دعوى إيرانية جمال الدين الأفغاني تفكيك وتفنيد

لن تجد مصلحاً شهيراً اختلفت الأنظار في تحديد بلده ومذهبه كما اختلفت في السيد جمال الدين الأفغاني.

فهناك من يقول: إنه أفغاني المولد، سني المذهب، وهو الأمر الذي صرح به الأفغاني نفسه مراراً وتكرارا.

وهذا الرأي هو الذي يقول به الأفغان طراً، والعرب الذين خبروا السيد وشافهوه وعجموا عوده وتتلمذوا على يديه، كالشيخ محمد عبده وعبد القادر المغربي ومحمد المخزومي وسليم عنحوري وأديب إسحاق وشكيب أرسلان وغيرهم.

وهناك من يقول: هو إيراني المولد، شيعي المذهب، ادعى أنه أفغاني سني لينفذ مشروعه الذي فرّغ له عمره.

والقائلون بذلك أصناف، ولكل صنف دوافعُ وأغراضٌ تناسبه.

فصنفٌ يضمّ كثيراً من الإيرانيين لا كلهم، ومنهم هادي خسرو شاهي جامع أعمال الأفغاني.

وصنفٌ يضمّ كثيراً من رؤوس الشيعة اليوم، بهم طربٌ الى هذا الرأي الثاني، لا لأنه يجعل الرجل منهم حسب، بل لأنه يُبرهن على ذكاء الشيعة في اختراق حواضن السنة، واستغفالهم، وتسيّد المشهد فيهم.

وصنف يضمّ كثيراً من الليبراليين والعلمانيين العرب، لهم صغوٌ الى هذا المذهب أيضا، مثل عبد الرحمن بدوي وعلي الوردي، لأن الأفغاني يُعدّ الباعث للإسلام الحديث من وهدة الجمود والفصام عن الواقع، فإذا كان الأفغاني نفسه دجالاً مفترياً مرتدياً غير لبوسه فأحرِ بأتباعه أن يكونوا دجالين مفترين!

وصنفٌ يضم بعض الإسلاميين المحسوبين على المذاهب التقليدية، سواء في ذلك السلفية منهم أو الأشعرية، ودافعهم تصفية حسابات قديمة مع ندّ لدود لهم، دعا يوماً إلى إصلاح تلك المذاهب وتجديدها.

فأيّ المذهبين هو الصواب؟

لو سبرنا غور الرواية الإيرانية لأصل الأفغاني سنجد أنه يعتريها الكثير من الإشكالات.

فإذا ما أخذنا رواية لطف الله خان، وهو الذي ادعى أنه ابن أخت الأفغاني وأنه إيراني شيعي وألف كتاب «جمال الدين الأسد أبادي»(1) في ذلك، سنجد في روايته مبالغات ومجازفات يصعب على المنصف تقبلها، فقد زعم أن الأفغاني أتى صحبةَ أبيه الى النجف سنة 1266هـ وعمره اثنتا عشر سنة، وبقي هناك أربع سنين يطلب (العلوم المختلفة من تفسير وحديث وحكمة ومنطق وأصول وعلم كلام وعلوم عقلية وفلسفة الهية وطبيعية ورياضية وطب وتشريح وهيئة ونجوم)!! فكانت الحصيلة أنه (أبدى تفوقاً عجيباً في اثناء المدة التي قضاها وعُرف عند علماء النجف وكربلاء وسامراء وذاع صيته بالتدريج في كل ناد ومحفل، وانقسم الناس في شأنه قسمين، قسم يؤيده، وقسم يخالفه ويحقد عليه ويشيع حوله الشبهات والظنون) ثم تصل الأمور بدراماتيكية عجيبة الى أن يدبر (جماعة من علماء السوء مكيدة للسيد، وعلم الشيخ مرتضى [الأنصاري شيخه المزعوم!!] بحقيقة نواياهم فأرسله مع شيخ جليل القدر الى الهند!) (2).

إن أول ما يقفز الى الذهن هو أنه هل يُعقل أن غلاماً طالباً للعلم لا يتجاوز عمره ستة عشر عاماً يشتهر تلك الشهرة كلها في مراكز الشيعة العلمية وهو لما يطرّ شاربه بعد، ولم ينبت عثنونه؟!

ثم ما كنهُ هذه الآراء التي خرج بها ذاك الغلام الخارق حتى جعلت الناس يختلفون فيه اختلافاً كثيرا؟

وما الخطر الذي خشيه المخالفون من غلام مراهق حتى يكيدوا له؟! إلى درجة أن تضطرّه تلكم المؤامرة إلى ترك دراسته وهو في تلك السن المبكرة؟! بل إلى السفر خارج البلاد!

هذه أسئلة مشروعةٌ في ظني لم يجب عليها لطف الله خان، مما حدا ببعض القائلين بإيرانية الأفغاني، مثل لويس عوض، إلى عدم الاقتناع بها، والتفتيش عن أسباب أخرى لتلك الهجرة المباغتة، مثل القول بأنه ادعى المهدية، أو أنه كان يفطر في رمضان(3)، إلى آخر تلك الترهات.

ويضاف أيضاً إلى الأسباب التي تجعلنا في ريب من تلك الأخلوقة المفتراة تناقض أربابها في بعض تفاصيلها المهمة، مما يشير إلى القصة لم تُحبك جيدا، وبقيت فيها فروج و ثغرات.

فبينما نجد لطف الله خان حريصاً على التوفيق بين روايته عن أصل الافغاني والرواية الصحيحة المشهورة، فيدعي أن الأفغاني أقام فعلاً في أفغانستان (ما يقرب من خمس سنوات) توثقت فيها صلته بالأمير دوست محمد خان، وأنه طفق هناك يوجه الناس ويدعوهم الى الهداية، وألف هناك كتابه «تاريخ الأفغان» (4).

بينما نجد لطف الله خان يؤكد تلك المعلومات بضرس قاطع، نجد مؤرخين شيعة محترمين يتطرفون في إنكار الرواية المخالفة لهم، فيجعلون قصة وجوده في أفغانستان مفبركة من أساسها!

فهذا آغا بزرك الطهراني يقول: (وبالجملة فليس له في الأفغان أية علاقة، إذ لم يولد بكنر، ولم ينتقل مع أبيه الى كابل، ولم ينفهما دوست محمد خان أمير الافغان، ولا كانت لبني عمه سيادة على شيء من أراضيها، ولا يعرف عنهم الأفغانيون شيئا، فضلاً عن أن يكون لهم منزلة في قلوبهم!!) (5)!!

وقال محسن الأمين: (وكل ما بني على كونه أفغانياً من دخوله في سلك رجال الحكومة الافغانية وحضوره بعض حروبها وميله الى بعض أمرائها وحلوله عند محل الوزير وإرادة بعضهم الغدر به وخروجه منها بحجة الحج كله لا أصل له أريدَ به تكميل القصة المخترعة) (6)!!

فأي الفريقين أحق بالتصديق!!

ألا يحقّ لنا أن نعدّ تناقض أصحاب تلك الأحدوثة واختلافهم دليلَ صدق على كذبها؟ في الوقت الذي نجد فيه رواية أفغانية الأفغاني مستقيمة، منطقية الأحداث، لا ينافر بعضها بعضا.

ويلاحَظ أن بعض القائلين بإيرانية الأفغاني قد تجاسروا إلى ركوب دعاوى عريضة دون أدلة كافية في سبيل إثبات دعواهم، مما يدل على أن وراء الأكَمة ما وراءها، وأن ثمة بروباغندا موجهة تدفع بهذا الاتجاه، وهذه خطة خسف لا يتقحمها منصف.

وإن مما يشي بما قلناه: أن غلام حسين موسوي الأفغاني ذكر أن لديه على اختلاق كتاب لطف الله خان، المدعي أنه ابن أخت الأفغاني والقائل بإيرانيته (دلائل وشواهد قوية وغير قابلة للإنكار، وسوف تُنشر في رسالة خاصة في القريب العاجل، وباستطاعة الراغبين أن يكتبوا إلينا بالعنوان التالي حتى نضع لديهم معلومات أكثر في هذا المضمار: النجف الأشرف، العراف(7)، مدرسة الإمام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، غرفة رقم 3 الموسوي) (8).

ولم ينشر موسوي تلك الرسالة الخاصة للناس على حدّ علمي مع قوة الدافع، واكتفى ببيان عنوانه لمن أراد الاطلاع على تلك الدلائل والشواهد حسب، مما قد يشير إلى أن في فمه ماءً، وأنه لم يستطع البوح بما لديه من معلومات في هذا الصدد لظروف نجهل حقيقتها.

فإذا ما انتقلنا إلى بيان تلك الدعاوى العريضة فسوف نجد مثلاً أن عبد المنعم حسنين مترجم الكتاب اللقيط «جمال الدين الأسد أبادي» للطف الله خان يدعي أن من دلائل دعواه (وجود عائلة جمال الدين في إيران وانعدام أي أثر لها في افغانستان) (9) !!! 

وهذا أشبه بالتزوير والإلغاء لقبيلة كاملة في أفغانستان، تدّعي على الأقلّ أن لها صلةً بالأفغاني، وعُلم من أفرادها من صرّح بتلك الصلة.

فمن أقارب الأفغاني هناك الذين علمنا عنهم:

1-السيد حسين باشا(10)، وهو أحد ولاة أفغانستان، لقيه شكيب أرسلان في المدينة المنورة وأكد له أن الأفغاني منهم(11).

ويروي صلاح الدين السلجوقي أن حسين باشا كان من كبار أبطال الجهاد ضد الإنجليز، وكان يلوم الأفغاني على تركه الجهاد بالسيف(12).

ويذكر سعيد الافغاني أن حسين باشا كان من مريدي المجاهد الكبير نجم الدين أخند صاحب (هده) (13).

2-شمس الدين باشا المجروح، ذكره السلجوقي أيضا، وذكر أنه تولى منصب وزير القبائل.

3-السيد عباس باشا

4-السيد بابا مصطفى باشا

5-غلام رسول باشا

والاثنان الأولان ذكرهما سعيد الافغاني ومحمد أمان خان صافي(14)، والثالث ذكره محمد أمان، وذكر أيضاً أنهم عاشوا في كابل تحت المراقبة، بعد أن قضى الملك دوست خان على حكمهم في كونر و منعهم من الرجوع اليها.

6-محمود الفاراني، وهو أديب وشاعر، وقد قابله غلام حسين موسوي، وأكد له أن الأفغاني قريبه، خلافاً لادعاءات (سادات) أسد أباد في إيران (15).

ويذكر سعيد الأفغاني أن سادات كونر –أقارب الأفغاني- لهم شهرة وكثرة لا يستطيع أحد إنكارها، وأن لهم هناك أحفاداً وأراضٍ وقرى كثيرة، ويحكي حادثة وقعت عند نفي عائلة الافغاني الى كابل فيقول: (سمعت في محافظة كونر أن أحد الرجال يحكي عن أبيه أن والد السيد جمال الدين حينما نُقل إلى عاصمة أفغانستان كابل كان السيد صغيرا، وأن الناس اجتمعوا كثيراً حتى خافت الحكومة من وقوع حادث، وأن ذلك اليوم كان بارداً وأمطرت السماء في الليل مطراً شديدا).

ثم يقول: (وفي كابل عاصمة أفغانستان سمعتُ من رجل مسن في منطقة لاهوري دروازه أن والد السيد جمال الدين حينما انتقل الى كابل كان يسكن مع أولاده في منطقة لاهوري دروازه) (16).

وعن كتاب لطف الله خان المدعي أنه ابن أخت السيد يقول سعيد الأفغاني: إنه كتابٌ ( سداه الكذب ولُحمته التضليل) (17).

ومن عجائب المخالفين : قولهم في الاستدلال على دعواهم: إن صفدر (اسم والد جمال الدين) وأبا تراب (اسم خادم الأفغاني) من الأسماء المنتشرة في إيران لا أفغانستان.

بل بلغ من استهزائهم بعقول قرائهم أن زعمَ عبد المنعم حسنين أنّ اتخاذ الأفغاني لخادم اسمه (أبو تراب) دليل على (تعصبه لإيران وللمذهب الشيعي)!! (18) وردد هذه الشبهة علي الوردي وغيره.

وهذه دعوى في غاية الإفلاس، تثير ضحك الأفغان وحُقّ لهم ذلك، لأنهم يعلمون يقيناً أنها محض كذب وافتراء، حتى أن سعيداً الأفغاني قال في ردها: ( حينما كنت مديراً لدار العلوم الاسلامية المسماة بـ«نجم المدارس» الواقعة في ولاية ننكرهار كان عندي واحد يعمل سكرتيراً من منطقة جيبرهار اسمه «صفدر»، فإن كان لهم شك فيما قلت فليتفضلوا الى ولاية كونر ومنطقة جيبرهار لكي يعرفوا صدق ما قلت) (19).

ويعدّد غلام حسين موسوي الأفغاني من يعرفهم من الأفغان الذين يسمون (صفدر) سواء من السنة أو الشيعة، ويقول: (إن الخبير بأسماء الأعلام الأفغانية أو المراجع يجد مئات الأشخاص يسمون بهذا الاسم) (20).

ويقول أيضا عن اسم «أبي تراب»: (وأنا شخصياً أعرف عدداً بهذا الاسم من السنة والشيعة) ثم يتساءل: ( إن أهالي أفغانستان عندما يسمون أنفسهم بشير علي وعلي محمد وعلي أكبر ومحمد حسين وغلام صفدر ما الذي يمنعهم الذي يمنعهم من التسمية بأبي تراب؟) (21)

وإن مما يمتّ بسببٍ إلى ما نحن فيه: زعمَ مصطفى فوزي غزال أن مما يدل على شيعية الافغاني كون شيوخه القاضي بشد والحافظ دراز وحبيب الله القندهاري، قال : (وهؤلاء من الشيعة) (22)!!

ولست أدري والله كيف يجازف باحث في رسالة جامعية بالادعاء على أشخاص أنهم على مذهبٍ ما دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن تراجمهم، أو حتى مجرد الاطلاع على أعمالهم!!

فأما القاضي بشد فكان من قضاة كونر(23)، ومعلوم أن هذه المنطقة سنية ولا يعقل أن يتسلم القضاء فيها شيعي!

أما الحافظ دراز فهو مولانا محمد أحسن البيشاوري، لُقب دراز لطول قامته، وكان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، له شرح على صحيح البخاري بالفارسية(24)، وهو سني حنفي كغالب أهل تلك الديار.

أما حبيب الله القندهاري فهو عالم حنفي أصولي، له الكثير من المؤلفات، منها «مغتنم الحصول في علم الأصول» و«أبجد التاريخ»(25)، فأنى له التشيع؟

ثم إن للأفغاني كثيراً من المشايخ، وكلهم سنة أحناف، منهم: فقير بادشاه، وهو من أقارب الأفغاني وأهل كونر، وفضل مالك النقشبندي وعلي منلا خان، وهذا الأخير كان يعتزّ به الأفغاني كثيرا(26)، وليس له شيوخ من الشيعة إلا في الرواية المؤتفكة.

ومن غرائب المخالفين: أن بعضهم زار ايران وأسد أباد، وشافه بعض المنتسبين هناك إلى الافغاني، وأخذ بكلامهم وادعاءاتهم دون أن يلتمس دليلاً صادقاً على ذلك.

ولم يعلم أولئك الطيبون الوادعون أن الانتساب إلى الأفغاني يُعد مغنماً في إيران، لا لشهرة السيد ومكانته حسب، ولكن لكونه مدرجاً للاعتزاء الى آل البيت الكرام، مع ما في هذا الاعتزاء من وجاهة وحقوق في بلد تتبنى حكومته التشيع.

فهذا قدري قلعجي مثلاً يقول: (أردت أن أتحقق من هذا «أي دعوى إيرانية الأفغاني» خلال رحلة قمت بها الى ايران في خريف سنة 1951 «1371هـ» فإذا الايرانيون مجمعون على أن السيد جمال الدين ايراني عريق) (27)!

هكذا يحكي الرجل إجماع الإيرانيين! وهو إنما يحكي عن الأناس الذين سمع منهم، أما في الواقع فهناك الكثير من الباحثين الإيرانيين ينكر تلك الدعوى، منهم: محمد القزويني العلامة الكبير، ومرتضى الجهاردهي أستاذ جامعة طهران، وإبراهيم الصفائي الكاتب الايراني، وعباس القمي المحدث الشهير(28)، وحسن تقي زاده، والدكتور مهدي درخشان، وهو من أهالي همدان بالقرب من أسد أباد(29).

وهذا عبد المنعم حسنين يذكر أنه زار أسد أباد سنة 1950 فوجد هناك أفراداً من عائلة الأفغاني الذين يلقبون أنفسهم بالأسرة الجمالية، ووجد قبور أجداد الأفغاني(30).

وبالمقابل، نجد غلام حسين موسوي يزور أسد أباد سنة 1389هـ ويقول: (تذاكرت مع جماعة منهم في هذا الموضوع، ولم أجد لديهم أي دليل على ايرانية الافغاني، وعلى ادعاءات سادات أسد أباد من ان مقابر آباء وأجداد السيد موجودة هناك الى الآن، لا يدعمها أي دليل وبرهان، ولا توجد هناك أية مقبرة ولوحة باسم السيد صفدر أصلا) (31).

وينقل موسوي عن الكاتب الإيراني المعروف حسن تقي زاده أن تلك العائلة المنتسبة إلى الأفغاني لم تنتسب إليه إلا في حدود سنة 1930م(32)، أي بعد وفاة الأفغاني بأكثر من ثلاثين عاما، فما الذي منعها من الانتساب إليه طيلة تلك المدة؟

ومن طرائف المشككين قول مصطفى غزال : (إن جميع الذين ترجموا لجمال الدين من أصدقاء وأعداء يقولون بأن جمال الدين درس معظم علومه حتى الدراسات العليا في إيران والعراق، وفي معاهد الشيعة على الإطلاق) (33)!!

فإن هذا الكلام يدل على أن الرجل لم يهضم دراسة الافغاني جيداً، أو أن رأيه المسبق في المسألة قد غشّى على بصره!

فإن الذين يقولون بأن الأفغاني درس في إيران هم القائلون بإيرانيته، دون القائلين بأفغانيته من الأفغان والعرب وبعض الإيرانيين والمستشرقين، فلم يذكروا حرفاً من ذلك، باستثناء الدكتور محمد عمارة الذي اغترّ- للأسف - بكتاب لطف الله، وأخذ بروايته عن دراسة الأفغاني في قزوين والنجف خاصة(34).

والثابت أن الأفغاني دخل ايران ناضجاً مكتمل الأهبة مرتين، سنة 1886، والأخرى سنة 1890، ليصلح الحكم هناك لا ليدرس، وأنه دخل العراق بعد ذلك مخفوراً بعد أن طرده الشاه من إيران.

هذه أقوى الشبهات لدعوى (إيرانية الأفغاني) أحببتُ أن أضع أجوبتها على طرف الثمام لكلّ باحث منصف، فإذا دَحضت تلك الشبهات كان ما سواها أدحض، ومنه يتبين أن تلك الدعوى ما هي إلا تخديشٌ في الجلامد، أو ضربٌ في حديد بارد، يراد منها إسقاط ذلك المصلح الفيلسوف المِدره، والخطيب المصقع المفوّه، ومن ورائه إسقاط مدرسة كبرى قامت دعائمها على الإصلاح والتجديد.

---------

(1) وهو الكتاب الذي يتكئ عليه محمد سعيد رمضان البوطي، ويلهج بذكره في دروسه وكتبه كلما تعرض لذم الأفغاني!!

(2) حقيقة جمال الدين الأفغاني 1/45-46

(3) لويس عوض ومعاركه الأدبية، لنسيم مجلي، ص429.

(4) حقيقة جمال الدين الأفغاني 1/48

(5) طبقات أعلام الشيعة13/ 311

(6) أعيان الشيعة 4/208

(7) كذا، وقد تكون: العراق.

(8) الرد على الوردي ص33

(9) حقيقة جمال الدين الأفغاني 1/11

(10) «باشا» أو «بادشاه» هو لقب عائلة الأفغاني، ومعناها الملك، كما ذكر صلاح الدين السلجوقي، سفير أفغانستان في مصر، انظر: «جمال الدين الأفغاني» لمحمود أبو رية ص16.

(11) حاضر العالم الإسلامي 2/289

(12) هذا ما نقله عنه محمود أبو رية في كتابه «جمال الدين الافغاني تاريخه ورسالته ومبادئه» ص24

(13) نابغة الشرق جمال الدين الأفغاني ص15، وسعيد الأفغاني هذا غير النحوي الشهير المولود في سوريا، بل هذا أفغاني المولد والنشأة، وهو من ولاية ننكرهار التابعة لمحافظة كونر حيث ولد الأفغاني.

(14) نفحات عن تاريخ السيد جمال الدين الأفغاني ص24.

(15) الرد على الوردي ص29

(16) نابغة الشرق جمال الدين الأفغاني ص16.

(17) نابغة الشرق جمال الدين الأفغاني ص10.

(18) حقيقة جمال الدين الأفغاني 1/26

(19) نابغة الشرق جمال الدين الأفغاني ص14.

(20) الرد على الوردي ص49

(21) الرد على الوردي ص50

(22) دعوة جمال الدين الأفغاني في الميزان ص74

(23) جمال الدين الأفغاني وخدماته الدينية والأدبية، تأليف فضل معبود الباكستاني، ص236.

(24) الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام ص1086

(25) انظر ترجمته في مقدمة الباحث صاحب إسلام لتحقيق كتاب «مغتنم الحصول في علم الأصول» ص46

(26) جمال الدين الأفغاني وخدماته الدينية والأدبية ص235

(27) ثلاثة من أعلام الحرية ص31

(28) الرد على الوردي ص 23-25

(29) الرد على الوردي ص28-29

(30) الرد على الوردي 23-25

(31) الرد على الوردي ص28

(32) الرد على الوردي ص29

(33) دعوة جمال الدين الأفغاني في الميزان ص223

(34) جمال الدين الأفغاني موقظ الشرق وفيلسوف الاسلام ص46