أبشروا وأمّلوا

أيها المسلمون، أبشروا وأمّلوا، فو الله لقد احتدم الظلام واشتد، وما بقي إلا أن يبزغ الفجر، فنرى بعون الله أنَّ الله هيأنا للتغيير المنشود، وأخذ بأيدينا نحو ما يريد، فقد ولغ العالم كله في إناء السم الذي وضعه ليقضي على الإسلام والمسلمين، وبفضل الله رجع السم إلى معدّيه وشربه من يريد من المسلمين أن يشربوه، فابشروا وأملوا.

ضاقت الدنيا كلها عربها وعجمها على إخواننا في فلسطين، وعمل على إنهاكهم القريب قبل البعيد، وما هي إلا لحظات انتظار فرج الله تعالى.

أيها المسلمون إن قضية فلسطين هي قضيتنا، وليست للمساومة ولا للبيع، ممن باع دينه بدنيا غيره، قضية فلسطين هي أن نكون أو لا نكون.

وأنا أبشركم بأن قضية فلسطين لن تحلها الأنظمة العربية ولا أمريكا ومن لف لفها، إن فلسطين لن يحررها إلا أهلها، لن تحررها الأنظمة العربية ولا الجيوش العربية ولا جيوش العالم، فقط أهلها هم الذين سيحررونها من دنس اليهود، حتى لا تبقى للعرب منَّة على أهلها، سيحررها أهلها فقط حتى يكون تحريرها لعنة على الظالمين من أمة العرب، وليكون تحرير أهلها لها لعنة تحوك في نفوس المتقاعسين، ويعلموا أنها لم تكن بحاجة إلى تلك الآلاف من الجيوش ولا تلك الآلاف من الأسلحة المتكدسة التي حرم المسلمون في ديار العرب من أبسط حقوقهم، بسبب هذا التكدس الذي لم يستفد منه إلا الأعداء

سينظر العرب إلى أنفسهم، ويقتلهم الحياء، إن بقي فيهم حياء عندما يرون فلسطين، وقد تحررت بدون كل هذه الإعدادات التي شبعنا كلاما فارغا عنها.

سينظرون إلى أنفسهم ويعلموا حقيقتها، وأنهم كانوا هم السبب الحقيقي لمعاناة المسلمين في فلسطين وفي بلدانهم، فيا لشدة حزنهم وقهرهم، الذي لن يمكن أحدا منهم أن يرفع رأسه أمام نفسه وأمام أهله وأمام الناس

سيعلمون كم كان تحرير فلسطين سهلا وأنهم هم من نفخ في صورة عدوهم حتى خافوه وخوّفوا به

فأبشروا وأمّلوا فوالله لقد قرب الفجر جدا جدا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين