الدكتور محمد عادل الهاشمي: كلمات في وداعه ورثائه (1)

 لما بلغني نبأ وفاة أستاذنا الكبير الداعية الأديب الدكتور محمد عادل الهاشمي بادرت إلى رثائه في صفحتي، وكتبت الكلمات التالية : 

 في وداع الدكتور أبي النضر محمد عادل الهاشمي 

توفي عصر يوم الأربعاء في التاسع من شعبان ١٤٣٩ الموافق ٢٥ من نيسان ( أبريل) ٢٠١٨ م في مدينة الرياض أستاذنا الدكتور محمد عادل الهاشمي ( 1928- 2018)عن 90 عاما ميلاديا. وهو شقيق الدكتور محمد علي الهاشمي ( 1925- 2015)، ويصغره بثلاث سنوات.

كان رحمه الله من شباب الدعوة الأوائل في سورية، عمل مع الأستاذ مصطفى السباعي، وكتب كتابًا واسعا عنه عنوانه: (مصطفى السباعي رائد أمة وقائد دعوة)، وهو من آخر ما أصدره من مؤلفاته المطبوعة.

حصل على الدكتوراة في الأدب الإسلامي من جامعة الإسكندرية.

عاش مهاجرًا بين السعودية والإمارات العربية، ودرَّس في كلياتها وجامعاتها، كما حاضر في جامعات اليمن والجزائر. 

هادئ النفس، لطيف المعشر، مؤدب الكلمة، أنيق المظهر، صاحب دعوة يؤمن بها، ويدعو لها بلسانه وقلمه، يتحدث بالمجلس بالفصيح من البيان، وبفكرة مسلسلة هادفة.

صاحب نظرية (الأدب الإسلامي)، بل هو الأول في طرحها والكتابة فيها ـ كما يقول ـ غير أن كتابه فيها بقي حبيس مكتبته فلم يطبع لعدم توفر الداعم المادي أو الشخصي، وله العديد من المؤلفات الأخرى أبرزها :

(الإنسان في الأدب الإسلامي)،و (قضايا وحوار في الأدب الإسلامي)، و( في الأدب الإسلامي تجارب ومواقف )،و (أثر الإسلام في الشعر الحديث في سورية)، و( شعر عصر صدر الإسلام من منظور التصور الإسلامي)، و( شعراء وأدباء على منهج الأدب الإسلامي) 1-2 وهذه مطبوعة.

ومن الكتب التي هي قيد الطباعة : 

( عالم الإيمان في الأدب الإسلامي)، و( شعراء وأدباء على منهج الأدب الإسلامي) الجزء 3 ، و( الأدب الإسلامي والصحوة المباركة)، و( التغريب المبكر في أدبنا المعاصر)، و( رؤى الإيمان في الأدب الإسلامي).

عزاؤنا لأسرة الفقيد، وأبنائه الثلاثة: النضر وسيد وسعد، ولابنتيه الكريمتين، ولآل الهاشمي الكرام، ولأقربائه وإخوانه وتلاميذه، وللأدب والفكر والدعوة الإسلامية، ولسورية، والأمة.. 

وتقبل منه جهده الدؤوب وعطاءه النافع، وأسكنه فسيح جناته، وأخلف الأمة بخير.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ثم وقفت على عدد من الكلمات، وأُرسل لي بعضها سأنشرها تباعا في رثائه في عدة حلقات: 

منها ما كتبه الأستاذ الأديب المؤرخ المهندس محمد زاهد أبو غدة هذه الكلمات:

 خالي العزيز أبو النضر الدكتور محمد عادل الهاشمي

انتقل إلى رحمة الله اليوم : الأربعاء التاسع من شعبان ١٤٣٩ = ٢٥ أبريل ٢٠١٨ في الرياض، بعد عمر مديد قضاه في خدمة الإسلام. 

كان رحمه الله من شباب الدعوة الأوائل في سورية

عمل مع الأستاذ مصطفى السباعي وكتب كتابا ضخما عنه،

وبعد دراسته الأدب العربي صار من أوائل رواد دراسة وتأسيس الأدب الإسلامي، ودرّسه في الكليات والجامعات في الإمارات والجزائر والسعودية.

رحم الله خالي العزيز وجزاه خير الجزاء عن تضحياته الجمة وعمله الدؤوب، وأحسن عزاء العاملين الصادقين والأدباء المخلصين. 

إنا لله وإنا إليه راجعون.

محمد زاهد أبو غدة.

 ثم رثاه بهذه القصيدة :

أبيات في رثاء الخال الحبيب:

‎كل حيٍّ على المنية وارد

وإليها نسير: عبدٌ وسائدْ

‎والأماني سراب كل صباح

مغريات ولسن إلا مصائد

‎فاز في هذه الحياة تقيٌ

وشريفٌ وعاملٌ ومجاهد

‎فإذا ما مضى تضوع عطراً

ذكره بالثناء تلو المحامد

‎ذاك خالي الحبيب كهلاً وشيخا

وشباباً في الله دوماً يجاهد

‎أأبا النضر أيها الخال يا من

عشت في هذه الحياة تكابد

‎قد ترجلت بعد دربٍ طويلٍ

وبلغت المدى الذي كنت قاصد

‎في سبيل الإله نفسٌ تسامت

وسعت نحوه بأسمى المقاصد

‎عاملاً مخلصاً وفياً أبياً

لا يبالي في الجند أم كان قائد

‎إن ذكرنا الآداب كنت فتاها

فهي تبكيك والطروس كوامد

‎فتح الله في كتابك فتحاً

وغداً للأديب بعدك رائد

‎والسباعيُّ في كتابك حيٌ

من وعاه فإنما هو شاهد

‎كلُّ حرف كتبته نور حقٍ

كل سِفرٍ كتبته في القلائد

‎نم قريراً فإن نهجك راسٍ

نم قريراً فإن غرسك خالد

‎راحةُ المؤمنين عند انتقالٍ

لجوارٍ يرومه كل عابد

‎رحمات الإله حفّي بقبر

كلما ردد الأذانُ الشواهد