الشيخ البطل المقدام الزعيم عمر بيطار

 

(1886- 1945)

 

 

من مواليد قرية "شيرقاق" بمنطقة "الحفة" عام 1886

صفحة مشرفة من تاريخ اللاذقية عن بطل من الأبطال، ومجاهد شجاع من المجاهدين الذين قاتلوا المحتل ببساله وشجاعة نادرة مع قلة العتاد والرجال، والجدير بالذكر أن المناضل المجاهد الشيخ عز الدين القسام انضمَّ تحت لواء الجهاد في جبال اللاذقيه بقيادة هذا البطل المقدام الشيخ عمر البيطار رحمه الله تعالى، ولقد كنا نسمع القصص عن المجاهدين من كبار المسنِّين بالبلدة حتى إنني أذكر المجاهد صبحي حليمه الذي كان أيضا مع الثوار ، أذكره جالسا بالحارات القديمة يتحدث عن هذه الثورة والثوار..

كان من أعيان ووجهاء جبل صهيون، ينحدر من أسرة تسلمت الزعامة في المنطقة، فوالده الزعيم مصطفى آغا البيطار كبير قريته.

 

وبالرغم أنه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب- كما يقولون- إلا أنه فضَّل الجهاد ضد المستعمر ، وقام بثورة جبل صهيون، ثم انضمَّ فيما بعد إلى ثورة إبراهيم هنانو ، وجاهد وكان قائداً للواء الجنوبي الغربي، فقاد معارك مشرّفة في "الصالحية" "بزفت"، و"كتف بابنّا"، و"بابنّا" الأولى والثانية، و"القصير"، ومعركة "ستربة" التي دامت ما يزيد على ثمانية عشر شهراً، ومعركة "جبل دينيت" على مشارف مدينة "إدلب"، والتي قضى فيها أخوه المجاهد "نجيب بيطار"، ودفن مع أربعة من شهدائها في حفرةٍ واحدة.

 

سجن في "حلب"، وجزيرة "أرواد"، وحكم عليه بالإعدام، ولعل محكمة "بيروت" ما زالت شاهدةً على افتخاره بوطنه واحتقاره للمحتل، حين عرض عليه أعضاء المحكمة التخلي عن الجهاد مقابل إطلاق سراحه، فقال كلمته المشهورة :"لا أوقف الجهاد حتى أرى علم المحكمة تحت نعليّ هاتين" مشيراً إلى العلم الفرنسي.

 

 حكم عليه بالإعدام ثم تمَّ تخفيف عقوبة الإعدام لينفى إلى تركيا، وعاد إلى بلده الأم بعد معاهدة /1936/ ليترشح لعضوية البرلمان السوري عام /1937/ ويفوز بمقعدٍ فيه، واستمر نضاله السياسي مع أعضاء الكتلة الوطنية التي مثلت اللاذقية في البرلمان السوري المنتخب، لكن محاربة الفرنسيين لكلماته جعلته يعود إلى تركيا عام /1939/، وفي عام /1945/ وفي طريق عودته لملاقاة صديقه "الحلبي" "عبد الله الجابري"، أقعده المرض الشديد في "أنطاكية" ليموت فيها ويدفن في مقبرة "الغرباء" عن 59 عاما».

 

 حدثني والدي رحمه الله عنه كثيرًا ، حيث كان ابن عمه المجاهد عزيز عابدين آغا بيطار رحمه الله تعالى زوج عمته...