الأخ الكبير الشيخ عبد الحفيظ الحداد رحمه الله تعالى كلمات في رثائه (1)

لما بلغني نبأ وفاة أخي الكبير الكريم الشيخ عبد الحفيظ الحداد ظهر أمس الاثنين سلخ رجب 1439 كتبت هذه الكلمات في رثائه: 

تلقيت قبل قليل نبأ وفاة الأخ الكريم الشيخ عبد الحفيظ الحداد الحَمَوي في مكة المكرمة عن 75 عاما. 

وهو من مواليد حماة 1943م، ومن أبرز شيوخه الذين لازمهم في حماة العلامة الشيخ محمد الحامد رحمه الله تعالى، وتخرج في كلية الشريعة بدمشق سنة 1387هـ - 1967م.

وتربطني بالأخ الكبير الفقيد وبوالده الفاضل وأخيه الحبيب عبد الرحمن صلة قديمة منذ إقامتي في مكة المكرمة في أوائل القرن الخامس عشر الهجري.

وكان قد هاجر من سوريا كحال الكثير من أهل السنة في ذلك الوقت في عام 1401 هـ واستقر به المقام في مكة المكرمة حيث عمل مدرساً في دار الحديث الخيرية، ثم انتقل بعدها إماماً وخطيباً في مسجد التحلية في جدة على مدى أربعة عشر عامًا، عاد بعدها باحثاً شرعياً ومحققاً ومدققاً في هيئة الإعجاز العلمي برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ومازال فيها إلى أن ابتُلي بمرضٍ خطير أقعده عن الحركة وعانى كثيراً من الآلام كان خلالها صابراً محتسباً مستسلماً لقضاء ربه ومولاه إلى أن انتقل إلى جوار ربه ظهر هذا اليوم الاثنين 30 من رجب الفرد 1439.

اتَّصف رحمه الله بالعلم ودقة الفهم وإصلاح ذات البين وحسن الخلق وبشاشة الوجه وطيب المعشر وكرم الضيافة ، ولم يرزق بعقب.

سمح له بالعودة إلى حماة بعد طول انتظار وشوق وعدة محاولات لإصلاح أوضاعه الأمنية، ولكنه قوبل من الجهات المخابراتية بالرفض الشديد، وطُلب منه العودة من حيث أتى، ولم يسمح له بالاستقرار أو التفكير بالعودة إلى بلده التي ولد ونشأ فيها.

كان زاهداً في الدنيا متقللاً منها ، متمسكاً بالسنة والأثر، ودوداً لطيفاً بالصغير والكبير والقاصي والداني، نال محبة جميع من حوله وكسب ثناء كل من عرفه ولقيه .

أقدّم خالص العزاء لإخوانه وأسرته وتلاميذه وأصحابه .

رحم الله أخانا الكريم برحمته الواسعة، وتجاوز عنه، وتقبل منه صالح أعماله.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وكتب الأخ الكريم مرهف سقا في صفحته: 

توفي قبل قليل شيخنا الشيخ الدكتور عبد الحفيظ الحداد في مكة المكرمة.

شيخنا من مواليد حماة 1943م، وكان يعمل في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي للقرآن والسنة التابعة لرابطة العالم الإسلامي، أبرز شيوخه العلامة الشيخ محمد الحامد رحمه الله، فقد كان ملازما له، يتميز الشيخ عبد الحفيظ رحمه الله بصدقه وجديّته العلمية.

اللهم عوضنا خيرا واغفر له وارحمه وأنزله منازل الأبرار واجزه خيرا عن المسلمين .

كنت قد زرته الجمعة الماضية في بيته لأعوده في مرضه وسألته: هل التقيتم بمفتي حماة الشيخ سعيد النعسان؟ فقال لي : وهو ينتشي سرورا: قرأت عليه القرآن عام ١٩٤٨ وكان عمري خمس سنوات، لم أر مثله في الصدق والعلم والعمل وفعل الخير والسعي فيه...إنا لله وإنا إليه راجعون.

وكتب الأخ الكريم محمد بشير حداد في صفحته:

الشيخ الدكتور عبد الحفيظ حداد في ذمة الله.

تلقيت بحزن بالغ نبأ وفاة الأخ الحبيب الكبير العالم الحموي الدكتور الشيخ عبد الحفيظ حداد 

في مكة المكرمة ظهر اليوم الاثنين 30 /رجب /1439 الموافق 16/4/2018 . 

وبيننا ودّ وحب وأخوة ووفاء يمتد جذرها لصحبة والده الحاج محمد حداد مع جدي الشيخ محمد بشير حداد ومع والدي ومع علماء حلب ورجالها رحمهم الله تعالى .

وكانوا هم دائمي التردد من حماه الى حلب الشهباء وبينهم وبين أسر حلبية مصاهرة وقرابات ..

وفقيدنا الراحل رحمه الله نشأ مع إخوته الأحبة في أسرة دين واستقامة ، و توجه هو مع بعض إخوته برعاية والدهم لطلب العلوم الشرعية حتى الدراسات العليا ، وقد لازم عالم حماه ومجاهدها العلامة الشيخ محمد الحامد رحمه الله إلى وفاته.

وقد تلاقينا في رحاب مكة منذ هجرته اليها حيث كنا فيها.

ومن سماته المباركة: اللطف والود والكرم وحلاوة الحديث والتبسم والحرص على الاتباع والدقة العلمية ،والعطاء الدعوي ، والتعليم مع التواضع ولين الجانب وحسن العشرة ..

تغمد الله حبيبنا الفقيد بواسع رحماته وتقبله في المهاجرين في سبيله مع العلماء العاملين وأسكنه فردوس جنانه ..

أتقدم بأحر التعازي لآل الحداد في حماه و لذوي الفقيد ومحبيه ولأهل مدينة حماه ومشايخها ولعلماء سورية ..

إنا لله وإنا اليه راجعون.

أخوكم

د.محمد بشير حداد

وكتب الأخ الحبيب محمد نضال مهندس:

تعرفت على الشيخ في بداية إقامتنا بمكة المكرمة 1981 

وكان إماماً بمسجد صغير بشعب عامر فسلّمني اياه وكنت أتقاضى 500 ريال شهرياً وبقيت فيه أكثر من عام إلى أن تم قبولي بجامعة أم القرى 

كان الشيخ بسَّاما وقورًا متواضعًا كريمًا وكان والده رحمهم الله من أصحاب جدي ووالدي فكان التواصل من الأجداد إلى الاباء فالأبناء

زرته في المستشفى من حوالي عشرة أيام وكان الشيخ حامدًا شاكرًا سعيدًا رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

صلينا على الشيخ بالحرم الشريف بعد العشاء، ثم ووري الثرى في جنة المعلاة بالقرب من الشيخ عبد الله علوان والشيخ كامل سرميني رحمهم الله جميعاً رحمة واسعه

وأعاننا على ساعة الختام وجعلها على الإيمان الكامل، وعظَّم أجركم إخواني الكرام . إنا لله وإنا اليه راجعون.