمون الأولون، لأنهم كانوا ترجمة عملية تمشي على الأرض لتعاليم الدين الحنيف.

وحين أعرض المسلمون عن دينهم، وتركوا تعاليمه السماوية، تداعت عليهم الأمم وأصبحوا غثاء كغثاء السيل.

 

لقد أعزهم الله بالإسلام، ولن يعزوا بغيره.

والإسلام ليس نسباً ولا إرثاً، ولا منطقة جغرافية، بل هو عمل وتضحية وفداء.

والمسلمون الذين يصومون ويصلون ويؤدون الفرائض، ثم يقعدون عن الجهاد في سبيل الله، حينما يكون الجهاد فرض كفاية أو فرض عين، ليسوا مسلمين حقاً.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق).

 

والسؤال الكبير الذي يدور على كل لسان اليوم: لماذا اندحرنا في فلسطين ؟

 

وأسباب الاندحار كثيرة، من أهمها أن العرب تخلوا عن عقيدتهم السمحاء!.

إنه لا جيش قوي بدون معنويات عالية، وقد أثبتت الأحداث، أن معنويات الجيوش العربية لم تكن عالية بحيث تتحمل أعباء حرب طويلة الأمد بصمود وتضحية وفداء.

لم يكن من المتوقع مطلقاً، أن تنهار الجيوش العربية بهذه السرعة المذهلة، والقول بأن تفوق إسرائيل بالقوة الجوية لا يبرر أبداً سرعة انهيار الجيوش العربية بشكل يندى له الجبين.

وقد تعلمنا من دروس تاريخ الحرب، أن المعنويات أقوى من السلاح، وأن الجيش الذي يتحلى بالمعنويات العالية، ينتصر في النهاية مهما طال الأمد على أعدائه.

إن المعنويات ترتكز أولاً وآخراً على العقيدة، فما هي العقيدة التي كانت الجيوش العربية تؤمن بها؟

هل هي المبادئ المستوردة شرقية كانت أم غربية؟

هل هي الشعارات التي لم تتجاوز اللسان هتافاً وصراخاً، والتي لم تخالط القلب والوجدان؟!

هل هي عبادة الأشخاص والعمل من أجل الأمجاد الشخصية؟

كل تلك الأمور وأمثالها لا يمكن أن تسمى عقيدة منشئة بناءة، يمكن أن يضحي الجندي في سبيلها بروحه مقبلاً غير مدبر، والروح أغلى ما يملكه الإنسان.

إن العرب يمتلكون عقيدة هي أقوى العقائد وأصلبها، وقد قادت العرب إلى النصر وإلى قيادة العالم قروناً طويلة.

وهذه العقيدة، تحث على الجهاد بالمال والنفس، وتحث على الشجاعة والإقدام، وتأمر بالصبر والصمود، وتنهى عن التولي يوم الزحف، وتغرس في النفوس الطاعة.

 

ولست أعرف عقيدة غير الإسلام، تبني كل هذه الفضائل العسكرية في العقول والنفوس معاً...

فماذا فعلنا لغرس هذه العقيدة في أبناء الشعب قاطبة ومنهم الجيش؟ لا شيء أبداً... لا شيء على الإطلاق...

لقد حارب الاستعمار بوسائله الجهنمية هذه العقيدة، وبذلك كثيراً من الجهد والمال لتحقيق أهدافه الهدامة، وكان ما بذله الاستعمار أمراً طبيعياً بالنسبة لأهدافه، لأنه يعلم أن الأمة بدون عقيدة، لا قيمة لها في الحياة ولا خطر منها عليه.

وكان من المتوقع أن يتبنى العرب عقيدتهم بعد نيل حريتهم، ولكن العكس حدث تماماً، فقد بدأ حكام العرب أول ما بدأوا بمحاربة عقيدتهم، فنفذوا عن طيبة خاطر وبحماسة شديدة أهداف المستعمرين.

هي يبنى الشعب العربي بإشاعة الفحشاء والمنكر بين أبنائه؟

هل يبنى هذا الشعب بالأغاني الخلاعية والأفلام الداعرة وقصص المخدع والاستهتار بالقيم الروحية؟

ماذا فعلنا لغرس مبادئ الدين الحنيف في أذهان التلاميذ والطلاب في المدارس والجامعات؟!

ماذا فعلنا لغرس تلك المبادئ بين بين أبناء الشعب.

ماذا فعلنا لغرسها في نفوس العسكريين!!

أقد حاربت جيوشنا بدون عقيدة، لذلك فرت بعد الصدمة الأولى بشكل لم يسبق له نظير.

 

ولو أن العسكريين استقر في نفوسهم، أن الرجل لا يموت إلا بأجله، وأن الشهادة في سبيل الله من أعظم الدرجات، وأن الفرار يوم الزحف من الكبائر، وأن الجهاد أفضل العبادات، وأن جهاد ساعة خير من عبادة ستين عاماً.

ولو استقر في أذهان العسكريين مثل هذه المثل العليا النابعة من صميم الإسلام، لكان لهم شأن ي الحرب أي شأن. ولصبروا وصابروا ورابطوا في الميدان.

إني أطالب المسؤولين بإقرار التعليم الديني في المدارس والمعاهد والجامعات على أسس رصينة سليمة، وغرس مبادئ الدين الحنيف في نفوس العسكريين ضباطاً وجنوداً بالدروس والمحاضرات ومراقبة سلوكهم الشخصي مراقبة دقيقة، ومحاربة أسباب إشاعة الفوضى الأخلاقية والترف، والعمل على غرس الفضيلة والخلق الكريم بين أبناء الجيش خاصة والشعب عامة.

 

فهل من سميع مجيب، أم على قلوب أقفالها؟

لقد عزا قسم من المفكرين العرب انتصار إسرائيل إلى تفوقها على العرب في العلوم التطبيقية (التكنلوجيا).

ولعل هذا التفوق العلمي سبب من الأسباب، ولكنه ليس السبب الأول والأخير.

إن الولايات المتحدة الأمريكية متفوقة على فيتنام تفوقاً عظيماً في الناحية العلمية، ولكن فيتنام لم تستسلم ولم توقف القتال.

وعزا قسم من المفكرين العرب انتصار إسرائيل إلى التفوق الجوي.

ولعل هذا التفوق الجوي سبب من الأسباب، ولكنه ليس السبب الأول والخير.

لقد صرح مسؤول إسرائيلي كبير: أن عوامل انتصارهم على العرب خمسة، على رأسها العامل الروحي.

وحين احتلت إسرائيل القدس القديمة يوم 6/6/1976 زحفت جموعهم وعلى رأسها رئيس الدولة حفاة حاسري الرأي إلى حائط المبكى!!

وذكر أحد رجالات إسرائيل أنهم انتصروا لأنهم يؤمنون بالله.

هل فكر العرب بالعودة إلى تعاليم الدين الحنيف، ليكون لهم سنداً وعوناً في الشدائد والملمات؟!

أم لا يزال العرب يعتبرون الدين وتعاليمه من الأمور الثانوية؟!

إن الناحية العلمية التطبيقية وإعداد الطائرات والدروع والأسلحة والعتاد، وإكمال التدريب والتجهيز، كلها تدخل في نطاق الإعداد العسكري الذي أمر به الإسلام.

ولكن الناحية المعنوية، وهي التمسك بالعقيدة، لا تقل أهمية للجيش والشعب على حد سواء من الإعداد المادي.

فلابد من العودة إلى الله تائبين منيبين، ولابد من العودة إلى تعاليمه السماوية، وعند ذاك لن نغلب أبداً بعون الله.

إن الذي يحتاج إليه العرب هو الإيمان بالله، والإيمان بالعلم، وحينذاك سيقول يهوك كما قال أسلافهم من قبل: إن فيها قوماً جبارين.

فهل نعود إلى الله تعالى، ونعمل بتعاليمه، لينصرنا على إسرائيل، وعلى أعدائنا جميعاً، أم لا نزال بحاجة إلى النكسات والنكبات؟!

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

المصدر : مجلة الوعي الإسلامي محرم 1388هـ العدد 37.

 

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين